المقالات

من يدافع عن أسرانا .. ويحمي أطفالنا …؟!

من يدافع عن أسرانا .. ويحمي أطفالنا …؟!

هذا ما كتبته الأخت فدوى البرغوثي حرم الأخ القائد مروان البرغوثي القابع خلف قضبان الإحتلال في محكومة زمنية فلكية.. على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك .. تزامنا ليوم التصريحات التي أطلقت في جدة في اجتماع وزراء الخارجية العرب.. ويعبر عن مرارة أحست بها حيث قالت حرفيا:

” اسوق عليكم الله تخافو الله في الإنتفاضه وشهداءها وأسراها وجرحاها وعائلاتهم ودموع أمهاتهم وعذاب زوجاتهم ما في حد في الكون بقول عن شعبو مخطئ الشعوب بنضالها وكفاحها ومقاومتها لا تخطئ ولا تدمر الله يهديكم…!! ”

لقد خرجنا مجددا إلى الشارع في برلين.. وعلى بعد أمتار من المستشارية الألمانية والبرلمان الألماني ـ البندس تاغ ـ وأمام سفارة امريكا وفرنسا.. وبمحاذاة السفارة البريطانية.. أي أننا كنا في قلب العاصمة السياسية في ألمانيا.. خرجنا الجمعة الموافق 20.06 للشارع.. ننسمع صرخة أطلقها اتحاد الطلاب الفلسطيني برلين براندنبورغ.. والتجمع الفلسطيني في ألمانيا.. وكذلك الجمعيات والمؤسسات العربية والفلسطينية في برلين.. أطلقناها مدوية في وجه هذا العالم الأعمى الأصم.. الذي لا يرى ولا يسمع أنين أسرانا وهم يقاومون مجددا بأمعاءهم جبروت وطغيان الإحتلال.. ولا يشاهد عمليات الإعدام التي يرتكبها الإحتلال بحق أبنائنا…!!

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

خرجنا للشارع في برلين تزامنا مع اليوم العالمي للاجئين.. الذي يذكر بتشرد أكثر من خمسين مليونا في هذا العالم.. ويشكل الفلسطينيون أكثر من عشرهم.. وما زال الإحتلال مستمرا في عدوانه على الشعب الفلسطيني .. ولم يبقى لأسرانا سبيل آخر سوى خوض معركة الأمعاء الخاوية مجددا من أجل نيل حريتهم.. ولم يبقى لهم ما يخسرونه سوى الخلاص من الإحتلال …!!

وها هو نتنياهو يستغل التطورات الأخيرة التي تجري في الضفة المحتلة.. ويصعد من عدوانه.. في حملة إعلامية شرسة يرافقها عدوان عسكري يجتاح مدن الضفة الغربية المحتلة.. ويطال بالقصف المستمر قطاع غزة المحاصر…!!

وها هو الإحتلال ينشط مجددا في هيئة الأمم المتحدة.. ويحقق قبل أيام معدودة تعيين إسرائيل نائبا لرئيس لجنة تصفية ومكافحة الاستعمار في الأمم المتحدة…!!

فالعار كل العار لهذا المجتمع الدولي المنحاز.. الذي يعين دولة الإحتلال بشحمها ولحمها وهي الأسوأ عبر التاريخ.. نائبا لرئيس لجنة تصفية ومكافحة الاستعمار في الأمم المتحدة.. وهي صفعة في وجه الأمة العربية والإسلامية وفي مجه العالم الذي يدعي التحضر والديمقراطية.. وهي أفظع وقاحة تمارسها دولة محتلة تدعى “إسرائيل”.. كيف لا.. وهي واقع استعماري بعينه.. وهي امتداد واستمرار للإستعمار بعينه.. وهو الأشد بشاعة عبر التاريخ.. لأنه استعمار استيطاني يغير معالم الأرض ويطرد سكانها الأصليين ويشتتهم.. وكيان منظومة نشاز أنشأت من قوى استعمارية كموستوطنة ومستعمرة كبيرة على الأراضي الفلسطينية التي تم اغتصابها بقوة السلاح.. وعنصريتها أشد سوءا من نظام الفصل العنصري الذي عرفته جنوب أفريقيا.. لتصبح الآن بكل هذه الصفات نائبا لرئيس لجنة تصفية الإستعمار في الأمم المتحدة…!!

