عالم التكنولوجيا

الفيس بوك facebook .. دراسة توثيقية

لن تجد على الأرجح مستخدما للبريد الإلكتروني إلا وقد وصله دعوة للاشتراك في موقع الفيس بوك إذ أنه الشيء الأكثر انتشارا في أيامنا هذه، فهو يمثل – كما يؤكدا البعض- الإنترنت بمفهومها ” التفاعلي ” ليكون بمثابة وسيلة التواصل بين الأصدقاء ليس فقط في حدود أو المدينة أو الدولة، وإنما باتساع الكون، في أي مكان في العالم.

دراسة توثيقية عن الدور الإعلامي للموقع الاجتماعي على الانترنت facebook

كتب الدراسة : عاصم الحضيف

تشمل الدراسة على ثمانية فصول وهي :

الفصل الأول : الفيس بوك facebook ( نظرة تاريخية )

1- البداية والنشأة.

2- تطوره وانتشاره.

3- 400 مليون مشترك.

الفصل الثاني: الفيس بوك والجانب الإعلامي

الفصل الثالث : الفيس بوك والترويج الإعلاني

الفصل الرابع: الفيس بوك والسياسية

1- الفيس بوك وإيران.

2- الفيس بوك والدول العربية .

3- الفيس بوك والسعودية.

الفصل الخامس : الفيس بوك والتأثير

الفصل السادس: الفيس بوك والقادة

الفصل السابع : الفيس بوك والنقد

1- الفيس بوك والتجسس.

2- الفيس بوك وإسرائيل.

3- الفيس بوك والخصوصية.

4- ” البيانات الشخصية في Facebook عرضة للسرقة “

5- الفيس بوك والحب.

6- الفيس بوك الألعاب والتسلية.

مقدمة :

لن تجد على الأرجح مستخدما للبريد الإلكتروني إلا وقد وصله دعوة للاشتراك في موقع الفيس بوك إذ أنه الشيء الأكثر انتشارا في أيامنا هذه، فهو يمثل – كما يؤكدا البعض- الإنترنت بمفهومها ” التفاعلي ” ليكون بمثابة وسيلة التواصل بين الأصدقاء ليس فقط في حدود أو المدينة أو الدولة، وإنما باتساع الكون، في أي مكان في العالم.

ولا توجد عبارة جاهزة أكثر انطباقا على الفيس بوك في جانبه “الإعلامي” –إذا سلمنا جدلا بأنه يتوفر فعلا على هذا الجانب في أدنى تعريفاته ووظائفه أي نشر المعلومة وإيصالها إلى شريحة واسعة من المتلقين- لا توجد عبارة أفضل من “سلاح ذي حدين” … ولو كان الفيس بوك دولة لأصبح قوة عظمى بعدد المستخدمين .. بعد وصول عدد مشتركيه إلى قرابة 400 مليون مشترك .. فما هو الدور الإعلامي والإمكانيات التي يمكن الاستفادة منها في الفيس بوك في الترويج الإعلامي .. وما هي السلوكيات الخاطئة التي ينشرها الفيس بوك بين مستخدميه، وما هي قصص الحب والصور المخلة والفاضحة المنتشرة بين المشتركين، وما الدور الكبير الذي يلعبه في تعليم المقامرة لمستخدميه !؟.. وما سبب خوف بعض الدول من موقع الفيس بوك ,, ؟ وما علاقة الاستخبارات الأمريكية بالموقع ؟

– الفصل الأول : الفيس بوك facebook

وهو موقع للشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت لتكوين الأصدقاء الجدد والتعرف على أصدقاء الدراسة حول العالم أو الانضمام إلى مجموعات مختلفة على شبكة الويب ، ويمكن المشتركين في الموقع من الاشتراك في شبكة أو أكثر على الموقع مثل المدارس ، أو أماكن العمل ، أو المناطق الجغرافية ، أو المجموعات الاجتماعية ، وهذه الشبكات تتيح للمستخدمين الاتصال بالأعضاء الذين هم في نفس الشبكة ، ويمكن لهم أن يضيفوا أصدقاء لصفحاتهم ، ويتيحوا لهم رؤية صفحتهم الشخصية .

والموقع مجاني للمستخدمين ويجنى إيرادات من الإعلانات ، ويجمع بيانات عن المستخدمين ويستخدمها في إظهار إعلانات لها صلة بزوار الموقع واهتماماتهم ونطاق أعمالهم ، وتعتبر شركة مايكروسوفت هي الشريك الحصري للإعلان على موقع الفيس بوك ، وقد أشارت تصنيفات إليكسا لترتيب المواقع عالميا أنه يأتي في المركز الرابع بعد كل من ياهو وجوجل ويوتيوب ..

الاسم فيس بوك (Facebook) وهو يشير إلى دفتر ورقي يحمل صورا ومعلومات لأفراد في جامعة معينة أو مجموعة ومن هنا جاءت تسمية الموقع وتعتبر هذه الطريقة شائعة لتعريف الأشخاص خصوصا في الجامعات الأجنبية ببعضهم حيث يتصفح المنتسبون في الجامعة هذه الدفاتر لمعرفة المزيد عن الطلبة المتواجدين في نفس الكلية.

