اخبار الوطن العربي

"ليبانون ديبايت" ينشر تفاصيل "التسوية" في طرابلس وعرسال

خاص “ليبانون ديبايت” – وائل تقي الدين

ارتبطت التسويات في دول العالم بعبارة “على الطريقة اللبنانية”، باعتبار ان الساسة اللبنانيين برعوا في الالتفاف على القوانين او ابتداع التخريجات في الازمات على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”. لكن هي المرّة الاولى التي يحصل فيها تسوية او ما يشبهها في لبنان على الطريقة السورية. وفيما يلي تفاصيل التسوية التي حصلت في كل من عرسال وطرابلس وادت في الاولى الى دخول الجيش، وفي الثانية الى تنفيذ خطة امنية تفرض الامن في المدينة لكن من دون اعتقال المطلوبين.

عرسال

بدأت القصة في عرسال مع بداية معركة منطقة يبرود، التي ستؤدي في حال نجاحها الى اقفال الحدود اللبنانية السورية من جهة عرسال، وهذا ما حصل لاحقاً. مع بداية تقدم الجيش السوري، طلب بعض المسلحين من رئيس بلدية عرسال فتح معركة في المدينة ضد البقاع اللبناني لتخفيف الضغط، وهذا ما رفضه الاخير مستنداً على دعم كامل من الرئيس سعد الحريري. استمرّت المعارك في يبرود لتنتهي قبل ايام بسيطرة الجيش السوري وحزب الله على كامل القرى الحدودية مع عرسال من الجانب السوري، كمدينة يبرود وفليطا ورأس المعرة، الامر الذي ادى الى ازدياد عدد المسلحين والنازحين في عرسال وجرودها، اضافة الى جعل بلدة عرسال محاصرة من الجانب السوري، حيث قوات حزب الله، ومن الجانب اللبناني حيث القرى الشيعية، وترافق هذا الامر مع انفجار سيارة مفخخة انطلقت من عرسال لتنفجر في بلدة النبي عثمان الشيعية في ذات اليوم الذي سقطت فيه يبرود، مما استدعى ردة فعل من قبل اهالي اللبوة الذين اقفلوا طريق الوحيد الذي يصل عرسال بباقي المناطق اللبنانية.

تقول المصادر ان حزب الله تحجج بالعشائر، قال لفعاليات عرسال انه لم يعد يستطيع ضبطهم، ولم يعد يستطيع ان يمون عليهم، لقد اختقوا ولن يستطيع تحمل مسؤولية ما يقومون به، لانه لا يريد ان يخسر من رصيده الشعبي.

استمر حصار عرسال لايام عدة، لتختنق بسرعة بسبب كثرة عدد ساكنيها من اللبنانيين والسوريين الذين وصلوا وحدهم الى مئة الف نسمة. استمر حزب الله برفضه التدخل مع العشائر، لكنه قال: “استطيع التدخل للمرة الاخيرة بشرط ان يدخل الجيش الى عرسال. ان يدخل فعليا الى عرسال”. حقق الحصار هدفه، فبعد خسارة عرسال لعمقها الحيوي في الداخل السوري بسبب سيطرة حزب الله على يبرود، وافق معظم الوجهاء على دخول الجيش، ومنهم رئيس البلدية. وكانت التخريجة: احتجاجات في المناطق، تحفظ كرامة عرسال تؤدي الى فك الحصار عنها ودخول الجيش بهدوء. وهذا ما حدث. هذه التسوية الاولى التي حصلت على طريقة التسويات السورية، حيث كان الجيش السوري يدخل الى المناطق من دون معارك بعد حصارها والضغط عليها.

طرابلس

انتهى دور طرابلس الامني بعد سقوط يبرود واقفال معظم الحدود اللبنانية بوجه تهريب السلاح الذي كان يصل لبنان عبر طرابلس وينقل الى الداخل السوري وتاليا لم يعد هناك اي داع لاي اشتباكات بين التبانة وجبل محسن كان يهدف الى لفت الانظار عن اي عملية تهريب سلاح قد تحصل، وهذا ما ذكره موقع “ليبانون ديبايت” منذ نحو شهر بالاستناد على احاديث يتم تداولها في الغرف الديبلوماسية.

اخذ قرار بادخال الجيش الى طرابلس لمنع نمو الحالة السلفية فيها، لكن الاشكالية كانت: وماذا عن قادة المحاور غير الاسلاميين؟ سياسيو طرابلس ارادوا حماية هؤلاء لانهم لم يشاركوا في معركة الا دفاعا عن احيائهم وفق اعتقادهم، ولانهم خزان انتخابي لا يمكن التفريط فيه. وايضاً النظام السوري او اقله حليفه الاساسي في لبنان اي حزب الله اراد حماية قادة الحزب العربي الديمقراطي، لان قتالهم لم يكن الا دفاعاً عن وجودهم، والقضية الاساس: “المقاومة”، وثانيا، لانه لا يمكن لحزب الله ان يظهر كأنه باع عند اول تسوية احد حلفاءه، مما يشوه صورته التي عمل على بنائها طويلاً. فجاءت التسوية.

قضت التسوية بدخول الجيش الى مناطق التبانة وجبل محسن، واعتقال كل المطلوبين في الجهتين.. لكن مع وقف التنفيذ. وهذا ما يفسر تسريب آسماء المطلوبين قبل ايام من بداية الخطة الامنية من البدء بتنفيذها. هرب الجميع، تركت الساحة للجيش، لينهي مأساة طرابلس دون دماء، ودون اعتقالات اقله للبنانيين المعتدلين، دون ان تشمل هذه التسوية بعض الامراء التابعين للقاعدة او السوريين المتطرفين الذين سيتم اعتقالهم تدريجياً بعمليات امنية تشبه الى حدّ التطابق ما حصل مع سامي الاطرش في عرسال قبل ايام. وهذه ايضا تسوية على الطريقة السورية.

وائل تقي الدين | ليبانون ديبايت

2014 – نيسان – 02

مقالات ذات صلة