إنها مفارقة عجيبة في عالم تسوده شريعة الغاب.. وعالم يضع قوانينه وشرائعه القوي الوقح المدجج بالسلاح…!!

إنه المجتمع الدولي العاجز.. إنه النادي الدولي بأسمائه المتعددة.. الذي لم يترك للضعفاء والمظلومين سوى الإستجداء الغير مسموع أمام أبوابه وفي أروقته.. ويتصدق عليهم بأقراص مخدرة تخدر آلامهم وأوجاعهم.. ليزداد تحملهم لأذى الأقوياء وبطش الظالمين.. ويترك صرخات عذاباتهم تدوي.. ويسمعونها.. وتكون النتيجة جرعات جديدة من المنح والمساعدات والوعودات الكاذبة.. وترقية لمناصب بعض الذوات المأجورة في مجتمعاتهم.. من المنتفعين أهل التسلط على رقاب العباد.. لكي يبقوا يحكمون القبضة على أبناء جلدتهم.. ممن يفكرون بالخروج عن قواعد لعبة الأمم التي وضعوا قواعدها هؤلاء…!!

وفي فلسطيننا.. تقف مؤسسات هذا النادي الدولي.. المدعو هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبقية الباقية من المؤسسات الدولية.. تغمض أعينها وتصم آذانها عما يجري في الأراضي الفلسطينية من عدوان آثم على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا…!!

نعم إنها الحرب العدوانية الآثمة لعصابات الإحتلال ضد شعبنا.. تماما كما لاحظنا وقبل أيام معدودة فقط .. حيث اعترف سفير دولة الإحتلال في برلين بعدوانهم.. عندما حاوره الإعلامي الألماني السيد ديرك مولر من راديو ألمانيا.. وتم من خلال المقابلة كشف الوجه الحقيقي لممارسات الإحتلال.. حيث تم إحراجه من خلال توجيه الأسئلة الواضحة له وحشره في زاوية.. لم يستطع التملص والهروب منها وتزوير الواقع.. إذ نشكر هنا الإعلامي الألماني السيد ديرك مولر.. على الإصرار في متابعة الأسئلة التي حاول السفير الإسرائيلي في المانيا ياكوف هاداس هاندلس مان التهرب من الإجابة عليها.. وكان سؤاله الأول المباشر له حين قال: هل تخوضون الآن حربا …؟!

نعم إنها الحقيقة.. هي حرب ضروس ضد شعبنا بأشكال متعددة ومختلفة.. وتجد نتنياهو وجنوده يقيمون الدنيا ولا يقعدوها من أجل جنودهم …!!

أما أسرانا ومعتقلينا وأبنائنا الذين يقتلون كل يوم .. وأهلنا المحاصرون في قطاع غزة .. فلا نجد من يبحث عنهم عندما يتم اختطافهم وعندما يتم شن العدوان عليهم .. ولا نجد من يسأل عن معاناتهم .. ولا عن حفظ أمنهم ومنع العدوان عليهم…!!

بل بالعكس أصبح المطلوب من الفلسطيني اليوم.. أن يحفظ أمن الإحتلال وقطعان مستوطنيه.. ويؤمن لهم كل سبل الراحة والرفاهية.. ومن يخل بذلك فقد أخل بثابت مقدس.. حيث أن القيادة الفلسطينية قد أضافة ثابتا جديدا للثوابت الفلسطينية.. وهو ليس كبقيتها بل هو مقدس حسب تعبيرهم…!!

