اخبار الوطن العربي

كيري يعود مجدداً

كيري يعود مجدداً

2013-06-08

صرح مصدران فلسطيني وإسرائيلي أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي سيعود مجدداً إلى المنطقة في بحر هذا الأسبوع. وصرح مصدر فلسطيني بأن الرئيس عباس أعطى شهر آخر أي حتى 7/7/2013 بدلاً من 7/6/2013 تحت الضغط الأمريكي وضغط بعض الدول العربية، وأضيف “بموافقة الرئيس الفلسطيني” فهو وحده المعني بإرسال رسالة الانضمام للمؤسسات الدولية، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، لأن الأمر متوقف على رسالة موقعة منه دون غيره. كما سبق وطلب كيري من الرئيس عباس أسبوعاً إضافياً، فأعطاه إضافة له اسبوعاً آخر أي حتى 7/6/2013. كل هذا على الحساب ومن أجل عيون كيري، وحتى يظهر الرئيس الفلسطيني جديته السياسية لأوباما – كيري، من أجل الوصول لتسوية سياسية، ورغم كل التصريحات الفلسطينية والعربية حسين الشيخ والإفراج عن الأسرى ما قبل 1993 وزيارة ناصر جوده وزير الخارجية الأردني لرام الله….الخ، إلا أن نتنياهو ومن خلفه اسرائيل بغالبيتها العظمى لا ترغب بالتسوية، وتريد فرض حقائق الأمر الواقع، بينما أميركا تريد الحفاظ على مصالحها في المنطقة وفي المقدمة منها إسرائيل قوية ولو تطلب هذا منها إدارة الأزمة بدلاً من حلها.

إن التسوية لأزمات المنطقة حتى لا نقول أزمة فلسطين، فالمنطقة تعيش العديد من الأزمات يأتي في مقدمتها الأزمة العربية والفلسطينية الإسرائيلية، تتطلب تعديل ميزان القوى، وبدون هذا لن يتم حل لأزمات المنطقة. فميزان القوى وتغيره لصالح الفلسطينيين والعرب هو الأساس في البحث الموصل للتسوية السياسية، وإسرائيل قوية ومحتلة وغير ملتزمة بالشرعية الدولية وبحقوق الشعب الفلسطيني لن توصل لتسوية سياسية خاصة أنها في غير واردها سياسياً.

وما زيارة كيري للمنطقة إلا مضيعة للوقت حتى لو استجاب لضغوطاته الطرف الفلسطيني وأجل الذهاب إلى مؤسسات الأمم المتحدة بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، لأيلول 2013 أو أيلول الذي يليه. إن على الشعب الفلسطيني وقيادته الإدراك جيداً أن المشكلة ليست عندهم، فالمشكلة لدى القيادة الإسرائيلية وأطماعها التوسعية أساساً، فالاحتلالها للأرض والإنسان معاً، وطردها وتهجيرها قسم من هذا الشعب واستيطانها للأرض، وهدمها للمنازل واعتقالها وحصارها لأبناء هذا الشعب، هو الشرط المسبق الذي تطالب قيادة الشعب الفلسطيني بعدم وضعه، ولن يفيدها بشيء إلا مؤقتاً ضغط الإدارة الأمريكية على قيادة الشعب الفلسطيني. أكان ذلك بتجنيد اللوبي الصهيوني في أمريكا وخارجها، وتجنيد قيادات الدول العربية في المنطقة حفاظاً على مناصبهم، أو تهديد مصالحهم السياسية والاقتصادية. وبالتالي على قيادة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، حسم أمرها وتعديل ميزان القوى بينهم وبين الاحتلال وفي المقدمة منه :

أولاً : التعامل مع اسرائيل كقوة احتلال وهذا يتطلب مجابهة بكل الوسائل وقد أجازتا الشرعية الدولية للشعب الواقع تحت الاحتلال المقاومة، وكررته في قراراتها ذات الصلة عدة مرات.

ثانياً : إنهاء الانقسام الداخلي، والتوافق على بناء مؤسسات شعبنا ووحدته الوطنية وعلى برنامج سياسي موحد، على الأقل طوال مرحلة النضال ضد الاحتلال ونيل الاستقلال الوطني الفلسطيني، وضمان حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وفقاً للشرعية الدولية وللقرار 194.

ثالثاً : الحرص على دعم الشعوب العربية وأصدقائها الدوليين، فدعمهم لنا قضية جوهرية في تعديل ميزان القوى أولاً، وثانياً في التأثير عربياً ودولياً لصالح شعبنا، وما المخاض التي تعيشه المنطقة إلا مرحلة مؤقتة ستخدم شعبنا ونضاله في المستقبل.

وما يجب أن نعمل له انهاء الاحتلال وفق برنامج وطني “العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس” لأنه المرشد لنا في هذه المرحلة النضالية على الأقل، ووفق وحدة وطنية وكيانية سياسية واحدة موحدة.

بهذا نواجه سياسة الاحتلال ونعزز من قوانا السياسية في مواجهته ومواجهة كل من يسعى لتعزيز مصالحه في منطقتنا ولو على حساب شعوبها ومنها شعبنا الفلسطيني وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيتها جون كيري.

مقالات ذات صلة