اخبار الوطن العربي

القاهرة: اتهامات لـ حماس حول حادثة رفح تبرز خلافاً بين الجيش و”الإخوان”

القاهرة: اتهامات لـ حماس حول حادثة رفح تبرز خلافاً بين الجيش و”الإخوان”

القاهرة – أحمد مصطفى وجيهان الحسيني: قال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي أمس إن القوات المسلحة ضبطت أمس “فتحة نفق في منطقة الصرصورية الواقعة على الحدود مع قطاع غزة”، وأن الجيش “عثر في داخله على ملابس وأقمشة معدة للتهريب إلى القطاع منها ثلاثة أنواع مطابقة للزي الرسمي للقوات المسلحة، إضافة إلى نوعين مطابقين للزي المستخدم في وزارة الداخلية المصرية”. ودعا إلى “توخي الحيطة والحذر وزيادة الحس والوعي الأمني خلال الفترة المقبلة تحسباً لإمكان حدوث حالات انتحال للصفة العسكرية”.

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش رسمياً اختراقاً عبر الأنفاق، على رغم ورود تقارير تفيد بتسلل مئات الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، كما أن البيان جاء في أعقاب تقرير نشرته مجلة “الأهرام العربي” شبه الرسمية نقلت فيه عن مصادر أمنية “تورط” ثلاثة من قيادات الجناح العسكري في “حماس” في اعتداء رفح الذي أودى بحياة 17 جندياً من الجيش في آب (أغسطس) الماضي.

ولم ينف الجيش تلك التقارير أو يؤكدها، بل أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فضل عدم التطرق مباشرة إلى الموضوع، واكتفى خلال لقاء قبل أيام مع ضباط بالقول: لن ننسي شهداءنا في رفح. سنلاحق من قتلنا ونحن صائمون، فالغدر لا بد من أن ينكشف ولا بد من الثأر.

في المقابل، بدت جماعة “الإخوان” حذرة تجاه هذه الاتهامات وهو ما ظهر في تأكيد رئيس حزبها “الحرية والعدالة” سعد الكتاتني قبل أيام أن حادث رفح “ما زال قيد التحقيق، لكن الأمن القومي المصري فوق كل اعتبار، والحدود الشرقية لمصر تعتبر خطاً أحمر لن يُسمح بالعبث بها”. ورفض التعليق على الاتهامات لـ “حماس”.

وكان لافتاً صدور البيان غداة زيارة خالد مشعل وعدد من قادة “حماس” للقاهرة ولقائهم مرشد “الإخوان” ونائبه خيرت الشاطر أول من أمس السبت 16/3/2013. وقالت الجماعة في بيان بعد اللقاء إن مشعل “أكد احترام “حماس” والفلسطينيين كافة أمن مصر ومصالحها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية من أي زاوية من الزوايا، وشدد على مكانة مصر وزعامتها للأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أنها تمثل للفلسطينيين السند القوي الداعم للقضية الفلسطينية في الماضي والحاضر والمستقبل، وأن الفلسطينيين يقدرون تضحيات مصر والجيش المصري”.

ونقل البيان عن مشعل قوله انه “على تواصل مع مختلف المسئولين في مصر خصوصاً الرئاسة والاستخبارات العامة، وتم شرح مختلف المواقف لهم، ويجري التعاون والتنسيق معهم بما يخدم الأمن القومي المصري”. وأشار إلى أن الحديث بين بديع ومشعل “دار حول القضية الفلسطينية والمصالحة وملف الأسرى والقدس والأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

واعتبر الخبير في “مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية” عمرو الشوبكي أن بيان الجيش “فيه رسالة واضحة أكبر من عملية ضبط الأقمشة”، موضحاً أنها “رسالة تحذير لحماس باعتبارها الحاكم الفعلي لقطاع غزة ولأصدقائها في مصر”، في إشارة إلى “الإخوان”. واستبعد وجود تورط مباشر لـ “حماس” في قتل الجنود المصريين في رفح، لكنه أوضح لـ “الحياة” أن “الجيش متوجس في شدة تجاه وجود تنظيمات مسلحة على الحدود ومخاطر تهريب سلاح أو أدوات يمكن استخدامها عسكرياً”.

لكن الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل رفض طرح الشوبكي، نافياً أن يكون البيان العسكري موجهاً إلى السلطة الحاكمة “إنما هو رسالة إلى الشعب المصري، كون الجيش هو الحامي للبلاد والمضطلع بشؤون الأمن القومي، بصرف النظر عن العلاقات السياسية وانتماء حماس”. وقال لـ “الحياة” إن “الجيش يؤكد أن ما يقوم به من إغلاق الأنفاق هو قرار يأتي في التوقيت الصحيح، وليس نكاية في أحد، بل حفاظاً على الأمن الوطني والمصلحة العليا للبلاد».

وأضاف: “كان متوقعاً أن تقوم حماس بالعمل على التهدئة وليس التصعيد خصوصاً في ما ذكر من اتهام أشخاص بعينهم في الضلوع في مقتل الجنود المصريين في رفح”. وكشف أن “جهات سيادية قدمت إلى حماس قائمة تتضمن متورطين في حادث رفح، لكن وجدت ردوداً سلبية من الجانب الآخر”.

غير أن عضو مجلس الشورى المُعيّن الرئيس السابق لهيئة القضاء العسكري اللواء عادل المرسي أكد أمس أن “التحقيقات لم تكشف حتى الآن المتورطين في جريمة رفح”، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن “جميع الأدلة المتوافرة حتى الآن لا ترقى إلى مستوى الوصول إلى مرتكبي الجريمة”. وأوضح أن “علم بعض أجهزة الاستخبارات بوقوع الحادث لا يعني معرفتها بالمسئول عنه… هناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لكشف محاولات التلاعب بأمن البلاد، خصوصاً أنها أصبحت ساحة مفتوحة لمن يريد التلاعب بمقدرات الوطن”.

الحياة، لندن، 18/3/2013

مقالات ذات صلة