المقالات

هي حلقات من السلسلة التي ابتدأت بالتخلص من صاحبنا المغدور الشهيد الراحل ابو عمار…!!

هي حلقات من السلسلة التي ابتدأت بالتخلص من صاحبنا المغدور الشهيد الراحل ابو عمار…!!

همسات نرسلها لأبناء شعبنا في الوطن والشتات حول ما يجري في رام الله المحتلة…!!

وتغضبون عندما يقال لكم سحيجة …!!

د. أحمد محيسن – برلين

1) كثيراً ممن حزم الأمتعة متوجهاً إلى رام الله … يعلم علم اليقين .. حجم وهول عدم صدقية مقولة المؤتمر السابع لحركة فتح .. لأنه لم يكن هناك لفتح مؤتمرها السادس أصلاً …!!

ويعلم أغلبية الحضور لرام الله .. بأنهم ممن سيق بهم سوقاً لحضور كرنفال 29/11/2016 لرفع الأيدي والتصفيق والتقاط الصور كالعادة فقط.. ولا دور لهم غير ذلك .. وهم يدركون بأنهم سقطوا على فتح بالبرشوتات .. أو أنهم كانوا تسمية الصدفة في عتمة من الزمن .. تماماً كما هو الحال مع أهل نظرية المشاطئة مع الإحتلال …!!

ويغضب البعض منهم من كلمة سحيجة تطلق عليهم …!!

يا هذا.. كلمة سحيجة ليست إلا وصفاً لحالة وواقع موجود على الأرض… ولم نكتشف بذلك الطرح المياه الساخنة من جديد …!!

فهل نسيتم إنتخابه في همروجة بيت لحم بالتصفيق …؟!

وتغضبون عندما يقال لكم سحيجة …!!

2) هي حلقة من مسلسل مرتب ومدروس وخطط له بعناية فائقة ووضعت له التسهيلات لانعقاده .. استكمالاً لتخليع أظافر وأسنان حركة فتح .. وتغدو ليس أكثر من حزب ..!!

هي حلقات من السلسلة التي ابتدأت بالتخلص من صاحبنا المغدور الشهيد الراحل ابو عمار.. واستمرت حلقات المسلسل بعد ذلك باستكمال ترتيبات صناعة الفلسطيني الجديد .. وقوات دايتون .. وكانت حلقة مؤتمرهم زفة بيت لحم .. تتويجاً لعنوان المرحلة .. واستمرت الحلقات تباعاً باستبعاد المخلصين من الحركة بشكل خاص .. بإرسال البعض منهم إلى التقاعد المبكر .. أو استخدام سياسة التهميش .. وإقصاء فئة عريضة ممن يعارض سياستهم… وتم اختلاق مسميات لعقوبات .. مثل التجنح … والتخلص منهم تحت ذريعة أنصار دحلان… فمن يريدون استبعاده .. فمطبخهم جاهز لتحضير الطبخات والوصفات.. ويستخدمون ذرائع عديدة لاستبعاد المخلصين من أبناء الحركة الذين يشكلون لهم إزعاجاً ويعيقون برامجهم.. وعلى سبيل المثال .. يتم ذلك تحت مسمى هؤلاء جماعة دحلان .. أو هؤلاء منشقين أو أنصار حماس … وقد تم تسويق ذلك من خلال جوقة المطبلين والمزمرين .. سحيجة بامتياز .. وبعد أن تم تعبيد الطريق أمامهم .. وصلوا إلى اللحظة التي ينقضون بها على حركة التحرير الوطني فتح .. فيما يسمونه مؤتمرهم السابع .. وهو في الحقيقة زفة جديدة بطبعة جديدة .. سيكتبها التاريخ.. بأنها صنعت لتصفية القضية الفلسطينية .. هذا باختصار شديد…!!

3) ما يتم طرحه من شرح للتركيبة الحاصلة لما يسمونه مؤتمر حركة فتح السابع بطبعته الجديدة وتحت حراب الإحتلال.. يندرج تحت بند تقطيع لقالب الكعكة على الأقطاب والحاشية .. وحصة كل قطب بنسبة مئوية من التمثيل في الزفّة … وهو شرح وتفصيل يصلح لعرضه على مؤسسات استطلاع الرأي الإحصائية للتوثيق والعرض ..

