اخبار الوطن العربي

اتفاق على سحب المسلحين من مخيم اليرموك وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إليه

اتفاق على سحب المسلحين من مخيم اليرموك وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إليه

ذكرت وكالة معاً الإخبارية، 20/12/2012، أن السفير الفلسطيني في دمشق محمود الخالدي، أكد التوافق مع الاطراف السورية على عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك في دمشق وذلك بعد سحب جميع المسلحين من المخيم.

وقال الخالدي لغرفة تحرير وكالة “معا “: “منذ بداية الازمة والنزوح الفلسطيني من مخيم اليرموك عقدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعات يومية في مقر السفارة الفلسطينية وجرى العمل على نطاقين، الاول: إغاثة النازحين عن منازلهم، والثاني: توفير عودة آمنة لجميع النازحين”، مؤكدا أن هذه المساعي تكللت بالنجاح وجميع الفصائل بما فيها الجبهة الشعبية- القيادة العامة متوافقة على ذلك.

وأضاف: لن يكون هناك وجود لمسلحين من الجيش الحر أو فصائل فلسطينية داخل المخيم، كما لن يكون في ذات الوقت تواجد لقوى الأمن السورية، واعتبار ساحة المخيم وداخلة منطقة آمنة، مؤكدا عودة أكثر من 5 آلاف عائلة من الذين نزحوا الى المخيم منذ ساعات صباح اليوم الخميس.

وأكد الخالدي أنه التقى مسؤولين من النظام السوري، وقادة في الجيش الحر وأنهم أعلنوا انسحابهم من المخيم لتجنيب اللاجئين الفلسطينيين ويلات الحرب.

وقال: “سنقوم اليوم بتأمين معابر الدخول الى المخيم، ووجهنا نداء عاجلا بعودة جميع اللاجئين النازحين”. كما بين أن جماعة احمد جبريل (الجبهة الشعبية- القيادة العامة) ابلغوا الفصائل الفلسطينية بأن الهدف المركزي هو عودة اللاجئين الى بيوتهم آمنين متعهدين بعدم تواجد أي مسلح من الجماعة داخل المخيم.

وتابع الخالدي أن حالة النزوح التي جرت من المخيم جرت في ظروف جوية قاسية جدا بسبب الطقس البارد، وأن معظم النازحين كانوا بلا غطاء وطعام ودواء.

وحول توزيع المساعدات المالية والاغاثية قال: ان عملية التوزيع لم تستكمل لجميع اللاجئين بسبب وجود نازحين في مناطق بعيدة كاللاذقية وحماة وحمص ونحن بحاجة الى جيش من المتطوعين حتى نستكمل الوصول إلى جميع هؤلاء النازحين، مشيرا إلى أنه جرى صرف مبالغ مالية كبيرة على النازحين القريبين من مخيم اليرموك، وانه جرى التوافق على فتح مدينة “أبناء الشهداء” بقرار من الرئيس عباس لاستقبال النازحين الفلسطينيين خاصة بعد الاكتظاظ في مدارس وكالة الغوث.

وأكد أن عملية صرف المساعدات المالية سيجري استكمالها بعد عودة اللاجئين الى منازلهم في مخيم اليرموك.

ونشرت السفير، بيروت، 21/12/2012،عن زياد حيدر، أن السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور قال لـ«السفير» إنه تم التوصل الى اتفاق على سحب المسلحين من مخيم اليرموك، وأن من شأن ذلك اتاحة الفرصة امام اهلنا الذين نزحوا سواء الى اماكن آمنة داخل سوريا او في اتجاه لبنان، لكي يعودوا الى منازلهم، علما ان العدد الذي وصل الى لبنان لا يتجاوز الالفي شخص، وهؤلاء سيعودون، واعتقد ان العودة قد بدأت الى مخيم اليرموك من داخل سوريا.

واشار السفير الفلسطيني الى ان لبنان لم يقصر تجاه اخواننا النازحين، ودعا المجتمع الدولي للوقوف الى جانب لبنان، «لأنه مع الأسف لم يقف أحد مع لبنان في هذه المسألة».

