اخبار الوطن العربي

احتجاجات ضد الحكومة تعم تركيا.. وأردوغان يصر على استمرار خطة تطوير ميدان “تقسيم”

احتجاجات ضد الحكومة تعم تركيا.. وأردوغان يصر على استمرار خطة تطوير ميدان “تقسيم”

تتواصل في إسطنبول لليوم الثاني على التوالي الاحتجاجات في ميدان “تقسيم” بوسط المدينة. وأطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع المزيد من المحتجين من الوصول إلى الميدان. ودفعت الاشتباكات في إسطنبول إلى تنظيم مظاهرات في مدن أخرى لتتحول إلى أعنف احتجاجات ضد حكومة اردوغان منذ سنوات. وقد أدت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى إصابة العشرات، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” يوم السبت 1 يونيو/حزيران، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن عدد المصابين في إسطنبول قد تجاوز الـ 100 شخص. واندلعت احتجاجات في العاصمة أنقرة وفي مدينة إزمير المطلة على بحر إيجه وغيرهما من المدن التركية. ووصف الرئيس التركي عبد الله غول الاحتجاجات في البلاد بأنه “وصلت إلى حد مقلق”، دعيا المحتجين في الشوارع التركية إلى التعقل والهدوء. من جانبه أقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل المفرط للشرطة في احتجاجات اسطنبول.

أردوغان: أعمال تطوير ميدان “تقسيم”

ستستمر رغم الاحتجاجات وفي تصريحات سابقة كان أردوغان يصر على خطته الهادفة لتطوير “تقسيم”. وأعلن أردوغان أن أعمال تطوير ميدان “تقسيم” بوسط إسطنبول ستستمر رغم الاحتجاجات، داعيا المتظاهرين إلى وقف “العمليات المضرة” ومغادرة الميدان. وأكد أردوغان في كلمة ألقاها يوم السبت 1 يونيو/حزيران، أن قوات الأمن ستبقى في الميدان للحفاظ على النظام. وقال رئيس الحكومة التركية إن حجج المتظاهرين “غير مقنعة”، مؤكدا أن إسطنبول بحاجة ماسة إلى إقامة “فنادق مناسبة” لعقد اجتماعات دولية، مضيفا أنه يجب تطوير إسطنبول لكي تتحول بالفعل إلى “مدينة عالمية”.

احتجاج على خطة تطوير ساحة يتحول إلى احتجاجات ضد الحكومة

وكان آلاف المحتجين قد تجمعوا يوم الجمعة 31 مايو/أيار في الشوارع المحيطة بميدان “تقسيم” في وسط إسطنبول. وبدأت مظاهرة يوم الجمعة احتجاجا على خطة الحكومة الخاصة بتطوير الميدان واقتلاع أشجار في حديقة “جيزي”، لكنها سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكومة رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم وعمت العديد من المدن. وقال أحد المحتجين، الطالب الجامعي مرت بورج: “لم يعد الأمر يتعلق بالأشجار، إنه يتعلق بكل الضغوط، التي تضعها علينا الحكومة.. لقد سئمنا ولا يعجبنا الطريق الذي تتجه البلاد اليه”. واندلاع الاحتجاجات الحالية في تركيا ليس مفاجئا، إذ كانت شرطة مكافحة الشغب قد اشتبكت مع عشرات الآلاف من المحتجين في عيد العمال في اسطنبول في الأول من مايو/أيار الحالي. كما وقعت احتجاجات ضد موقف الحكومة من الأزمة السورية.

ردود أفعال دولية وحقوقية

وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من عدد الإصابات خلال التظاهرات في تركيا ودعت إلى احترام وتعزيز الحريات الأساسية للتعبير والتظاهر. وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي إلى أن مداهمات الشرطة واستخدامها للغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين حدث في أحد المراكز السياحية حيث توجد أكبر الفنادق، مؤكدة أن واشنطن تتابع عن كثب تطورات الأحداث. من جهته شدد الناطق باسم المفوضية الأوروبية ستيفان فولي على حماية المظاهرات، مؤكدا أن المفوضية تدين استخدام العنف المفرط من جانب الشرطة. بدورها أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن ما وصفته بأنه “استخدام مفرط للقوة” من جانب الشرطة ضد الاحتجاج الذي بدأ سلميا. ووعد وزير الداخلية التركي معمر جولر بالتحقيق في تجاوزات الشرطة في تعاملها مع المتظاهرين.

باكير أتاكان: أشجار التقسيم

مجرد حجة اعتبر المحلل السياسي باكير أتاكان مسألة ميدان التقسيم مجرد حجة استغلتها أحزاب المعارضة لتنظيم المظاهرات منذ عدة أيام، بينما القضية الأساسية هي الاحتجاج ضد السياسة الداخلية والخارجية لحكومة أردوغان. وقال المحلل إن القضايا الرئيسية المثيرة للاحتجاج في تركيا هي تأييد حكومة أردوغان للمعارضة السورية على الصعيد الخارجي، وداخليا مصالحتها مع حزب العمال الكردستاني. علما بأن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار آراء المعارضة وخاصة حزب الشعب الجمهوري وحزب القومية التركية وبعض الأحزاب اليسارية. وهذا بالطبع أدى إلى احتجاجات كانت متوقعة في 1 مايو/ايار لكن الحكومة منعت التظاهر وقتها في ساحة التقسيم، واضطرت المعارضة لاستغلال عملية نقل الأشجار وليس قطعها لإخراج المظاهرات. واضاف أتاكان أن المظاهرات وصلت إلى ذروتها يوم السبت لأن الشرطة استخدمت القوة يوم الجمعة. وأكد أنها لم تكن عفوية بل حصلت بإعداد مسبق. المحلل السياسي باكير أتاكان

محلل سياسي: الجماهير مستاءة من أسلمة تركيا والرئيس يدعو إلى التهدئة وينتقد الممارسات القمعية

قال الكاتب والمحلل السياسي فائق بلوط إن الجماهير في تركيا مستاءة إزاء سياسة الحكومة المتعلقة بالعديد من الملفات، مثل الأزمة السورية والوضع في العراق، علاوة على اعتراضها على أداء الحكومة في المسألة الكردية والعلوية وغيرها من الملفات الداخلية، بالإضافة إلى النهج الاقتصادي الذي تعتمده الحكومة. كما أشار إلى استياء تيارات تركية مما وصفه بأسلمة المجتمع التركي. ولفت بلوط الانتباه في حوار مع قناة “روسيا اليوم” إلى أنه على الرغم من دعوة الرئيس التركي الى تهدئة الموقف في البلاد، إلا أنه انتقد ممارسات الحكومة “القمعية” بصورة غير مباشرة. المحلل السياسي فائق بلوط

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة