اخبار الوطن العربي

"المنكوبين": تدابير أمنية غير مسبوقة

رفع الجيش اللبناني من إجراءاته الأمنية في المنكوبين بشكل غير مسبوق، في منطقة تخضع منذ سنوات عدة لتدابير أمنية مشددة، محكما بذلك الطوق على المنطقة من خلال إغلاق كل الطرق الرئيسية المؤدية إليها، فيما تم الإبقاء على طريق فرعية وحيدة لجهة وادي النحلة ومخيم البداوي يستخدمها فقط أبناء المنطقة في تنقلاتهم.

وتأتي هذه الإجراءات المشددة، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش عمليات الدهم لعدد من المنازل بحثا عن مطلوبين او مشتبه بهم في التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا جبل محسن ونفّذهما شابان من المنطقة، حيث كان جرى في وقت سابق الاستماع الى افادات ذويهم من دون ان يتم توقيف أي شخص منهم.

وكان الجيش بدأ منذ وقوع التفجير في جبل محسن والتعرف على هوية المنفذين، قد رفع إجراءاته تدريجيا من خلال التدقيق في هويات الداخلين والخارجين إلى المنطقة، وتنفيذه لعمليات دهم عدة لمنازل مشتبه بهم، قبل ان يضاعف من هذه الإجراءات لتصل الى إقفال الطرق الرئيسة التي تصل المنطقة بمدينة البداوي وجبل محسن، وتشديد الإجراءات على كل الطرق الفرعية التي يمكن الدخول والخروج منها.

ويمكن القول ان هذه الإجراءات كانت متوقعة من قبل سكان المنطقة على خلفية المعلومات المتوافرة لدى الجيش عن وجود شبكات تعمل على التحضير لأعمال أمنية، فضلا عن معلومات أخرى حول وجود مطلوبين فارين من وجه العدالة بعد أحداث طرابلس الأخيرة.

وعلمت «السفير» أن الجيش اللبناني داهم منازل عدة من دون ان يعثر على أي مشتبه بهم أو يضبط أي ممنوعات. كذلك فإن الجهات الأمنية تعمل على خط ملاحقة كل المشتبه بعلاقتهم بالانتحاريين إن كان بشكل مباشر أو عبر الاتصالات وتحديدا قبل التفجير، فضلا عن خط تتبع نشاطات بعض المجموعات التي ترتبط بتنظيمات في سوريا، والتي كانت سهلّت انتقال العديد من الاشخاص الى سوريا.

في موازاة ذلك، تواصل الفصائل الفلسطينية اجراءاتها في مخيم البداوي ومحيطه لجهة المنكوبين ووادي النحلة، حيث يتم التدقيق في عملية الدخول والخروج من المخيم من تلك الطرق الفرعية التي تربطه مع المنطقتين، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.

واوضح مصدر فلسطيني ان الاجراءات على حالها منذ فترة ولم يطرأ عليها أي تعديل بعد التفجيرات في جبل محسن، «فنحن نقوم بضبط مخيمنا ومنع دخول أي مطلوب اليه، كما نقوم بالتشدد مع إقامة أي غريب من خلال التأكد من كل بياناته قبل السماح له باستئجار منزل»، «مؤكدا، في الوقت نفسه، «وجود معلومات مغلوطة يتم تداولها بشأن المخيم».

السفير

2015 – كانون الثاني – 14

مقالات ذات صلة