اخبار الوطن العربي

بيان الذكرى الخامسة والستين للنكبة

بيان الذكرى الخامسة والستين للنكبة

لا يستقبل الشعب الفلسطيني الذكرى الخامسة والستين للنكبة وهي تحل في الخامس عشر من أيار برؤوس مطرقة وعيون زاوية ووجوه ممتقعة حزناً وتعلوها التغاضين وإن كان للزمن ونوائبه في الجسد البشري وفي الشعوب أحافيره وأخاديده كما له في الوجدان الشجن والأنين . إنما يرفع الشعب الفلسطيني جباهاً وضاءة نضرة تشع شمماً بأصل ٍ كريم ٍ و نصرٍ عظيم ٍ سيأتي يقيناً ولو بعد حين.

لا زلنا نحمل مفاتيحنا ولا نعلق على الرياح أمانينا فصهوات الجهاد والكفاح حياتنا وظهور المنايا والأهوال والصعاب مطايانا ومن يحمل روحه على راحته ويقتحم بها لجج النيران وأتون المعارك لا يخشى إلا الله ولا يقهره عدو وليس له غالب.

إننا شعبٌ قـُد من صوان إرادته لا تنكسر وجـُبِلَ من ريحان إنسانيته لا تندثر .. قدرنا أن الأرض المباركة وطننا وأمانة ٌ في أعناقنا وأننا في رباط إلى يوم الدين.

في العام 1920م أعطت عصبة الأمم المتحدة بريطانيا صك انتداب فلسطين بذريعة مساعدة الكيانات الناشئة المنفصلة عن الدولة العثمانية في بناء مؤسساتها وإحراز استقلالها كدول حرة ذات سيادة . وخلافاً للوعود والعهود حيكت المؤامرة وأخذ وعد بلفور طريقه لإنشاء دولة لليهود على أرض فلسطين فصدر قرار تقسيم فلسطين إلى دولة عربية لم ترى النور وأخرى يهودية بناها الصهاينة في حرب العام 1948م تحت غطاء الطيران والمدفعية والدعم والتواطؤ الدولي بالدماء البريئة التي أريقت والمجازر المروعة التي ارتكبت والقرى والبلدات التي هدمت وبمئات آلاف الآسر التي طردت وهجرت فيما عرف منذ ذلك الوقت ” بالنكبة ” .

إن يوم النكبة الذي حل بالشعب الفلسطيني يومٌ أسود في تاريخ البشرية جمعاء وشاهد لا ينمحي ودليل ٌ لا ينطمس على تأمر الدول الكبرى وصمت المجتمع الدولي ومؤسساته وهيئاته إزاء حدث مروع ومدبر استأصل شعباً أصيلاً من أرضه ليزرع مكانه شذاذ آفاق من المستوطنين الصهاينة وغلاة العنصريين.

وبقدر ما تمثل هذه الذكرى نكئاً للجراح وتقريعاً للضمير العالمي الغارق في سباته فإنها تمثل الأمل والإصرار على العودة والتمسك بالجذور وبالحقوق لشعب ٍ ليس من عادته أن ينسى أو أن يرضخ ولا يبيت على ضيم ولا يصمت على الأذى ، عريكته لا تلين في رد الظالم عن غيه و رد ضربته إلى نحره والأيام دول مهما طال ليلها وظلامها سوف ينبلج نور الفجر. ونؤكد للسياسة الإمبريالية – الصهيونية الرجعية فشل تنبؤات تشرشل وبن غوريون يموت الأجداد ونسيان الصغار فأعاد الكبار قبل موتهم فلسطين والقضية الى الخارطة السياسة ولم ينسى الصغار فلسطين فها هم اطفال الحجارة يقاومون بصدورهم العارية آلة المحتل والقمع الإسرائيلي

لقد شكل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية الأساس لأول كيان فلسطيني فوق أرض الوطن خطوةً في اتجاه الاستقلال ولم يَكن في المنظور الفلسطيني نهاية المطاف ولا حلاً دائماً وعادلاً ولهذا جاء انتزاع فلسطين مقعداً لدولةٍ بصفةِ مراقب في الأمم المتحدة مضياً نحو استعادة الحقوق المشروعة كاملةً ولا زال العمل من أجل إحرازها مستمراً بكل أساليب النضال و وسائله دون تفريط بالثوابت الوطنية .

إن الشعب الفلسطيني الذي تمرس على النضال وأشعل ثوراته في وجه الانتداب والاحتلال ونفذ أطول إضراب في التاريخ وخاض أعظم انتفاضات العصر وانتزع الاعتراف الأممي بحقه في الدولة وحقه في العودة دون أن يهدأ أو يستكين لقادر بقيادة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية على جمع صفوفه واستعادة وحدته وشق طريقه ليفرض على أرض الواقع دولته المستقلة كاملة السيادة وعودة أبنائه من شتى المنافي إلى بيوتهم وديارهم في وطن ٍ فلسطيني ٍ عزيز ٍ تزكى ترابه ُوبورك فيه وسيرفع شبل فلسطيني وزهرة فلسطيني اعلام فلسطين فوق مأذن القدس وكنائس القدس عاصمة فلسطين .

عاشت فلسطين حرة عربية المجد والخلود لشهدائنا الابرار والحرية لأسرانا الابطال .

وانها لثورة حتى النصر .

مقالات ذات صلة