عادة يتم الرجوع للنظام الأساسي للحركة في تحديد مثل هذه الأمور الأساسية في مؤتمرات الحركة .. وتم تتويج انتهاك حرمات النظام الأساسي للحركة في بيت لحم قبل سبعة أعوام .. فعلى سبيل المثال وليس حصراً .. فقد كانت نسبة تمثيل العسكريين في المؤتمرات الحركية لحركة فتح الثورة .. هي نسبة 51 بالمائة أي حصة الأسد .. تعبيراً عن رمزية دور المقاومة العسكرية في حركة فتح … فأصبح اليوم تمثيلهم حسب لوائحهم المدرجة والمعدة ليوم 29/11/2016 فيما يدعون زوراً وبهتاناً بأنه المؤتمر الحركي السابع لحركة فتح .. هو نسبة 11بالمائة .. ومعظم الأسماء المدرجة هي أسماء من الأجهزة الأمنية للسلطة…

وفي هذا دلالة على قبر بند الكفاح المسلح وشطبه كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين..

وأما معظم البقية الباقية من المدرجة أسمائهم.. وممن يدعون بأنهم منتخبون.. فهم ونحن نعرف كيف تم انتخابهم .. وفي أي مؤتمرات .. وكيف تم انتقاء من يحضر المؤتمرات لرفع الأيدي من عدمها…ولا ننكر وجود أسماء مما هو مطروح مستثناة من ذلك .. وهم قلة قليلة… ولا يملكون التأثير .. فالأغلبية العددية من السحيجة في الزفّة .. لهم الصوت الأعلى…

وأما عن الأسماء المدرجة تحت بند الكفاءات .. فحدث ولا حرج… فهي كفاءات يعرفها من حددها.. وتتميز بكفائات لا علاقة لحركة التحرير الوطني بها…

مسميات وتغليف يتم تسويقه .. للتستير على بعض الأسماء المدرجة .. ومواراة سواتهم … ولكن معظمها يبقى رغم ذلك للعارفين المتمحصين .. يبقى ذلك بدون مضمون ولا صلة له بعقيدة فتح المقاومة .. التي سار عليها شهدائنا .. وآمن بها المخلصون من فتح وما زالوا…

العناوين اليوم واضحة وضوح الشمس … ونعتقد بأن العديد من المخلصين للحركة.. ممن أدرجت أسمائهم لن يقبلوا بذلك رغم تسميتهم للحضور.. حتى لا يسجل التاريخ على صفحاته حضورهم ومشاركتهم في هكذا مؤتمر له تسميات كثيرة نربأ عن ذكرها..!!

4) لا تتذاكوا علينا يا هؤلاء…!!

في رقصة جديدة .. يقولون لك يريدون مقاومة ذكية …

إن استخدام مصطلح المقاومة الذكية المطروح من المتفذلكين اليوم.. يشكل إهانة لمقاومة شعبنا وكفاحه عبر عقود من الزمن .. وإهانة لأرواح شهدائنا .. ولما يقدمه شعبنا من تضحيات جسام على درب التحرير والعودة…

وكأن مقاومة شعبنا حتى ساعة ارتقاء آخر شهيد بالأمس.. كانت غبية وحمقاء … ويريدونها اليوم مقاومة ذكية…!!

لا تتذاكوا علينا يا هؤلاء…!!

فالمقاومة مصطلح لا يحتاج إلى تعريف .. خاصة ممن يريدون تبرير عجزهم وخيبتهم وتنسيقهم الأمني مع الإحتلال… للمحافظة على مكتسباتهم المادية وتقاسمهم لسلطة هي في الحقيقة ورقية…!!

5) إن انعقاد أي مؤتمر .. تحت سيوف الإحتلال العسكري ..ويسمى مؤتمراً حركياً … لأي حركة تحرر وطني في العالم.. وتتدعي هذه الحركة بأنها تعتمد الكفاح المسلح كخيار إستراتيجي في دحر الإحتلال.. لهو تناقض أساسي مع المبادئ والأهداف العظيمة والشريفة التي تشكل نخاع حركات التحرر .. بل هو كفر بها .. والتي يجب أن تتناسب وسائلها بأي حال من الأحوال مع نبل أهدافها ومبادئها ومنطلقاتها…!!

6) وللتوضيح .. فنحن من القطبين المتناطحين برآء برآء برآء…!!!

هي حلقة استكمال لمسلسل بيت لحم.. والشواهد والأفعال تؤكد على ذلك…!!

باختصار شديد .. وانتم تدركون اليوم بوضوح .. مدى وحجم ومقدار سخط الشعب الفلسطيني على آدائكم .. فقد أوصلتم شعبنا إلى مرحلة من الإحباط.. وفقدان الثقة بقيادته الرسمية.. وبقدرتها على إيجاد حلول ومخارج لما يواجهه شعبنا في الوطن والشتات .. من مصائب و نكبات.. وخاصة مخيمات شعبنا في لبنان …

فالإحباط وفقدان الثقة .. هو ليس فقط في القدرة على التخلص من الإحتلال و حماية المقدسات والحد من اعتداءات المستوطنين وتحرير الأسرى.. هذه طموحات شعبنا وأهدافه… ويعلم شعبنا كذلك بأنها كبيرة عليكم.. ولم يأمل شعبنا منكم على أن تتحق على أياديكم .. كيف لا وأنتم تقدسون التنسيق الأمني .. وتتصدون لمقاومة شعبكم ضد الإحتلال .. وتزجون بشبابنا في سجونكم… وتمارسون هواية العنف السياسي بل البلطجة بحق أبناء شعبكم.. حتى طالت عصاكم مخيمات شعبنا .. ومخيماتنا هي رمز لقضيتنا..

فقد عملتم بمنهجية كفريق .. على انكماش النظام السياسي الفلسطيني .. واختصاره في شخص الرئيس عباس… الواحد الأحد .. رئيساً لكل السلطات بكل تسمياتها.. جعلتموه عنوة رئيساً لكل شيئ .. ورئيساً للشعب .. وفي الحقيقة هو له علاقة له بمعاناة الشعب الفلسطيني وقضيته الفلسطينية… وها هو يسمي نجليه الإثنين لمؤتمره القادم في 29/11/2016 في رام الله… باسم حركة فتح .. وفتح التي نعرفها من كل ذلك برآء …!!

7) حدثتمونا عن الحياة مفاوضات وأردتم تسويق الهزائم على أنها إنجازات.. وبأنها فن الممكن .. ولكنكم تعلمون بأنها ومن خلالها وبسياساتكم … كانت السبب في ضياع ما تبقى من وطن .. وهل اختزلت قضيتنا بضخامة المسميات الوهمية والألقاب الورقية التي تخترعون.. وانتظار المساعدات المدفوعة الثمن من الغرب وأمريكا ومن الإحتلال.. وكذلك إقامة الولائم والعزايم والإحتفالات.. من أجل البروز والتصوير والجلوس في الصفوف الأولى وتخطي رقاب العباد وإلقاء الخطابات وفي معظمها باهتة بلا معنى .. والسير في المواكب من السيارات الفارهة.. ولقاءات وزيارات ومعايدات ووداعات وقبلات.. وكل يلهث خلف الوزارات والسفارات والمديريات والتعينات والوجاهات..!!

سحقا وتبا لكم يا من تتحدثون عن التضحيات.. وأنتم من صنعتم السمسرات على كل المقدرات.. وأنتم لستم إلا لصوص تضحيات .. وأهل الخاوات والأتوات والمتاجرة بمعاناة الناس.. ولا يهمكم إلا أنفسكم ومكتسابتكم المادية التي هي حتماً كما أنتم إلى زوال…!!

8) إن ما يحصل لحركة فتح اليوم في رام الله … إنما هو انعكاس لحالة مرضية تنخر في جسد حركة فتح وتمت صناعته .. ففي غياب المؤسسة و العدالة والإنصاف في الحركة .. سيجني اليوم مرتكبي المجزرة بحق حركة فتح حصاد ما بذروه من بذرو بالأمس في بيت لحم .. ونخشى أن يكون تحركهم في رام الله يوم 29/11/2016 إن تم ذلك حسب ما يرد تباعاً .. أكثر سوداوية وتتسع دوائره .. وسيكون هذا الفعل بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير.. وكنقطة الماء التي ستطفح بالكأس .. وستكون نتيجة حتمية لغيوم تتابعت وتلبدت لتمطر وبالاً على رؤوس مهندسيها..

فلا خلاص اليوم من تكدس الكلس على المفاصل.. إلا بإمساك الشعب بدفة الأمور وزمامها.. وينطلق انطلاقة حقيقية.. تعيد الأمور إلى نصابها.. ويكون الهم الوحيد هو دحر الإحتلال والذود عن الاهل والوطن وتحرير الأسرى والمعتقلين.. ورأب الصدع وتوحيد جناحيي الوطن.. وبث الروح في منظمة التحرير وإعادة تشكيلها لتضم الجميع …؟!

فهل سيطول انتظار صبر شعبنا …؟!

9) إن الهيكل الذي أفرزه بيت لحم .. كان للحركة تدميرياً بامتياز .. وهذه النتائج تحدث عن نفسها اليوم في رام الله.. فلم يستطع ما نجم عن بيت لحم أن يشكل لأبناء الحركة ذراعاً حياً .. كي يرى الفرد من خلاله دوره في معركة البناء والتنمية .. وفي بث الروح الحركية وبناء المؤسسة… فلا حشد للطاقات ولا توعية فكرية ولا عودة للمبادئ والمنطلقات ولا برنامج سياسي ولا ولا ولا .. ولا خطوات جدية من أجل ترسيخ الوحدة الفلسطينية.. وترتيب البيت الفلسطيني .. وتوحيد كل الجهود ضد الإحتلال الصهيوني .. والوقوف سويا في خندق واحد.. ووصل الأوتار التي انقطعت في الجسد الفلسطيني الواحد.. ولم يستمع أحداً ممن يصدرون مراسيم التجميدات والفصل.. لصوت القاعدة الجماهيرية.. التي حذرت من الوصول إلى الكارثة .. في ظل استمرار سياسة التهميش والإنتقام وإلغاء الآخر.. مستندين للنرجسي والباطني من كتبة التقارير الكيدية.. وغياب المؤسسات التي ما زال تمثيلها لأبناء شعبنا شرعياً ووحيدا هو فقط لفظيا .. وهو فقط على الورق.. وتستخدم كخاتم عند الحاجة .. م ت ف وكذلك المجلس التشريعي والمجلس الوطني والمجلس المركزي .. وبقيت غرف التحنيط للمؤسسة الفلسطينية هي الطاغية والسائدة .. وبقي الكيل بالمكاييل حسب ما يحلو ويراق.. هو الأمر السائد والمكرس على الأرض بسوداويته بامتياز…!!

10) إن ما حصل لحركة فتح الثورة قبل ستة أعوام في بيت لحم من معطيات وإفرازات .. كان العلامة الفارقة والمفصلية في انزلاق الحركة إلى ما نشاهده اليوم من تخبط وزيادة في التفكك.. ولن يقنعنا أحداً بأننا نشعر أنهم استطاعوا أن يخطوا طوال الفترة المنصرمة سطراً جديداً متواضعاً في معلقة الإنجازات الفلسطينية… في التصدي لظلم الإحتلال وبطشه وجبروته ضد أبناء شعبنا..بل على عكس ذلك تماماً…!!

11) ما يحصل اليوم للحركة إنما هو نتائج المكابرة وإنكار الوجود.. والخلل الذي تعيشه الحركة.. وهذه نتائج ما حصل في بيت لحم.. وما تمخض عنه.. قبل وأثناء وبعد انعقاده .. فزاد ذلك من حجم الهوة الموجودة أصلا في صفوف الحركة.. وأفرزت شلل وتكتلات وعصبويات بشتى أنواعها.. وتم تهميش كم هائل من أبناء الحركة المخلصين.. وذلك لعدم إذعانهم لبيت لحم وما سبقه من إفرازات.. مما أدى إلى تراجع الحركة.. وتم الذهاب ببعضهم إلى التقاعد والبعض الآخر تم إيقاف راتبه ورتبته.. لأنه حسب موازينهم ومقايسهم “يشاغب ويعترض ويحرض ” .. هذا كله أوصلنا إلى ما تشاهده اليوم من كوارث تجري…!!

12) فهل سيمسك الشعب قريبا بدفة الأمور وزمامها.. وينطلق انطلاقة حقيقية.. تعيد الثورة للثورة.. وتضع الأمور في نصابها.. ويكون الهم الوحيد هو دحر الإحتلال والذود عن الاهل والوطن وتحرير الأسرى والمعتقلين.. ورأب الصدع وتوحيد جناحيي الوطن.. وبث الروح في منظمة التحرير وإعادة تشكيلها لتضم الجميع …؟!

13) لقد غابت المؤسسات الحركية وارتهنت.. وتم اختلاق مفردات غريبة عن روح الحركة .. تجنح وما شابه ذلك .. أدت إلى فصل تعسفي وغير دستوري بأدوات أبطال مسلسلات التجميد والفصل…. وهي غير قانونية.. وذلك لعدم عرضها على القنوات المختصة والإستماع للتفاصيل ومناقشتها بكل جوانبها.. لكي تعرض بعد ذلك على الجهات الحركية المختصة وذات الصلة.. ولكي يتم اتخاذ الإجراء المؤسساتي الحركي اللازم.. ويحق أثناء وبعد ذلك للفرقاء الدفاع عن أنفسهم.. ويتم بعد ذلك الإلتزام بما يتفق عليه الأغلبية النزيهة .. ويتم اتخاذ الإجراء الحركي النهائي الملزم للجميع.. ولكن بعد مراعاة الأصول الحركية والسير على الطريق الدستوري السليم الذي يحفظ حق البشر.. ولا يظلم من خلاله أحدا.. وعدم قانونية وشرعية قراراتهم واستمرارها لخرق النظم واللوائح تم تتويجه آنذاك في الذهاب لزفة بيت لحم.. وقد كانت العنوان لما هو قائم اليوم…!!