حتى الصحافة الألمانية التي اعتدنا على انحيازها لدولة الإحتلال .. نجدها هذه الأيام اكثر جرأة من القيادة الفلسطينية.. وتعتبر ما يفعله الإحتلال اليوم في الضفة المحتلة هو عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني .. ويتنافى مع ابسط حقوق الإنسان…!!

كان الأحرى بقيادة الشعب الفلسطيني أن تطلق حملة إعلامية عريضة حيث كان وحيث أمكن.. لفضح نوايا الإحتلال ومخططاته العدوانية الجاهزة.. والتي يبحث فقط عن ذريعة لتطبيقها وشيطنة الفلسطيني.. فالإحتلال ينفذ الآن مناوراته العسكرية وتمارينه الإجرامية تمهيدا لاجتياح كافة الأراضي الفلسطينية.. وشن عدوان واسع النطاق يصل قطاع غزة.. في تنفيذ لمخططاته الإجرامية.. وكان الأحرى بهم في جدة مطالبة المنظومة العربية والإسلامية إلى التوجه لمجلس الأمن بطلب اجتماع طارئ يفضح الإحتلال ومن يسانده ويتستر على عدوانه ….!!

كان الأحرى بقيادة الشعب الفلسطيني في جدة الأسبوع المنصرم أمام وزراء الخارجية العرب شرح معاناة شعبنا للعالم بلغة جديدة.. ردا على حملة نتنياهو الإعلامية وتزويره للواقع وقلب للحقائق.. وكان عليهم نقل عذابات الأسرى والالامهم.. وفضح ممارسات وعربدة المستوطنين اليومية.. وبلطجة وهمجية قوات الإحتلال في المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية المحتلة.. وعدوانهم العسكري المستمر على قطاع غزة.. وفرض حصار ظالم عليه…!!

كان الأحرى بقيادة الشعب الفلسطيني في جدة وما تلاها.. استحضار وتلاوة أسماء شهدائنا الذين يرتقون كل يوم برصاص الإحتلال.. وأسرانا الذين يقبعون في زنازين الإحتلال والمضربين عن الطعام…!!

كان الأحرى بقيادة الشعب الفلسطيني فضح ممارسات الإحتلال بحق شعبنا على الحواجز الثابتة منها والطيارة.. حيث تنجب الحامل حملها.. وفضح ممارساتهم في القدس.. من تهويد للأرض وتجهيل للمجتمع الفلسطيني وهدم للمنازل واعتقال للنواب والوزراء.. وعن الإستيطان والمستعمرات.. والممارسات غير الإنسانية بحق أسرانا المضربين عن الطعام للأسبوع الثامن على التوالي…!!

وما قالته الأخت فدوى البرغوثي زوجة الأخ مروان البرغوثي الذي يقبع لمدة تزيد على عقد من الزمان خلف القضبان في زنازين الإحتلال ومحكوم بالمؤبدات.. هو أقل ما يمكن أن يقال في هذا المقام.. حيث كتبت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي في يوم التصريحات التي أطلقت في جدة في اجتماع وزراء الخارجية العرب حيث قالت حرفيا:

” اسوق عليكم الله تخافو الله في الإنتفاضه وشهداءها وأسراها وجرحاها وعائلاتهم ودموع أمهاتهم وعذاب زوجاتهم ما في حد في الكون بقول عن شعبو مخطئ الشعوب بنضالها وكفاحها ومقاومتها لا تخطئ ولا تدمر الله يهديكم…!! ”

ألم يكن الأحرى بالقيادة الفلسطينية أن تتوجه للعالم بكلمات واضحة.. كما توجه بها الرجل الألماني المناصر لقضيتنا العادلة عندما كتب يقول.. تتنياهو يختطف ويقتل كل يوم.. وما لا تريد أن يفعله بك الآخرين.. فلا تفعله أنت في الآخرين…!!

ألم يكن الأحرى بالقيادة الفلسطينية أن تتوجه بكلمات تشد بها من عضد أسرانا المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال…!!