الموقع يحوي 64 مليون مشترك من سبتمبر 2006 إلى سبتمبر 2007 وارتفع ترتيب الموقع من حيث الحركة من الترتيب رقم 60 إلى المركز السابع حسب موقع أليكسا، ووصل عدد مشتركيه في أخر إحصائية إلى قرابة 400 مليون مشترك، ويعتبر موقعا كبيرا أيضا في تحميل الصور الشخصية حيث يتم تحميل أكثر من 41 مليون صورة يوميا.

* المبحث الأول: البداية والنشأة

وقد أسس الموقع (مارك زوكربيرج ) Mark Zuckerberg وذلك في عام 2004م ، عندما كان طالبا في جامعة هارفارد الأمريكية ، وكان مشهورا بولعه الشديد بالإنترنت ، وكان هدفه أن يقوم بتصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم ، ويسهل عملية التواصل بينهم ، دون أن يفكر في إنشاء موقع تجاري يجتذب الإعلانات ، وسرعان ما لقي هذا الموقع رواجا بين طلبة جامعة هارفارد ، واكتسب شعبية واسعة بينهم ، الأمر الذي شجعه إلى توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى أوطلبة مدارس ثانوية يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية ، واستمر موقع فيس بوك قاصرا على طلاب الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين ، وفي سبتمبر 2006م قرر جوكربيرج أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب في استخدامه ، وكانت النتيجة طفرة كبيرة في عدد مستخدمي الموقع .

وفي أكتوبر 2007 م اشترت شركة مايكروسوفت حصة في الفيس بوك نسبتها 1,6% بقيمة 240 مليون دولار ، حيث تقدر قيمة الموقع بنحو 15 مليار دولار .

ويحتل الموقع المركز الخامس عالميا طبقا لتصنيف اليكسا العالمي لتصنيف وترتيب المواقع الأكثر تصفحا .

* المبحث الثاني: تطوره وانتشاره

وقد شهد الموقع في العامين الأخيرين نشاطا ملحوظا من جانب نشطاء المجتمعات الافتراضية ، ويعد منبرا لإبداء الآراء وتبادل التعليقات حول الأحداث الهامة ، خاصة في الدول النامية ، ولعل المثال الأشهر على دور وتأثير الفيس بوك على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ما قام به بعض الشباب في مصر من تنظيم حركة اعتصام سلمية على الموقع تحت مسمى ( شباب 6 أبريل ) ودعت إلى الإضراب عن العمل في 6 أبريل 2008م واستجابت كثير من الأحزاب المصرية والنقابات والحركات والجماعات المعارضة اعتراضا على بعض الأوضاع الاقتصادية والسياسية ،

وكان للدعوة صدى كبير ، كما حدثت أحداث شغب في مدينة المحلة الكبرى التي تقع بدلتا مصر في ذلك اليوم الذي أرخ لقوة وتأثير موقع الفيس بوك في الأوساط الشعبية ، وخاصة بين فئة الشباب .

وقد وجه للموقع الكثير من الانتقادات ، وتم حجبه في بعض الدول مثل ميانمار وإيران ، وفي إسرائيل فرض الجيش الإسرائيلي قيودا على المشاركة فيه ، بعد ظهور صور لغرف عمليات وقواعد جوية وغواصات إسرائيلية على صفحاته ، كما نشرت تقارير إعلامية عن أن هناك إمكانية تسريب المعلومات الشخصية للمستخدمين من خلال إضافة تطبيق إلى مواقعهم الشخصية يتم من خلاله سحب البيانات الشخصية .

أن شبكات التعارف الاجتماعية مثل الفيس بوك والمجموعات التي تتشكل فيها والمنتديات والمدونات التي لاقت إقبالا هائلا في الفترة السابقة أعادت صياغة العلاقة بين الأنظمة المختلفة في المجتمع ، كما أنها أضافت أبعادا جديدة للتواصل الاجتماعي بين الأفراد داخل النظام ، كما أنها استخدمت لحشد الجماهير المتفرقة جغرافيا وعقائديا للضغط على الأنظمة السياسية للمطالبة بمزيد من الحقوق والتعبير بحرية كاملة عن الآراء والمعتقدات .

* المبحث الثالث: 400 مليون مشترك

تأكد رسمياً أن عدد المشتركين في الموقع الاجتماعي على الإنترنت Facebook بلغ 400 مليون مشترك كما أفاد مؤسس الموقع والرئيس التنفيذي له، مارك زوكربيرغ . وكتب زوكربيرغ في مدونة الموقع الرسمية “سوف نرحب بالمشترك رقم 400 مليون في وقت ما من هذا اليوم .. إن الزيادة المتسارعة في المشتركين تشكل بداية جيدة ، لكننا لطالما علمنا أنه من أجل أن يعمل موقع Facebook على مساعدة الناس في كل ما يمثلونه في العالم وما يحدث فيه، فإن كل شخص يحتاج لأن يكون له صوته المسموع.”