وتوجه السفير الفلسطيني الى اللبنانيين قائلاً: «ليطمئن اللبنانيون، ان وجهتنا الوحيدة، كانت وستبقى دائماً.. وطننا فلسطين، وليس الى لبنان أو أي مكان آخر».

وأضافت أن آلاف الفلسطينيين بدأوا بالعودة الى مخيم اليرموك بعد حالة النزوح الكثيفة التي شهدها خلال الأيام الماضية بعدما تمكن مسلحو المعارضة من السيطرة على أجزاء واسعة منه، ما دفع السلطات السورية الى حشد قوات عسكرية كبيرة استعداداً لاقتحامه، فيما ساهمت المفاوضات التي شاركت فيها مختلف القوى والفصائل بالإضافة الى الامم المتحدة، في التوصل الى تسوية تقضي بإخلاء المسلحين من المخيم والسماح بعودة آلاف العائلات اليه، والنجاح في تجنبيه الخراب وانزال نكبة جديدة بالفلسطينيين.

وأكدت مصادر رسمية فلسطينية لـ«السفير»، أمس، بدء تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر جهود ممثل الإبراهيمي في دمشق مختار لماني، والذي يقضي بانسحاب المسلحين كافة الموجودين داخل مخيم اليرموك، وجلهم من المعارضة، وإبقائه مجرداً من السلاح.

وقال رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي إن الأطراف كافة وافقت على تحييد المخيم من الصراع الدائر في سوريا، مشيراً إلى أن هذه الأطراف تشمل المعارضة والسلطة والفصائل الفلسطينية.

وأعلن عبد الهادي، بعد اجتماع مطول مع لماني في دمشق، أن الحكومة السورية أكدت عدم نيتها دخول المخيم أو قصفه، لكنها اشترطت ضرورة انسحاب المسلحين بالكامل منه، مشيراً إلى أن هذه العملية يجب أن تستكمل خلال الساعات المقبلة. وأكد أن كل الفصائل وافقت على عدم وجود أي مسلح في المخيم، وتم الاتفاق على تشكيل لجان شعبية محلية تقوم بمتابعة عودة الأهالي النازحين، والذين عاد الآلاف منهم بمجرد سماعهم أخبار الاتفاق.

وأشار عبد الهادي إلى أن الدوائر الرسمية التابعة للدولة ستتابع عملها كالمعتاد، معتبراً أن ما جرى يشكل سابقة في تاريخ الصراع، ويحسب إنسانياً لكل الأطراف.

وليس واضحاً إن كان الاتفاق يمنع نشاط المعارضة السلمي فيه، خصوصاً أن الدولة ستكون متواجدة في المخيم عبر قوات الشرطة التي لديها مخفر في بدايته.

وقال عضو في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين لوكالة «فرانس برس»، «عبر مئات الفلسطينيين سيراً، نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم»، موضحاً أن العديد من هؤلاء يريدون العودة «بدلا من النوم في العراء بسبب الأمطار المتساقطة بغزارة»، بينما يأخذ آخرون أغراضهم «لاقتناعهم بأن النزاع سيطول».

وقال احد سكان المخيم إن العائدين كانوا يرددون أغنيات فلسطينية، وعبارة «عائدون إلى مخيم اليرموك». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «أبناء مخيم اليرموك ساروا في مسيرة شعبية إلى المخيم، مطالبين المجموعات الإرهابية المسلحة بالخروج منه».

وقال احد السكان، بعيد خروجه من المخيم، إن «مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا متواجدين بالآلاف في المخيم، غابوا إلى حد كبير».

وناشدت وزارة الخارجية السورية، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «مطالبة الدول التي دعمت المجموعات الإرهابية المسلحة وشجعتها على احتلال مخيم اليرموك لغايات باتت معروفة بإجبارها على الخروج من المخيم فوراً حفاظاً على حياة اللاجئين الفلسطينيين، ولمنع الدمار الذي تنشره هذه المجموعات أينما حلت».

ودانت دمشق «كل من سمح لنفسه بتوجيه أصابع الاتهام إليها وتحمله مسؤولية الكارثة التي قامت بها المجموعات الإرهابية» في المخيم. وأكدت أنها «التزمت منذ نكبة الشعب الفلسطيني باستضافة اللاجئين الفلسطينيين على أرضها وتعاملت معهم كأبنائها وأعطتهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري».

وأوردت النهار، بيروت، 20/12/2012، أن مصادر قيادية فلسطينية داخل مخيم اليرموك أكدت لـ”النهار” انسحاب عناصر الجيش السوري الحر من المخيم ليل امس، وان من بقي من المسلحين داخل المخيم هم افراد من ابناء المخيم ويقارب عددهم الاربعين شوهد بعضهم بسلاحه الفردي هذا الصباح عند مفارق عدة داخل المخيم في مهمة قالوا انها تقتصر على التأكد من عدم عودة العناصر التابعة لأحمد جبريل الى داخل المخيم.

واذ تحدثت هذه المصادر عن عدم وجود حشود عسكرية للنظام عند تخوم المخيم هذا الصباح، ذكرت ان المئات من ابنائه بدأوا منذ ساعات الصباح الاولى بالعودة اليه في ظل دعوات فلسطينية مكثفة لعودة النازحين الذين توزع اغلبهم على مخيمات دمشق. وقد شهد المخيم هذا الصباح تظاهرة مدنية اكدت على رفض زج المخيم في الصراع العكسري الدائر في سوريا بين النظام والمعارضة. وذكرت المصادر نفسها لـ”النهار” ان السفارة الفلسطينية في دمشق ستشهد اليوم اجتماعا للقوى الفلسطينية لتأمين الآليات اللوجستية لعودة النازحين. كما قالت أن الحياة داخل المخيم بدأت تعود تدريجيا الى طبيعتها “شاهدنا صباحا عدداً من المخابز ومحال الخضار يعمل بشكل طبيعي كما غصت بعض مقاهي الانترنت بالشبان الذين كان من بينهم ناشطون ينقلون مباشرة صور تظاهرة العودة الى المخيم ويحثون النازحين على العودة”.

واضافت فلسطين أون لاين، 20/12/2012، أن مجموعة “العمل من أجل فلسطينيي سوريا” ذكرت في التقرير التوثيقي الذي نشرته على صفحتها في (فيس بوك)، أن عددًا من وجهاء مخيم اليرموك يجرون مفاوضات مع العناصر المسلحة التابعة للجيش الحر والجيش النظامي؛ من أجل تجنيب المخيم ويلات الدمار والقصف، وعودة أهله إليه.

وذكر أحد وجهاء المخيم أن المفاوضات ترمي إلى وقف القتال في المخيم وعودة الأهالي إليه، على أن يحميه جيش التحرير الفلسطيني. وأشار التقرير إلى ورود أنباء تتحدث عن انسحاب الجيش الحر من المخيم، بعد اتفاق بينه وبين الجيش النظامي بوساطة فلسطينية.

وقال: “إن ممثلي فصائل منظمة التحرير وممثلًا عن حركة الجهاد الإسلامي وفعاليات شعبية وشخصيات مستقلة عقدوا اجتماعاً في مخيم اليرموك؛ لتدارس آخر التطورات التي مر بها”.

وخلص الاجتماع إلى توجيه نداء لأهالي المخيم بالعودة الفورية إليه؛ كونها الضمانة للممتلكات والأرواح، وأن (م.ت.ف) وفصائلها تتحمل المسؤولية الكاملة عن صمود وتأمين مستلزمات الحياة لأهالي المخيم والعائدين.

وقرر الاجتماع تشكيل لجان غير مسلحة في أحياء المخيم تكون مهمتها ضمان أمن الأهالي وممتلكاتهم، وإدخال مواد التموين الأساسية له، وإعادة تشغيل الأفران فيه، وتفعيل المشافي بأكبر كفاءة، والاجتماع بشكل يومي للوقوف على آخر المستجدات، حسب ما جاء التقرير.

مقالات ذات صلة