ألم يكن الأحرى بالقيادة الفلسطينية أن تتوجه بزيارات متكررة لأسر أسرانا وذويهم وهم أسرى الحرية.. كما فعلوها وقاموا بزيارة لذوي الجنود الإسرائيليين الذين فقدوا قبل عشرة أيام…!!

إنكم نشامى وأصيلين وأصحاب نخوة وشهامة وشجاعة وواجب وتقدرونه كثيرا…!! نقول لكم: يا حيف …!!

إن تصريحات القيادة الحالية.. تذكرنا بقادتنا الحقيقيين ومواقفهم الرجولية.. التي طالما انحازوا فيها إلى شعبهم.. رحم الله الشهيد أبو عمار والشيخ ياسين وأبو علي مصطفى.. ورحم الله كل شهدائنا الذين ارتقوا من أجل فلسطين وبقوا قابضين على عقيدتهم.. وتم اغتيالهم لأن مواقفهم وعقيدتهم مغايرة تماماً لمواقف وعقيدة هذه القيادة الحالية.. قيادة حالية تحمل شهادات حسن السيرة والسلوك وشهادات ال في أي بي من الإحتلال…!!

ألم يكن الأحرى بالقيادة الفلسطينية أن تتوجه للعالم .. وبعد كل هذه الجرائم الموثقة.. التي يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا.. آخرها ارتقاء الطفل ابن الثالثة عشر ربيعا في دورة الخليل صباح الجمعة.. وارتقاء شهيدين البارحة في نابلس ورام الله على مرأى ومسمع من يتربع في المقاطعة وأجهزته الأمنية المتعددة.. بأن تتخذ هذه القيادة ابسط الخطوات التي تكشف الوجه الحقيقي للإحتلال.. في الإنضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.. لكي يوضع هذا المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في محاكمتة للإحتلال على جرائمه.. والجرائم واضحة وموثقة.. وهذا هو تقرير غولدستون موجودا وحاضرا.. وما سبقه وما تلاه من جرائم موثقة بحق شعبنا.. وهذا هو قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي حول بناء سور الفصل العنصري.. فما على هذه القيادة الحالية إلا الخروج من قمقم الرعب الذي يُلفحها.. ولنرى بعد ذلك كيف يكون حينها الكيل بمكيالين في هذا النادي الدولي في هيئة الأمم المتحدة.. وكيف تكون فضيحته.. أم أننا سنرى أفراد عصابات وقطعان الإحتلال يمثلون على مقاعد محكمة الجنيايات الدولية.. ويطاردون في العواصم العالمية.. ونرى ونسمع كيف تتحرك شعوب العالم وأحزابها وقواها أمام حكامها لتجبرهم على نصرة قضيتنا العادلة..!!

إن آداء السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي أصبح عبئا على قضيتنا.. والشواهد والوقائع والدلائل على ذلك عديدة.. وإلا فماذا يعني أن تتوعد عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب (الليكود) ميري ريغيف قبل أيام معدودة.. بإعادة الرئيس محمود عباس ومن معه إلى تونس في حال تنفيذ تهديدات حل السلطة الفلسطينية…؟!

إن هذا ليؤكد قناعة دامغة.. بأن المتضررين من حل السلطة في الدرجة الأولى هم دولة الإحتلال.. وفي الدرجة الثانية.. الدبيكة والسحيجة.. جوقة المطبلين والمزمرين.. المستفيدين من الوضع القائم.. ماديا وجهويا وسلطويا…!!

لقد أصبحت السلطة عبئا على شعبنا.. لأنها أنهت وجود منظمة التحرير الفلسطينية الفعلي.. وقضت على وجوها.. وجعلتها مديرية لا تذكر من مديريات السلطة.. وشطبت كلمة تحرير من قواميسها.. وكسرت عظام من يخالفها في تبني مشاريعها.. باعتبارها المفاوضات خيارا واحدا وحيدا وإلى الأبد…!!

