اخبار الوطن العربي

داعش والنصرة اصابهما اليأس من سنة لبنان

يبدو ان الجماعات التكفيرية قد اصابها اليأس من سنّة لبنان، والشمال تحديدا، في تحريكهم عبر الخطاب والعقيدة الدينية للانضمام اليهم في “ثورة” سنية على الجيش “الظالم” والدولة “الكافرة”.

خاطبت “النصرة” مرارا ودّهم في بياناتها التي حملت عنوان “نحن منكم وانتم منا” وهددت بإعدام جنود لديها يوم اعتبرت ان الجيش اللبناني يستهدف اهل السنة في الشمال، بل واطلقت سراح كل العسكريين اللبنانيين الاسرى السنة لديها بعد اعدام “داعش” العسكري الاسير لديها الرقيب في الجيش اللبناني علي السيد من بلدة فنيدق في عكار، وذلك من اجل التضامن معهم ولكي لا تخسرهم كبيئة حاضنة.

لكن اولى امارات “التعب” ان لم نقل “اليأس” من سنة لبنان برزت بعد معارك طرابلس حين اوقفت النصرة تهديدها بقتل عسكري اسير واعتبرت في تصريحات مختلفة انه طالما انتهت المعركة بطريقة يرضى عنها سنة الشمال فلن تزايد.

في الحقيقة، وضعت “النصرة” نفسها في الخطوط الخلفية وراء ما يريده السنة معتبرة ان “اهل مكة ادرى بشعابها”.

لكن مع تصاعد معركة “عض الاصابع” بين هذه المجموعات الارهابية والجيش اللبناني ومن خلفه القوى الامنية، جاءت رسالة ابو علي الشيشاني القيادي في داعش لتكون اقرب الى تهديد اهل السنة في طرابلس تحديدا.

صحيح ان الشيشاني الذي وجه رسالته المرئية بعد اعتقال زوجته في لبنان، لكن الرسالة الاولى في الفيديو وجهها الى “أهل السنة والجماعة في طرابلس لبنان على وجه الخصوص والى اهل السنة والجماعة في لبنان عموما”.

لكن هذه الرسالة الاولى لم تكن لطلب المؤازرة والدعم بل انطلقت من عتب بأن “زوجتي ام علي أخذت من طرابلس من الدار التي تسمى مدينة الاسلام والمسلمين، وتسمى قلعة المسلمين فأين انتم يا اهل طرابلس من اعراضنا، اين انتم من اعراضنا يا اهل السنة والجماعة في طرابلس؟”، لتصل الى تحميلهم المسؤولية لرئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان وهي الجهة القريبة من هذه الجماعات، الشيخ سالم الرافعي، فحمله “المسؤولية كاملة” عن خروج زوجته من السجن، لا بل وذهب الى تحميل “اهل السنة في لبنان كل المسؤولية عن اعراضنا التي تساق الى السجون بأي ذنب لا أدري”.

لم يتوقف الامر هنا، بل استمرت داعش في التهديد بقتل الاسرى السنة لديها، وخصوصا من منطقة الشمال اللبناني التي لطالما ذهب شباب منها يقاتلون ضد النظام السوري، اما النصرة فيبدو انها انكفأت عن اعتبار نفسها المسؤول عن سنة لبنان، فلم تعد مطالبها تتضمن انسحاب حزب الله من سوريا او حتى وقف الاعتداءات ضد اهل السنة في لبنان.

في التصريح الاخير لقائد بارز في النصرة، اكتفى بمعادلة بسيطة للمقايضة، “اعطونا اسرانا ونعطيكم اسراكم”، هكذا من دون اي مطالب تتعدى حدود عرسال الى اهل السنة في لبنان.

فهل اقتنع تنظيما “النصرة” و”داعش” بما كان توصل اليه احد قادة القاعدة حين زار لبنان منذ سنوات لتبيان الارضية وما اذا كان مؤهلا لاستقبال “المجاهدين”، فخلص الى ان لبنان “ليس ارض جهاد او رباط وهو بالكاد يكون ارضا للنصرة”؟

أليس من المفارقات ايضا انه باستثناء انتحاري واحد من صيدا، لم تجد الجماعات التكفيرية عناصر انتحارية لبنانية لعملياتها في لبنان؟.

ليبانون ديبايت

2014 – كانون الأول – 22

مقالات ذات صلة