اخبار الوطن العربي

الحريري يحزم حقائبه ويفتح النار على برّي

ليبانون ديبايت – عبدالله قمح:

صبّ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري جام غضبه على رئيس مجلس النواب نبيه برّي دون أن يسميه وذلك بعد لقاءه برئيس الجمهورية ميشال عون.

الحريري الذي ردّ على سؤال أحد الصحافيين عن أسباب تأخره بإعلان التشكيل بالقول: “من يعطّل معروف إسألوه”، بدا واضحاً أن المقصود هو الرئيس بري الذي إتهمه الحريري بـ “تعطيل إنجاز الحكومة” بشكل مُبطن، ما فتح باب الأزمة بين عين التينة وبيت الوسط على مصراعيه.

أسباب غضب الحريري تتلخص بحالة من الحرج أمام المملكة العربية السعودية التي أرسلت وفداً رسمياً إلى بيروت اليوم ترأسه حاكم مدينة مكة الشيخ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز من أجل تهنئته. الحريري كان يُعوّل على نيل تهنئة سعودية مُوحدة مع رئيس الجمهورية بإنجاز تشكيلته الحكومية لكن المفاجأة كانت بعرقلة الفرقاء للتشكيل والوقوف على خط الحقائب الذي بعثر أوراق الإعلان.

وتشير مصادر سياسية وازنة لـ”ليبانون ديبايت”، أن الحريري طلب من الرياض تأخير إرسال وفدها إلى بيروت حتى عشية عيد الإستقلال من أجل تقديم التهنئة بإنتخاب عون، حيث يكون الحريري قد أنجز حكومته وبالتالي تأتي السعودية مباركةً بالإنجازين، لكن الحريري، والحديث للمصدر “فُوجئ بلعبة الحقائب ولم يستطع على الرغم من مرور إسبوعين من تذييل عقبات المقاعد التي راكمتها القوى السياسية آخذةً بالتصارع على تمثيلها وهو ما بدد آماله وأتت السعودية مباركة دون حكومة”.

الحريري الذي كان قد ذهب وحيداً في خيار إنتخاب عون سعودياً، نجح في حشد دعم المملكة له لكن بِثمن كان ترك الأخير “يسيّر أعماله اللبنانية السياسية وحده” بمعزل عن أي تفويض سعودي، وهنا تعود للأذهان عبارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الذي كان قد قال للحريري أن الرياض “تدعم وصول عون وعليه (اي الحريري) تدبير أمر الحكومة”.

ومع ضياع الرئيس المكلف في بحيرة المطالب السياسية، تعثر رهانه أمام المملكة، التي كانت تعتبر في الأساس أن الحريري لن يقدر على مجاراة القوى اللبنانية، فأوقع نفسه بمتاهة اعلان ولادة الحكومة قبل عيد الإستقلال.

خيبة الحريري هذه دفعته الى فتح النار على بري الذي ينظر إليه على أنه “المعرقل للإعلان” في وقت تسرب مصادر الحريري على وسائل الإعلام أن “الرئيس المكلف يحزم حقائبه لمغادرة بيروت بسبب إرتباطات خارجية”، عملية تقرأ على أنها “محاولة ضغط من أجل تعزيز موقعه بعد النكسة التي تعرض لها.

عبدالله قمح | ليبانون ديبايت

2016 – تشرين الثاني – 21

مقالات ذات صلة