وبقاء حال السلطة كما هو عليه.. متواطئة مع الإحتلال في قمع أبناء شعبنا ونحن لا نفتري على أحد.. كل ذلك موثق بالخط والنص وبالصوت والصورة.. إنها سلطة تحتكر النطق باسم الفلسطينيين عنوة.. دون أن تكون مرجعية حقيقية تمثل قطاعات وقوى وقواعد شعبية حقيقية.. تخولهم بالنطق باسم الشعب.. إن بقاءها يقود بالممارسة اليومية إلى المزيد من سرقة الأرض وبناء المستعمرات وسور الفصل.. وكيل المزيد من الإهانات لأبناء شعبنا.. ويعني في النهاية غطاءا للإحتلال.. ومنحه المزيد من الوقت للمضي قدما في استمرار سياساته التي نشاهدها كل لحظة بحق شعبنا وأرضنا…!!

إن ممارسات هذه القيادة الحالية.. قد قضت على مشروع استمرارية الكفاح العربي الفلسطيني.. وإدامة الصراع مع الإحتلال وتسعير الإشتباك معه حتى يرحل.. والذي انطلقت ثوراتنا تحمله في القلوب وعلى الأكتاف.. وقدم شعبنا أهرامات من التضحيات من أجل تحقيقه.. بل وذهبت هذه القيادة لتحاكم كل المسيرة النضالية لشعبنا بأثر رجعي.. وتغير في المفاهيم النضالية وتلوي عنق المصطلحات الثورية وتدجن أفراد الشعب.. وتضيف لقواميسنا الكفاحية مفردات دخيلة عليها.. وهمشت قيادات تاريخية مناضلة وذهبت بمناضلينا إلى التقاعد.. وجردت أبناء شعبنا من كل سبل المقاومة….!!

فغدت هذه القيادة الحالية بسلطتها تؤمن جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد بلا حياء وبلا خجل.. فقط بإدامة التعايش مع الإحتلال وتتقاسم معهم المنافع.. وخلاصة ممارسات هذه القيادة اليومية لا تددل إلا على أنها تتعامل مع النضال الفلسطيني على أنه إرهابا.. وهذا هو زمن الشقلبة…!!

وكان أحد الأخوة القادة المناضلين محقا عندما قال متسائلا:

هل نحن أمام سلطة التنسيق الأمني.. وهل نقف أمام رئيس التنسيق الأمني.. وأمام قيادة منظمة التنسيق الأمني.. وأمام قوات وأجهزة التنسيق الأمني.. وأمام دولة التنسيق الأمني.. وأمام وزارات التنسيق الأمني.. وأمام حكومة التنسيق الأمني …؟!

فكم هو عدد الأجهزة الأمنية الموجودة في السلطة…؟! وما هي وظائفها …؟!ولماذا وجدت…؟! ومن يصرف عليها ويمولها ويدربها ويمدها بالدعم اللوجستي وبكل الإمكانيات …؟!

وعلى من يتخابرون هؤلاء ومع من يتخابرون في جهاز المخابرات هذا…؟! وكذلك الأمر في جهاز الإستخبارات.. وهم ينسقون على قدم وساق مع الإحتلال باعترافهم بالصوت والصورة…!!

وعن أي جهاز أمن وقائي يتم الحديث …؟!

وهل يقي هذا الأمن الوقائي الفلسطينيين من بطش الإحتلال.. وعن أية وقاية نتحدث…؟!

وأما الأمن الوطني.. فلا ندري إن كان هناك أمنا وطنيا لا نراه ولا نسمع به.. وكيف يكون أمنا وهو لا يأمن أمن المواطن من عدوان الإحتلال…!!

وكذلك بقية الطاقم من الأجهزة الموجودة وتدعى أمنية والتي نعرف أسمائها.. وغيرها من الأجهزة المبهمة التي لا نعرف أسمائها…!!