ورغم الزيادة الكبيرة في عدد المشتركين بموقع Facebook إلا أن القائمين عليه ينكرون أنه يحقق أرباحاً طائلة، كما يشير بعض النقاد.

كما يشار أن موقع Facebook وفي مسعى منه للتواصل واستقطاب المزيد من أعضاء الموقع من المتحدثين باللغة العربية والعبرية، أطلق نسخة من موقعه الإلكتروني الاجتماعية باللغتين، وفق تقرير. وستتيح الخدمة المستحدثة المزيد من الإقبال على أكثر المواقع الاجتماعية شعبية، وتصل نسبة المشتركين فيه إلى أكثر من 900 ألف في مصر، و250 ألفا في السعودية بالإضافة إلى 300 ألف في لبنان، عدا المشتركين في باقي الدول العربي. ونوه الموقع الإلكتروني الأكثر شهرة أنه متاح بأربعين لغة مختلفة وأن العمل يجري لإطلاقه بأكثر من 60 لغة مختلفة أخرى.

– الفصل الثاني: الفيس بوك والجانب الإعلامي

توجد عبارة جاهزة أكثر انطباقا على الفيس بوك في جانبه “الإعلامي” –إذا سلمنا جدلا بأنه يتوفر فعلا على هذا الجانب في أدنى تعريفاته ووظائفه أي نشر المعلومة وإيصالها إلى شريحة واسعة من المتلقين- .. لا توجد عبارة أفضل من “سلاح ذي حدين”، فكما أن “مالئ الدنيا وشاغل الناس الجديد” يستطيع أن يكون أداة مثلى للقفز على حواجز الإعلام الحكومي المتخشب، ومن بينه الإعلام العربي، فإنه يستطيع أن يكون مرتعا خصبا للإشاعة والمعلومة المضللة ومن ثم بث الوعي الموهوم. بل أكثر من ذلك لا شيء يمنع الحكومات، التي يُطرد إعلامها من الباب، أن تعود من شبّاك الفيس بوك لتروج لسياساتها بطرق شتى وغير مباشرة.

وعن الفيس بوك باعتباره إعلاما بديلا يروج كم كبير من الطروحات المتناقضة بين من يعتبره خير من يستطيع القيام بدور هذا الإعلام المنشود وبين من ينفي عنه كل إمكانية للقيام بذلك الدور.

كما أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي لعبته الشبكات الاجتماعية في انتخابات الولايات المتحدة، وكذلك في حرب غزة، ولكن الأمر بدا بارزا جدا في الأحداث الأخيرة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية والتي طرحت سؤالا مهما حول دور الشبكات الاجتماعية في نقل الحدث وتوصيفه، حتى إن البعض طرح سؤالا حول دور هذه الشبكات في تغيير الأنظمة وتحديد شكل العالم الجديد”.

كما أنه خلال الفترة الأخيرة تحولت مواقع الشبكات الاجتماعية إلى مصدر أساسي للمعلومات ولأشرطة الفيديو وشهادات الناس، فلجأ “المواطن الإعلامي” إلى تصوير الأحداث على جواله أو كاميرته ومن ثم وضع أشرطة الفيديو على الشبكات الاجتماعية حتى باتت مؤسسات إعلامية كبرى مثل الـ”سي.أن.أن” والـ “بي.بي.سي. نيوز” تأخذ قدرا كبيرا من المعلومات الموجودة على “التويتر” وعددا من الأشرطة المحملة على “اليوتيوب”، وهنا نذكر على سبيل المثال طلب الـ “سي.أن.أن” من مستخدمي “تويتر” أن يدلوا برأيهم في مدى نجاح التظاهرات في تغيير مسار الأوضاع في إيران مستقبلا.

إن معالم تحول الفيس بوك إلى إعلام بديل تبدو واضحة ويكاد الأمر يكون محل إجماع الباحثين، غير أن سؤالا جوهريا يرافق ذلك، وهو: من يمنع الحكومات –والعربية منها- التي يفر المواطن من وجه إعلامها من احتلال موقع لها على الفيس بوك واستغلاله بكل ما تملك من كفاءات بشرية وإمكانيات تقنية كقناة إضافية من قنوات إعلامها التقليدية.

وكخلاصة فإن الفيس بوك بكل ماله وما عليه يبقى مؤهلا ليكون بديلا عن الاعلام التقليدي بكل ما له وما عليه أيضا، قد يلغي بعض مساوئه مثل سيطرة الدول والحكومات عليه ولكنه قد يعوضها بأخرى مثل غياب المسؤولية وقلة موثوقية الخبر. ومثلما يذهب إلى ذلك الدكتور شريف درويش أستاذ الصحافة الإلكترونية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فإن التصاعد السريع في استخدام الانترنيت “يبشر بعصر الإعلام البديل عن عصر الإعلام التقليدي السائد والذي يخلق مجالا عاما ومضادا للأفكار التي يسوقها الإعلام السائد”، متطرقا في الآن ذاته إلى ما يثيره موضوع الاستخدام السياسي للفيس بوك.