14) لقد أصبح علاج الإختلاف في الرأي.. هو العداء لمن يخالف الرأي.. وأصبح الدواء للعلات هو التهميش والتجميد والفصل.. وقطع الرواتب والنقل التعسفي.. وإلى غير ذلك من قائمة البطش بأبناء الحركة.. ممن يخالفون الرأي ولا يسيرون في الركب ولا يذعنون لأوامر الآمر الناهي.. وعلاج المعضلات السائدة حاليا عند جهابذة الفقه في الحركة.. هو كسر العظم وإلغاء وجود البشر.. وهذا هو السائدا .. تجميد وفصل.. يتم حسب الأقوال المأثورة لكاتبي التقارير.. ويتم من خلف شاشات أجهزة الحاسوب بقصف من لم يأتمر بأمرهم بقرارات تجميد عابرة للقارات.. هذه هي العقلية الموجودة للأسف الشديد.. دون من يحاسب ويناقش ويستمع…

وقد عشت لحظة لن أنساها عندما قال أحدهم لآخر

” أنت أتيت بشخطة قلم .. وبتروح بشخطة قلم ” .. طبعا هو تناسى أيضا بأنه أتى بشخطة قلم ..

15) هذه العقلية السائدة لن تحرر الأوطان ولا الإنسان.. هي عقلية إلغاء من يخالفني الرأي.. وكأنهم يعتقدون بأن لا وجود على الأرض لمن لا يحمل جواز سفرهم.. وكأن العلاج دوما هو الكي والسوط ومحاربة الخلائق في أرزاقهم..!!

لقد نادى المنادي مرارا.. ولم يكن هناك من يستمع ولا من يجيب.. وأما أن تصل المواصيل إلى ما وصلت اليه.. بجسد حركة بحجم حركة “فتح” .. إنه أمر يندى له الجبين.. وما هو إلا نتيجة لما تلبد في الأفق من غيوم في الحركة.. وحجم التطنيش لواقع مر أليم لم يبقي ولم يذر.. وهو نتيجة لإنحراف الحركة عن المسار الذي انطلقت من أجله .. وأصبح جمع الغنائم الشخصية هو العنوان .. فلا وجود للمؤسسة بمضامينها ولا وجود للمرجعية ولا وجود للبرنامج السياسي الذي يلبي طموحات شعبنا ولا محاسبة ولا إطار للحركة.. كل هذه الأجواء مهدت لخلق هذا الواقع .. فانشغل البعض بالبعض واتكأ على الآفاق الموجودة.. بعيدا عن حياة الحركة التي وجدت للتصدي للعدوان ووجدت من أجل تحرير الأرض والإنسان…!!

16) زفة بيت لحم ومعطياتها كانت العلامة الفارقة والمفصلية في انزلاق الحركة إلى ما نشاهده من تخبط.. ولن يقنعنا أحدا بأننا نشعر أنهم استطاعوا أن يخطوا سطرا جديدا متواضعا.. في معلقة الإنجازات الفلسطينية في التصدي لظلم الإحتلال وبطشه وجبروته ضد أبناء شعبنا..

إن الهيكل الذي أفرزه بيت لحم .. لم يستطع أن يشكل لأبناء الحركة ذراعا حيا .. يرى الفرد من خلاله دوره في معركة البناء والتنمية .. وفي بث الروح الحركية وبناء المؤسسة…

فلا حشد للطاقات.. ولا خطوات جدية من أجل ترسيخ الوحدة الفلسطينية.. وترتيب البيت الفلسطيني .. وتوحيد كل الجهود ضد الإحتلال الصهيوني .. والوقوف سويا في خندق واحد.. ووصل الأوتار التي انقطعت في الجسد الفلسطيني الواحد.. ولم يستمع أحدا ممن يصدرون مراسيم التجميدات والفصل.. لصوت القاعدة الجماهيرية.. التي حذرت من الوصول إلى الكارثة .. في ظل استمرار سياسة التهميش والإنتقام وإلغاء الآخر.. وغياب المؤسسة التي ما زال تمثيلها لأبناء شعبنا شرعيا ووحيدا فقط لفظيا وعلى الورق.. وبقيت غرف التحنيط للمؤسسة الفلسطينية هي الطاغية.. وبقي الكيل بالمكاييل حسب ما يحلو ويراق.. هو الأمر السائد والمكرس…!!

مقالات ذات صلة