إن أبناء هذه الأجهزة هم أبنائنا ومغرر بهم.. وتم استغلال أوضاعهم المعيشية الضنكا.. وتم انتقائهم بعناية.. حيث قال عنهم دايتون واصفا إياهم بالفلسطيني الجديد.. وتشربوا عقيدة أسوأ من عقيدة ما تم البدء به آنذاك في مشروع روابط القرى.. ولا نريد لهم أن تصبح حالتهم كحالة ومصير جيش لحد في لبنان.. الذي هرب أفراده من لبنان مع الإحتلال بعد معركة التحرير.. ولا نريد لهم أن يكون حالهم كما هو حال من هربوا من الجزائر مع الفرنسيين المحتلين لعروبة وأرض الجزائر.. وأذاقهم الفرنسيون الويلات بإذلالهم.. وما زالوا حتى يومنا هذا يتجرعون مذلة نتاج حصادهم.. لأن من عمل مع المحتل ضد أبناء شعبه ولم يخلص لأبناء جلدته ووطنه.. لن يخلص للغرباء والمحتلين.. وستبقى وصمات الخزي والعار تلاحقهم وتلاحق نسلهم إلى يوم الدين .. والأمثله هنا كثيرة …!!

نناشد أبنائنا في تلك الأجهزة التي صنعها دايتون.. بأن يغادروا مربع التنسيق الأمني مع الإحتلال.. وينفضوا عن أنفسهم غبار التنسيق الأمني .. ويعانقوا أبناء شعبهم ومقاومته.. ويديروا ظهورهم إلى هذه الأجهزة التي لا يمكن لها أن تكون أجهزة أمنية تحمي أمن المواطن والوطن.. وها نحن نشاهد ما يجري في الضفة المحتلة وتحديدا البارحة في رام الله.. كيف كان هؤلاء يجلسون على الشرفات في مقارهم التي يسمونها مقار أمنية.. وهم يشاهدون قوات الإحتلال تبطش في أهلنا في رام الله ونابلس.. وكذلك في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان سافر بقصف من الطائرات.. وهذه الأجهزة متمثلة بقياداتها.. تقر نهارا جهارا.. بتنسيقها وتعاونها الأمني مع الإحتلال …!!

ألم تشاهدوا صرخات وعذابات أم الشهيد …؟! ألم تشاهدوا التنكيل بأطفالنا وأمهاتنا وأخواتنا…؟! ألم تشاهدوا كيف يقوم الإحتلال بإعدام شبابنا ميدانيا في عملية اقتناص كمن يمارس هواية اصطياد الطيور…؟! أين النخوة والحمية والشهامة والرجولة العربية الفلسطينية…؟! أين الفداء والتضحية التي تربينا عليها من أجل الوطن …؟! أين دماء شهدائنا وعذابات أسرانا وجرحانا …؟! ماذا سيحدث أبنائكم عنكم مستقبلا …؟! وهل فكرتم بهذه الورثة الثقيلة على أحفادكم …؟! وهل تتصورون بأي كلمات سينتعتكم بها كاتب التاريخ …؟! وهل سألتم أنفسكم عن قيمة وثمن تواطئكم مع الإحتلال…؟! فهل يساوي ذلك مكتسبات مادية وجهوية آنية هي لا محالة زائلة…؟! وهل سألتم أنفسكم عن مواقع الإعراب في قواميس الحياة للطغاة وأعوانهم وأدواتهم في التاريخ..؟! وهل سمعتم بمصير من تربعوا على العروش وظلموا وبطشوا أمثال بنيكولاي تشاوشيسكو.. وبأوغستو بينوشيه.. وبفرانسيسكو فرانو.. ولن تتوقف القائمة عند زوال طغاة البارحة من أمثال زين العابدين وإخوانه…!!

