اخبار الوطن العربي

ستريدا جعجع || سيأتي وقت نجلس فيه مع حزب الله على طاولة واحدة

أكّدت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ستريدا جعجع “أن حزب الله هو شريكٌ أساسي في التركيبة اللبنانية وبالتالي لا خيار لنا إلا أن نكون سوياً تحت كنف الدولة اللبنانية التي يجب أن يكون بيدها وحدها القرار الاستراتيجي العسكري والأمني في لبنان”.

واذ شددت على وجوب “تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة باستثناء طبعاً القضية الفلسطينية”، توجهت جعجع الى حزب الله بالقول:”ليس لدينا خيار إلا الالتقاء تحت سقف الدولة والحوار مع بعضنا البعض”، مشيرةً الى أنه “سيأتي وقت نجلس فيه مع حزب الله على طاولة واحدة”.

كلام جعجع جاء ضمن حلقة خاصة من برنامج “استجواب” لمناسبة اليوم العالمي للمرأة مع الاعلامية رولا حداد عبر اذاعة لبنان الحر، حيث قالت:” ان لقب “السيدة الأولى” لا يهمني شخصياً وأشكر الرفاق ومناصري حزب القوات الذين يُطلقون علي هذا اللقب ولكن ما يهمني هو أن ينال سمير جعجع لقب رئيس جمهورية لبنان لأنني أرى أنه يتمتع بالقدرات اللازمة ليستلم سدة الرئاسة بعد كل المعاناة التي مر بها فضلاً عن البرنامج الرئاسي الذي حضره، وبمفهومي لقب “السيدة الأولى” ليس موقع سلطة بحد ذاته وانا حالياً من موقعي لست بحاجة لمنصب السيدة الأولى لأفعل ما أقوم به، فأنا محظوظة أن الى جانبي حزباً كبيراً على رأسه شخص هو زوجي ولكنني أؤمن به كرجل سياسي، كما أنني قادرة على إيصال صوتي بالطريقة التي أريد…”

وعن رسالتها الى المرأة اللبنانية في يوم المرأة العالمي، قالت جعجع:” أنا أفتخر أنني مثلها إمرأة لبنانية ولا تتصور أن أحداً سيقدم لها أي شيء على طبق من ذهب، عليها أن تناضل وتتعب وان تكون مثابرة سواء كانت محامية، طبيبة، مهندسة، سياسية، أم أو زوجة، فنحن للأسف لا زلنا في مجتمع ذكوري بامتياز، صحيح ان المرأة متواجدة في القطاعات كافة ولاسيما قطاعي التربية والاعلام وغيرها إنما هي تناضل لإيصال صوتها”.

وأضافت جعجع:” أود أن أخص بالذكر المرأة المظلومة والتي تُعنّف من أقرب الأشخاص لها لسوء الحظ، فهل يُعقل في لبنان انه في العام 2014 قُتلت إحدى عشرة سيدة من أقرب الأشخاص إليهن، واسمحوا لي أن أذكرهن وهن: فاطمة النشار قُتلت في 10 كانون الثاني 2014 على يد زوجها،في 7 شباط 2014 قُتلت منال عاصي أيضاً على يد زوجها، في 18 شباط 2014 قُتلت كريستال ابو شقرا مسممة بالديمول بواسطة زوجها ، وفي اليوم نفسه قُتلت مارغريت طنوس في سيدني على يد زوجها ، وفي 26 آذار 2014 ماتت رقية اسعد منذر بعد أن أطلق زوجها عليها النار وكانت حاملاً بجنينها، وفي 6 أيار 2014 وُجدت مريم الخطيب مقتولة على يد ابنها، وفي 4 حزيران 2014 قُتلت وفاء سوفان على يد والدها بالرصاص، وفي 12 حزيران 2014 قُتلت سلوى الاحمد على يد شقيقها، وفي 21 آب 2014 قُتلت نوار الخالد ذبحاً من قبل خالها، وفي 9 أيلول 2014 قُتلت سلام محمد على يد زوجها، وفي 10 كانون الاول 2014 وجدت نسرين روحانا جثة هامدة في وادي نهر ابراهيم، ليتبين ان زوجها قتلها… لهذه النساء المعنفات من اقرب الناس إليهن أقول إننا كتكتل سياسي مستمرون بنضالنا الذي لن يتوقف الى حين يرتدع هؤلاء المجرمون وينالون عقابهم”.

كما عايدت جعجع المرأة العربية التي شاركت في الثورات الشعبية، منوهةً بتضحيات المرأة الكردية، المرأة السورية، المرأة العراقية، المرأة المصرية والمرأة الليبية. وقالت:” على سبيل المثال لا الحصر، يوجد فتاة كردية تُدعى جيلان أوزاب ذات التسعة عشر ربيعاً، وبعد ما قاتلت “داعش” حتى نفدت ذخيرة سلاحها انتحرت بآخر طلقة، وفضلت الموت على أن تقع في أيدي عناصر التنظيم، وفي رسالة أخيرة من الجبهة وجهتها عبر جهازها، قالت الشابة الشجاعة، “وداعاً”. وهنا ملاحظة، تشير إحصاءات مراكز الرصد إلى أن النساء يشكلن نسبة 30٪ تقريباً من المقاتلين الأكراد، وتترواح أعمارهن بين 18 و30 عاماً، ويخضعن لتدريبات قاسية لا تختلف عن تلك التي يخضع لها الرجال، ومع ذلك تُعتبر في المجتمع الذكوري أنها درجة ثانية للأسف، انتقل هنا الى المرأة السورية، فعندما بدأت الثورة السورية، شاركت النساء في التظاهرات السلمية ضد نظام بشار الأسد، جنباً إلى جنب الرجال، ومن أبرز النساء اللواتي اعتُقلن في سوريا: ريما دالي، التي اعتُقلت مع ثلاث نساء شكّلن جزءًا من حملة “عرائس السلام- أوقفوا القتل”. وكذلك رزان زيتونه، محامية حقوق الإنسان، اعتُقلت وقد قامت بتشكيل شبكة معارضة لنشر أخبار ما يحدث في سوريا. وهي اليوم مختبئة، بعد اتهام النظام لها بأنّها عميلة للخارج.”