وكنتيجة لكل ذلك يطرح الفيس بوك على الحكومات العربية تحديا كبيرا وغير مسبوق، وهو تحدي تطوير إعلامها وتخليصه من اللغة المتخشبة وإكسابه المزيد من المصداقية وتخليصه من الدعاية الفجة لها، لأنها بوجود بدائل مثل الفيس بوك لن تجد نفسها معزولة إعلاميا فحسب، ولكنها قد تجد نفس هدفا لهجومات قد يصدر بعضها عن حسن نية وبدوافع وطنية، كما قد يصدر بعضها الآخر عن سوء نية وعداوة لها ورغبة في زعزعة استقرارها وبث الفرقة في مجتماعاتها التي تبدي ممانعة ضعيفة للإشاعة ولا تملك حصانة ثقافية وحضارية قوية تتيح لها التمييز بين الصادق والمغرض.

– الفصل الثالث : الفيس بوك والترويج الإعلاني

لا يعرض تشارلز نيلسون، مدير مخبز «سبرينكلز كب كيكس» بحي بيفرلي هيلز الذي يخدم نجوم السينما العالمية القاطنين هناك، على صفحته على موقع «فيس بوك» سوى اليسير من المعلومات عن نفسه، خاصة أن ظروف عمله التي تقتضي إدارته العمل طيلة أيام الأسبوع تحول دون تحدثه إلى أصدقائه عبر الموقع.

ومع ذلك، يحرص نيلسون على البقاء داخل موقع الفيس بوك طوال الوقت، بالنظر إلى أن هناك أكثر من 70 ألف شخص من المعجبين بصفحة «سبرينكلز كب كيكس» على موقع «فيس بوك». كل يوم يعلن المخبز عبر الموقع عن كلمة سر، مثل «استوائي» أو «أرنب» أو «حب»، وأول 25 أو 50 شخصا يزورون أيا من فروع المخبز الخمسة ويهمسون بكلمة السر للعاملين سيحصلون على كعكة مجانية. وقال نيلسون: «عبر (فيس بوك)، يمكننا أن نسأل عملاءنا عن الموقع التالي الذي يفضلون أن نفتتح به فرعا لنا، وعن رأيهم عن النكهة الجديدة التي طرحناها. إنه سبيل رائع للاتصال بالمعجبين بمنتجاتنا». الواضح أن أهمية «فيس بوك» لم تعد تقتصر على التواصل مع الأصدقاء، حيث أصبح الموقع القائم على شبكة اجتماعية مجانية ـ وتحجبه الكثير من أماكن العمل باعتباره مصدرا محتملا لإهدار الوقت ـ على نحو متزايد أداة تسويقية رخيصة للشركات الصغيرة.

وأوضح محللون أن الشركات التجارية يتعين عليها دوما التحرك في الاتجاه الذي يقصده عملاؤها. في الوقت الراهن، ينجذب العملاء إلى «فيس بوك» وغيره من المواقع الاجتماعية. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 300 مليون فرد انضموا إلى «فيس بوك»، يحرص نصفهم على زيارة الموقع يوميا.

– الفصل الرابع: الفيس بوك والسياسية

ومن الظواهر الجديدة التي ارتبطت بالفيس بوك هو استغلال هذا الموقع في عالم السياسة، والذي بدأ بصورة جلية في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2008م.

ومثلما يحتدم الجدل في الشارع السياسي حول أي قضية في الوسائل الإعلامية التقليدية، فان صفحات الفيس بوك كذلك لها نصيب في هذه الجدل الدائر سواء على مستوى الحكومات أو الدول في صفحتها.

ففي مصر وفي قضية ” وريث السلطة” من الرئيس المصري حسني مبارك لابنه جمال، يشهد موقع الـ”فايس بوك” جدلا موازيا تشتد حدته بين آن وآخر بين فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض للفكرة.

وازدادت هذه المواجهة احتداما مع ظهور مجموعتين كبيرتين حشدت إحداهما نحو 4 آلاف معارض لتوريث جمال فيما حشدت الأخرى أكثر من ألف مؤيد.

ويضم موقع فايس بوك حاليا نحو 85 مجموعة نقاش حول قضية التوريث في مصر، ينخفض عدد المشاركين في بعضها إلى 2 فيما تصل أعلى هذه المجموعات إلى أكثر من 4 آلاف مؤيد.

“مش عاوزين جمال”

أكبر هذه المجموعات “مش عاوزين جمال مبارك”، التي جمعت، حتى الخميس 13-11-2008، أكثر من 4200 عضواً، يحاولون استباق الانتخابات الرئاسية المصرية، التي لن تجري قبل عام 2011.

“عشاق جمال”

في المقابل، تقف مجموعة “محبي ومؤيدي وعشاق جمال مبارك”، التي تهدف لحشد التأييد للتوريث.

وتقول المجموعة في صدر صفحتها على “فيس بوك”: “من أجل إكمال المسيرة والتقدم والرخاء والعمل على النهوض ببلدنا الحبيب تعالوا نختار الأصلح وننادي نعم جمال مبارك”، وأسفل ذلك شعار يقول: “لست حلما في الخيال … أنت مطلب يا جمال”.