ألم تسمعوا بما قاله الشاعر العربي أبو القاسم الشابي – إلى طغاة العالم

ألا أيها الظالم المستبد **** حبيب الظلام عدو الحياه

سخرت بأنّات شعب ضعيف **** وكفك مخضوبة من دماه

و سرت تشوه سحر الوجود **** وتبذر شوك الأسى في رباه

رويدك لا يخدعنْك الربيع **** وصحو الفضاء و ضوء الصباح

ففي الأفق الرحب هول الظلام **** وقصف الرعود و عصف الرياح

حذار فتحت الرماد اللهيب **** ومن يبذر الشوك يجن الجراح

تأمل هنالك أنّى حصدت **** رؤوس الورى و زهور الأمل

و رويّت بالدم قلب التراب **** وأشربته الدمع حتى ثمل

سيجرفك السيل سيل الدماء **** ويأكلك العاصف المشتعل

لماذا لا تعملون على خاتمة للحياة مشرفة.. يتشرف بها خلفكم.. سيما وأنتم لستم في مقتبل العمر.. والأعمار بيد بارئها.. والأمثلة هنا عديدة جدا ..!!

وهل تشاورتم مع أنفسكم بأن تصحوا ضمائركم …؟! وكيف ستلاقون وجه ربكم إن كنتم به تؤمنون …؟!

ليس لكم سوى أحضان شعبكم.. واستذكروا التاريخ .. وطالعوا ويلات غضب الشعوب على الطغاة وأعوانهم…!!

يريد الإحتلال أن يبارك الشعب الفلسطيني جلاديه.. وينثر عليهم الورود.. ويريد شعبا خانعا ذليلا بلا كرامة وبلا عزة وبلا شموخ.. يريد الإحتلال أن لا يعترض الفلسطيني على خطفه لأكثر من خمسة الآلاف من أبناءه.. ما زالوا يقبعون في سجونه.. بينهم نساء وأطفال.. ومنهم ما زال في السجون لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن.. بينما نتنياهو يختطف ويقتل كل يوم أطفالنا وأبناء شعبنا ويدنس مقدساتنا ويسرق أرضنا.. ولم يتعلم هذا الإحتلال درسا في الماضي القريب.. وهم يوقنون.. بأن شن مزيد من الحملات الإرهابية والعدوان على شعبنا.. ومزيد من سفك دماء الفلسطينين والإعتقالات والإغلاقات والحواجز والقصف وهدم البيوت والإبعاد والحصار.. لن تعيد لهم أيا من أسراهم على الإطلاق.. ولن تكسر عزيمة وإرادة شعب بقي اكثر من ستة عقود ونصف العقد يتوق للتحرير ونيل الحرية والإستقلال.. وقدموا من أجل ذلك شلالات من الدماء الزكية …!!

والإحتلال يدرك تماما بأنه لا السلطة ولا أجهزتها الأمنية.. ولا قيادة السلطة والتنسيق الأمني الثابت المقدس عندهم .. ولا محطاتهم الوشائية في العواصم الأوروبية وغيرها.. ولا جنود الإحتلال المدججين بكل أنواع الأسلحة.. ولا كل أجهزة الإحتلال الإستخباراتية في المنطقة.. يستطيعون أن يوقفوا النضال المشروع وكسر شوكته.. لشعب يبحث عن كل الطرق والوسائل.. لاستعادة حرية أبنائه وتحريرهم من السجون الإسرائيلية.. ووقف عمليات قتلهم اليومي وعلى مدار الساعة.. والإحتلال وحده من يتحمل جريرة جرائمه بحق شعبنا.. ولا يفاجئ الإحتلال عندما يحول الشعب الفلسطيني شعارهم اليوم .. ماء وملح .. في إشارة إلى نقل معاناة أسرانا المضربين عن الطعام.. ويكتفون بالماء والملح فقط.. إلى شعارات المقاومة التي صنعها شعبنا وكتبها بأحرف من دمائه.. وستكون مقاومة عارمة ضد الإحتلال وأعوانه …!!

فاعتبروا يا أولي الألباب …!!

مقالات ذات صلة