وسُئلت نائب بشري: ما هو عامل القوة الأساسي لدى ستريدا جعجع: أنك زوجة سمير جعجع؟ أنك نائبة ناجحة جدا عن قضاء بشري؟ أنك تمرّست في العمل السياسي حين خُضتِ “معمودية المواجهة” يوم تسلمتِ الشعلة القواتية إبان اعتقال “الحكيم”؟ أنك امرأة جميلة جداً تم اختيارك بين أجمل 10 نساء سياسيات في العالم؟ أم أيضاً أنك امرأة مثقفة وصلابتك من صلابة صخور وادي قنوبين؟، فأجابت:” أنا كل هذه العوامل مجتمعة ولكن أود التركيز على نقطتين، فمعمودية المواجهة التي خضناها في الـ11 عاماً فترة اعتقال الحكيم صقلتني كإمرأة وعلمتني، وأنا اسمي ستريدا طوق جعجع مسيحية مارونية من مدينة بشري ولا أستطيع التخلي عن جذوري، جذور اجدادي وتاريخي وصخور هذا الوادي المقدس، فأنا أشبه الناس الطيبين فوق، فالطفل يخرج من بطن أمه في قضاء بشري جاهز للمواجهة ولا يحني رأسه إلا لله تعالى، وأذكر حين كنت في سن الثامنة جدتي التي كانت تقول لي: يا ستريدا، كلما كبُر الانسان، كلما تواضع، ولكن كلما مرَّ بمحنة، لا يظل فقط واقفاً على رجليه بل نحن لا نموت إلا واقفين”، وهذا الكلام تشربته منذ الصغر، فنحن لا نستسلم، نحن ناس لدينا طيبة قلب ومضيافون إنما لا يحاول أحد الدوس على طرفنا أو المس بحريتنا وسيادتنا واستقلالنا لأننا شعب نواجه بشرف واعتزاز…”

وعن قدرة النائب ستريدا جعجع مع النائب إيلي كيروز على تحقيق ما عجز عنه جميع نواب بشري السابقين، شرحت جعجع أنه “حين وصلتُ وزميلي كيروز الى البرلمان ، كنا على تماس مع قواعدنا وندرك احتياجات المنطقة، واعتبرنا ان لدينا ديناً علينا تجاه المنطقة التي وقفت الى جانب ابنها سمير جعجع، ليس فقط في فترة اعتقاله وإنما منذ استلامه قيادة القوات اللبنانية في العام 1986، فهذه المنطقة لم تسأل عن الانماء بل كان يهمها حرية الحكيم، فجئتُ أنا وزميلي ايلي كيروز ودرسنا احتياجات المنطقة وحضرنا ملفاتها، لأننا فريق عمل يعمل كخلية نحل وعلى تماس مباشر مع الشعب، بدءاً من رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف ومنسق منطقة بشري المهندس جوزف اسحاق ورؤساء البلديات والمخاتير ومنسقي القوات وصولاً الى كل مواطن بشراني، نتواصل بشكل هرمي وسر نجاحنا هو متابعتنا لهذه الملفات بشكل يومي…”

ورداً على سؤال:”على ماذا اعتمدت وتعتمد ستريدا جعجع وخصوصاً أن معظم ما حققتِه وزميلك إيلي كيروز كان بضغط على وزراء ومسؤولين في المقلب السياسي الآخر (الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير علي حسن خليل، الوزير غازي العريضي… ولا أريد أن أنسى الكثيرين غيرهم)؟”، أوضحت جعجع:” لم نمارس على اي أحد من الأسماء التي ذكرتها ونحن نحترمها أي ضغط، فحتى الوزير الحاج حسين الحاج حسن وهو وزير حزب الله وانا على تواصل مباشر معه لا يرفض لي طلباً، فنحن لا نتعاطى مع الوزراء بطريقة فوقية، نحن ندرس ملفاتنا ونتوجه بمواعيد لدى الوزراء لنعرضها عليهم، فمثلاً حين كان الوزير جبران باسيل وزيراً للطاقة اتصلتُ به وطلبتُ منه تأمين محوّل كهربائي لمنطقة بعزقتا، وقلتُ له أنت معني بابن بشري كإبن البترون وأي منطقة، حتى لو أننا لا نتفق سياسياً مع البعض إلا أن هناك لغة تخاطب لائقة ونحن نتكلم بمنطق ولا يوجد حجة لدى أحد تمنع تأمين هذه الخدمات لنا…”

2015 – آذار – 06

مقالات ذات صلة