* المبحث الأول: الفيس بوك وإيران

وفي إيران فقد لعب موقع الفيس بوك دورا كبيرا في الأحداث الأخيرة التي وقعت وتزامنت مع الانتخابات الإيرانية الأخيرة، حيث أصبح الموقع مصدر للمعلومات الأساسية لبعض الدول حول التطورات على الساحة الإيرانية.

وقال مسئولون أميركيون إن الإنترنت بشكل عام، ومواقع الشبكات الاجتماعية، مثل “تويتر” و”فيسبوك”، على وجه الخصوص تشكل مصدر المعلومات الأساسي للولايات المتحدة الأميركية حول التطورات على الساحة الإيرانية، بعد أن منعت السلطات هناك الصحفيين من تغطية المظاهرات السياسية المناهضة والمؤيدة لفوز الرئيس محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية.

وقال مسئول أميركي إنه بسبب قيام السلطات الإيرانية بحجب مواقع على الإنترنت وإغلاق الصحف، فإن “موقع ‘تويتر’ يشكل أحد الوسائل التي تتيح للناس الحصول على المعلومات حول إيران.”

وقال المسؤول الأميركي: “إنه مثال رائع على الأماكن والظروف التي يمكن أن تفيد فيها التكنولوجيا.”

وقال مسئولون كبار آخرون إن وزارة الخارجية الأميركية تعمل مع “تويتر” و”فيسبوك” وغيرهما من المواقع الاجتماعية لضمان قدرة الإيرانيين على الاستمرار في التواصل مع بعضهم ومع الآخرين خارج إيران.

وقد تسببت صفحات الفيس بوك وما ينشر فيها وما سببته من نقل الحقائق والوقائع من داخل إيران إلى حجب موقع الفيس بوك، حيث انتقدت المعارضة الإصلاحية في ايران قرار الحكومة الإيرانية حجب موقع فيسبوك قبل ثلاثة أسابيع من افتتاح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة، التي يتنافس فيها الرئيس احمدي نجاد مع المرشح الإصلاحي الرئيسي مير حسين موسوي.

* المبحث الثاني: الفيس بوك والدول العربية

وقد كان لموقع الفيس بوك نصيب في بعض الدول العربية في محاولة السيطرة ومجاراة التقنية والإعلام الجديد ..

ففي تونس قام الرئيس التونسي بفتح موقع “الفيس بوك” أمام مستخدميه، وقالت مصادر تونسية في تصريحها لأحد الوكالات إن الرئيس زين العابدين بن علي “تدخّل شخصيا بإعطاء تعليماته لإعادة فتح موقع” الفيس بوك”، وذلك حالَما علم بغلق هذا الموقع أمام مستخدمي شبكة الانترنت في تونس”.

ويبلغ عدد مشتركي “الفيس بوك” في تونس نحو 28 ألف شخص وذلك من إجمالي مستخدمي هذا الموقع الذي يقدر بنحو 60 مليون في إحصاءات قديمة.

وكما ذكرنا سابقا فأن موقع الفيس بوك لعب دورا في مصر في قضية ” وريث السلطة” من الرئيس المصري حسني مبارك لابنه جمال، حيث يشهد موقع ” الفيس بوك” جدلا موازيا تشتد حدته بين آن وآخر بين فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض للفكرة.

* المبحث الثالث : الفيس بوك والسعودية

تمكن عدد من الشباب السعوديين بينهم فتيات من تحويل الموقع الإلكتروني الشهير «الفيس بوك» إلى فضاء لممارسة الأنشطة الاجتماعية وتأسيس جمعيات تساعد الشباب على تطوير التواصل وتقوية العلاقات الداخلية وحل المشكلات التي تواجه الشباب على نحو الخصوص.

ووفقاً لبيانات الموقع فإن عدد المشتركين في موقع «الفيس بوك» في السعودية يتجاوز الـ 231 ألف مشترك، منهم 196040 تحت سن الثلاثين. وتبلغ نسبة الذكور 62 في المائة تقريبا، والإناث 38 في المائة من إجمالي عدد المشتركين.

وقد نشأ الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة بين أوساط الشباب بشأن موقع «الفيس بوك» بين مؤيدين يرون فيه مساحة لحرية التعبير والتواصل، وبين معارضين يرون فيه مضيعة للوقت. وتقول «ندى»، وهي شابة لديها صفحة في الموقع، «من خلال اشتراكي بالموقع أصبحت اعرف الأنشطة التي تقام في مدينتي. وتعرفت على فتيات ناشطات في المجتمع» وتضيف «وجدت دعماً معنوياً كبيراً من شباب وفتيات السعودية في طرح المشاكل ومناقشتها».

من جانب الشباب إلى جانب الترويج الإعلامي والإعلاني في السعودية خلال انتخابات الغرفة التجارية الأخيرة في جدة حيث سعى عدد من الناخبين من خلال بعض الموقع الالكترونية إلى إيصال أصواتهم إلى نحو 34 ألف منتسب في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، بإجراء حملات انتخابية على مواقع إلكترونية اجتماعية مثل صفحاتهم الشخصية على موقع «الفيس بوك» و«تويتر».

