اخبار الوطن العربي

أسباب طلاق الأسير وشاكر… وهكذا هربا من معركة عبرا

عادت قضية الشيخ الفار من وجه العدالة أحمد الأسير إلى الواجهة الاعلامية والسياسية اللبنانية بعد الكشف عن تسوية تُصاغ مع المطلوب فضل شاكر لخروجه من مخيم عين الحلوة وتسليم نفسه بغية ايجاد مخرجٍ لقضيته.

شاكر الذي ظهر مؤخراً في مُقابلة تلفزيونية، استند إلى خلافٍ وقع بينه وبين الأسير لتبرئة نفسه من مُشاركته في معارك عبرا وقتال الجيش اللبناني في حينه. إلَّا أنَّ حقيقة الأمر أنَّ الخلاف وقع بينهما في اوائل شهر حزيران 2013 أي قبل بداية معركة عبرا بنحو 20 يوماً، وبدأ في قرية الايمان المعروفة باستضافتها النازحين السوريين في عبرا البلدة.

وفي التفاصيل أنَّ اشكالاً وقع بين “ابو خالد” ونازح سوري من المقربين من شاكر عمد الى اتهام الأول بالاعتداء على زوجته وابلغ شاكر بالامر. وإثر تطور هذا الخلاف توجه شاكر إلى قرية الإيمان برفقة عدد كبير من المسلحين بغية الاعتداء على ابو خالد. وعندما وصل الخبر إلى الشيخ أحمد الأسير، أوفد شقيقه أمجد للحاق بشاكر، وفي الوقت نفسه تحضر النازحين السوريين للتصدي لشاكر، فوصل وكاد يحصل تضارب بين الطرفين الا ان امجد هدأ، فور وصوله، من غضب السوريين واخذ شاكر الى مكتب الاسير، وهناك بدأت القصة.

تفوّه الأسير بعبارات قاسية إلى شاكر، وتوجه له قائلاً: “ممنوع القيام باي خطوة من دون اذني، وباي حق تأخذ الشباب. انا المسؤول هنا والكل تحت امرتي”، فرد شاكر بتصعيد واضح، واعتبر ان لولاه لما وصل الاسير الى ما وصل اليه.

القضية لم تنته هنا، بل غَضَب شاكر تصاعد، وهوة الاختلف توسعت لتشمل الكثير من الامور، ووجد شاكر نفسه غير قادر على الاستمرار في عمل السياسي تحت امرة الاسير، فتواصل مع العميد محمد سرور مدير مكتب قائد الجيش باحثاً عن تسوية لاوضاعه ليخرج من الورطة التي ادخل نفسه بها، وسارت التسوية بسرعة نحو الاكتمال، فسلّم شاكر 7 اشخاص من مرافقيه المطلوبين للدولة اللبنانية مع اسلحتهم قبل أحداث عبرا، على ان يسلم 7 آخرين، ليكتمل تسليم 14 شخصاً مطلوباً. الا ان معركة عبرا التي بدأت فجأة ادت الى انتهاء فرص التسوية.

معركة عبرا والاسير: استُدرج اليها ام افتعلها

بدأت المعركة بعد اعتداء الاسير ومسلحين على حاجز الجيش قرب مدخل مسجد بلال من ربّاح، في حين تحدث كثر عن قيام الجيش باستدراج الاسير من اجل البدء بالمعركة. الا ان مصادر مطلعة كشفت لموقع “ليبانون ديبايت” الحقيقة بداية معركة.

تقول المصادر: “وصلت معلومات مؤكدة الى الجهات المختصة في الجيش اللبناني و”حزب الله” عن نية الاسير اقتحام احدى شقق الحزب القريبة من مربعه الامني، فارسل الجيش تعزيزات منذ يوم السبت، فيما استنفر عناصر “حزب الله” منذ عصر الخميس”.

تضيف المصادر: “وضع الجيش اللبناني حاجزاً ثابتاً تحسباً لأي طارئ على مدخل المربع الأمني للأسير، فكانت ردة فعله المفاجأة باطلاق النار على الحاجز، واندلاع المعركة”.

كيف هرب الأسير وشاكر خلال المعركة؟

بعد اقتراب الجيش من الحسم في معركة عبرا، قام فضل شاكر باستغلال ثغرة عسكرية في الطريق الواقع شمال المربع الأمني، فتوجه عند الساعة الواحدة والنصف من فجر الاثنين، عبرها الى الشقق التي يملكها والواقعة في بناية المستقبل مُقابل سبرماركت حبلي الطابق الرابع، ليلحقه الأسير بعد نحو ساعة عبر الطريق نفسها.

رمى الاسير وشاكر اسلحتهما الفردية في فجوة المصعد، وصعد كل بدوره الى الشقة. لكن المضحك حصل صباح الاثنين، عندما اكتشف اهالي المبنى الاسلحة وعمدوا إلى ابلاغ الجيش الذي حضر الى المكان وصادر الاسلحة.

بقي شاكر والاسير في الشقة حتى نهار الاربعاء حيث حلقا لحاهما، فخرج شاكر متوجها الى عين الحلوة بمساعدة بلال بدر (وبلال بدر مقرّه في حي الطيري في مخيم عين الحلوة ولديه مجموعة مسلحة)، حيث استقبله رامي ورد.

بدوره خرج الاسير من الشقة في اليوم نفسه، لكن اثره اختفى لمدة شهر، ليظهر لاحقاً في منزل منفرد في بلدة الجميلية في اقليم الخروب، حيث عاش نحو شهر، ثم اختفى اثره ثانية.

ورجحَّت مصادر مطلعة، في حديثٍ إلى موقع “ليبانون ديبايت”، أن يكون الأسير في تركيا، اذا لفتت في هذا السياق إلى أنَّ والديه زارا الأراضي التركية منذ فترة، ومكثا نحو شهرٍ وبعدها سافرا الى دولة عربية وعادا الى لبنان منذ نحو 4 أشهر.

علي منتش | ليبانون ديبايت

2015 – آذار – 11

مقالات ذات صلة