وانتقلت معركة انتخابات غرفة جدة الأخيرة 2009 الى «الفيس بوك» و«تويتر» بعد انشاء بعض المرشحين مواقع خاصة بهم لكسب اصوات الناخبين مستشهدين بفوز اوباما على منافسية عبر «الفيس بوك».

ويتفق الجميع دون استثناء من المرشحين على انهم استوحوا الطريقة من الانتخابات الاميركية الرئاسية الاخيرة ونتائج الانتخابات الايرانية وما أحدثه موقع تويتر من تفاعل اعلامي عقب اغلاق مكاتب بعض القنوات الفضائية ومنعها من متابعة الاحداث في إيران.

وقدر كاتب عدد المستخدمين للمواقع من السعوديين في الوقت الحالي وفق وجهة نظره بنحو 300 إلى 400 ألف مستخدم لموقع الفيس بوك مشيرا إلى أن الانترنت تحول في السعودية من وسيلة لهو وترفيه إلى وسيله تستخدم في الجوانب الاقتصادية والتجارية والسياسية أيضا.

– وزراء سعوديون أعضاء في الفيس بوك

وقد فتح عدد من الوزراء صفحات في الفيس بوك، حيث فتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة صحفة خاصة به على موقع “فيس بوك” تحت عنوان “ليس للحرية سقف نصطدم به.. إنما فضاء نتقدم فيه وأمانة نتحملها”.

وأكد وزير الإعلام السعودي خلال حديث صحفي أنه مع الاستفادة من التقنية لأبعد حد شريطة الاستخدام المسؤول والبناء، ولو كنت متابعا لتصريحاتي ولقاءاتي لن تستغرب تواجدي في الفيس بوك.

ومن وزير الإعلام إلى وزير العدل حيث فتح الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى صفحة على الفيس بوك.

– الفصل الخامس : الفيس بوك والتأثير

وفي جانب موقع الفيس بوك والتأثيرات السياسية فإن لصفحات الفيس بوك نصيب في ذلك، حيث قامت إدارة موقع “فيس بوك” بحذف صفحات المعجبين برئيس الحكومة المقالة في غزة، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية عن موقعها.

وقال المشرف على الصفحة إن إدارة الموقع حذفت الصفحات التي تحمل اسم “القائد إسماعيل هنية” بعد أن وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 10 آلاف مشترك، مضيفا أن الإدأرة حذفت الصفحة من دون إبداء أسباب واضحة عن سبب الحذف.

ويُرجح أن يكون موقع “فيس بوك” الشهير تعرض إلى ضغوط من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو لوبيات ضاغطة تعمل لمصلحة الدولة العبرية وتناهض الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الفلسطينية، ومن بينها “حماس”.

– الفصل السادس: الفيس بوك والقادة

وكما أن للسياسة والإحداث نصيب في صفحات الفيس بوك فأن للقادة نصيب كذلك في صفحات الفيس بوك، والذي أحدثها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في استخدامه لثورة التقنية والانترنت لحشد المؤيدين والترويج لحملته، ويبدو أن نجاحه أغرى آخرين بأن يحذوا حذوه، فنجد أن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون على سبيل المثال بدأ يستخدم موقع يوتيوب لبث رسائل إلي الشباب البريطاني لتأييد أجندته. كما قام كذلك بعض رؤساء الدول العربية والقادة بفتح صفحات على موقع الفيس بوك للتواصل مع الشعوب والعالم عبر صفحاته.

ففي دبي قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات ورئيس حكومتها وحاكم دبي، بنشر فيديو للجولة التي قام بها في مترو دبي، في 20 أغسطس 2009م،على صفحتيه في موقعي “فيس بوك” و”تويتر”، ودشن خلالها التشغيل التجريبي للمترو، الذي يفترض أن ينطلق رسمياً في التاسع من سبتمبر الجاري، بحسب ما نقلت صحيفة “البيان” الإماراتية 6-9-2009.

وفي مصر فقد عمل الفيس بوك، على أن يقوم مبارك الابن بالإجابة على بعض هذه الأسئلة خلال لقائه مع شباب الأكاديميين والذي يبث بدوره على موقع “شارك”.

وتشير الأرقام إلي أن مستخدمي الانترنت في مصر يمثلون حوالي 15% من السكان.

– الفصل السابع : الفيس بوك والنقد

كما أن للنقد الإعلامي نصيب في موقع الفيس بوك حيث سنجعل لهذا الفصل أربعة مباحث .. يتحدث كل مبحث عن جانب في النقد ..

* المبحث الأول : الفيس بوك والتجسس.

غير موقع الفيس بوك من استخدامات الإنترنت بعد الشهرة العالمية التي حظى به والتي تجلت بصورة ملحوظة في المجال العسكري حيث تحولت أكبر شبكة اجتماعية على الانترنت إلى ملعب جديد لأجهزة الاستخبارات في العالم أكثر من كونها وسيلة للتعارف وتكوين الصداقات.

عندما مارك جوكربيرج مؤسس موقع ” فيس بوك ” الشهير أمام شاشة الكمبيوتر في حجرته بمساكن الطلبة في جامعة هارفارد الأمريكية، وبدأ يصمم موقعا جديدا على شبكة الإنترنت، وكان لديه هدف واضح، وبدأ يصمم موقعا جديدا على شبكة الإنترنت، كان لديه هدف واضح، وهو تصميم موقع للتعارف وتكوين العلاقات الاجتماعية، إلا أن سرعان ما تحول الموقع إلى ساحة كبيرة للدول الكبرى لممارسة عمليات التجسس وتجنيد جواسيس من خلال الشبكات الاجتماعية.

فقد أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن أجهزة الاستخبارات البريطانية لجأت إلى موقع ” الفيس بوك ” الإلكتروني للتعارف من أجل البحث عن موظفين.

ونشر جهاز الاستخبارات الخارجية ” M.I.6 ” إعلانات على الموقع، في إطار حملة توظيف، وأوضحت متحدثة باسم وزارة الخارجية، أن الحملة المفتوحة التي يقوم بها جهاز الاستخبارات مستمرة، من أجل إيجاد مواهب تمثل المجتمع البريطاني اليوم، مشيرة إلى أن هناك تقنيات عدة، من أجل تقديم القدرات المهنية في المنظمة، ويعتبر ” الفيس بوك ” نموذجا منها.

وقد اعترفت الخارجية البريطانية بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية تستخدم موقع الفيس بوك لتجنيد العناصر واستقطاب العملاء.

* المبحث الثاني : الفيس بوك وإسرائيل

ثمة شكوك حول استفادة إسرائيل من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي وتحليلها لبعض المعلومات، وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم.

ولكن الخطير هو أن الشباب والفتيات العرب يجد نفسه مضطرا دون أن يشعر للإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات يومية تشكل قدرا لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن العالم العربي.

وتجربة إسرائيل في الاستفادة من التكنولوجيا المعلوماتية لا تخفى على أحد، فأجهزتها الأمنية والمخابراتية صاحبة باع طويل في هذا المجال وثرية بطريقة تجعلها قادرة على جمع ما تريد من معلومات في أي وقت عن العالم العربي الذي يشكل النسبة الأكبر ويعد الطاقة في أي مواجهة مستقبلية.

وقالت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية إن اللبنانين أكثر شغفا وحرصا على إنشاء صفحات لهم على موقع الفيس بوك، حيث يضم موقع لبنان 125 ألف شخص، أي بنسبة واحد لكل 32 من عدد السكان، في حين يضم موقع إسرائيل 90 ألفاً، أي حوالي واحد لكل 70 بينما يضم موقع مصر 180 ألفاً، أي حوالي واحد لكل 437 من المقيمين فيها.

* المبحث الثالث : الفيس بوك والخصوصية

وجدت بعض دول العالم أن موقع الفيس بوك يخالف شروط الخصوصية التي تنص عليها بعض دول العالم، بسبب أن الموقع يحتفظ بالمعلومات الخاصة للأعضاء بشكل دائم.

ففي كندا قامت مفاوضات بين موقع الفيس بوك والمفوضية الكندية المخولة بضمان خصوصية الأفراد وافق ” الفيس بوك ” على إدخال تعديلات على نظام الخصوصية الخاص به.

ووضع “المركز الكندي لسياسات الانترنت والصالح العام” قائمة باثنتين وعشرين حالة خرق لقانون الخصوصية في البلاد، وذلك بعد إجراء دراسة قام بها طلبة في المركز.

وقالت فيليبا لوسون مديرة المركز لأحد وسائل الإعلام أن للفيس بوك سبعة ملايين مستخدم في كندا ولذا فلا بد أن تكون جاهزة للمساءلة.

وفحوى الاتهامات في الشكوى التي تقدم بها المركز الكندي إلى مكتب مسؤول الخصوصية في كندا هو أن الموقع يحمع معلومات حساسة عن مستخدميه ويوزعها بدون إذن أصحابها.

كما يتهم الموقع بأنه لا ينبه مستخدميه إلى كيفية استخدام هذه المعلومات، ولا يزيل بشكل صحيح المعلومات المتوفرة عن أشخاص بعد إغلاق حسابات أصحابها.

وحول استهداف فيس بوك بذاته تقول لوسون إن الموقع هو اكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية في كندا، كما أنه مفضل لدى المراهقين والمراهقات الذين قد لا يقدرون المخاطر التي ينطوي عليها وضع المعلومات الشخصية عنهم على شبكة الانترنت.

ورد فيس بوك على هذه الاتهامات بالقول إنه يفخر بموقعه الرائد بين أمثاله في وضع الضوابط التي تحكم المعلومات الشخصية، وإنه يعتقد بأن هذا هو السبب الذي يجعله يستحوذ على 40% من نسبة مستخدمي المواقع الاجتماعية.

غير أن هارلي فنكلشتاين الطالب في المركز والذي يستخدم فيس بوك منذ ثلاثة أعوام يشير إلى ما يعتقده نقاط ضعف في سياسة الموقع، “فحتى لو اخترت أقصى السرية فإن المعلومات عنك ستتسرب بصورة واسعة لو اختار أصدقاؤك مستوى أدنى من السرية”.

وتقول ليزا فينبيرج وهي طالبة حقوق شاركت في إجراء الدراسة إن فيس بوك ليس موقعا اجتماعيا فحسب بل وتجاريا أيضا، لتضمنه الإعلانات على سبيل المثال، وبالتالي تتسرب المعلومات إلى شركات الإعلانات.

وتشير مديرة المركز الكندي إلى أن السبب الوحيد للتركيز على فيس بوك فقط هو عدم توفر الوقت والإمكانيات لبحث غيره.

وتشير إلى أنها تعتزم إجراء دراسة على موقع “ماي سبيس” بنهاية العام الحالي.

كما أثار موقع الفيس بوك الفزع خوفا من انتحال شخصيات مستخدميه، بعد أن نشر الموقع معلومات سرية عن مستخدميه، فقد أقدم الموقع على ارتكاب خطأ فادح من خلال تعميده اختراق خصوصية الأعضاء، وذلك من خلال نشر تواريخ ميلاد 80 مليون مستخدم للموقع حتى ولو كان المستخدمون قد طلبوا المحافظة على سرية بياناتهم.

وكما يعرف أن موقع الفيس بوك يقوم بإمكانية عرض ونشر، تواريخ الميلاد، والجنس، والموقع والبلد التي تراسل منها، كما يمكن نشر أرقام الهواتف، وأماكن التواجد، والعمل، والتعليم، وغيرها من المعلومات الشخصية.

ويعد موقع الفيس بوك واحدا من أكثر المواقع تطورا ونموا وأكثرها شعبية على الإنترنت. حيث إن هذا الموقع يسمح للأشخاص بإنشاء صفحات خاصة بهم ثم يقومون بتبادل الصور والأخبار والدردشة مع الأصدقاء والمجموعات المختلفة والتعرف إلى بعضهم البعض.

• ” البيانات الشخصية في Facebook عرضة للسرقة “

هذا هو ما اكتشفه برنامج بي بي سي “كليك” التلفزيوني حول الموقع الذي يستخدمه الملايين حول العالم يوميا.

وتتيح شبكة Facebook لمستخدميها إضافة مجموعة من التطبيقات إلى مواقعهم الشخصية. لكن بعض هذه التطبيقات تطلع على البيانات الشخصية للمستخدم وحينها يكون من المحتمل أن تتم سرقتها.

وتقول شبكة Facebook إنه يجب على مستخدميها الحذر عند إضافة أي تطبيق لمواقعهم الشخصية داخل الشبكة.

وتتيح شبكة Facebook لمستخدميها أن يطلعوا أصدقاءهم على صورهم الشخصية وأن يشاركوهم الألعاب والأسئلة.

لكن ما اكتشفناه هو أن هناك وسيلة لسرقة البيانات الشخصية لأي مستخدم للشبكة وذلك بعد أن اخترعنا شخصية تدعى بوب سميث واحتفظنا بكل بيانات هذه الشخصية على شبكة Facebook واخترنا مستوى الحماية الأقصى لهذه البيانات والتي تمنع أصدقاء بوب من الاطلاع عليها.

وبينما لم نستطع أن نحصل على كل بيانات بوب إلا أننا استطعنا أن نعرف اسمه ومدينته ومدرسته وهواياته وأن نطلع أيضا على صوره الشخصية وهو ما يسمح لنا عمليا بانتحال هويته بسهولة.

إذا كيف استطعنا فعل ذلك؟

باستخدام مجموعة من الكمبيوترات المحمولة ومبرمج يدعى بيت استطعنا أن نبرمج تطبيقا لمستخدمي شبكة Facebook من أجل أن يضيفوه على مواقعهم الشخصية.

أحد الأسباب التي تجعل شبكة Facebook مرغوبة من قبل الملايين حول العالم هو إتاحتها لمستخدميها أن يضيفوا عددا كبيرا من التطبيقات إلى المواقع الشخصية الخاصة بهم وأن يتشاركوا فيها أيضا.

ومجرد أن تضيف تطبيقا لموقعك الشخصي على شبكة Facebook فإن أصدقائك مدعون أيضا لاستخدام هذا التطبيق.

* المبحث الرابع : الفيس بوك والحب

وتعتبر قصص الحب في موقع الفيس بوك حياة يومية بين الأعضاء في الموقع.

حيث كشفت إحصائية صادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء عن ان مصر شهدت أكثر من 75 ألف حالة طلاق خلال عامي 2006-2007ن لكن المفاجأة التي فجرتها الإحصائية أن 45 ألف حالة من حالات الطلاق كانت بسبب الإنترنت وخاصة موقع الفيس بوك.

وقد وقعت هذه الحالات خلال العامين حيث ينشغل احد الزوجين عن الآخر ويصاحب الإنترنت فضلا عن تعد حالات الخيانة الزوجية في العالم من خلال شبكة الإنترنت.

وقد أكدت دراسة قامت بها الدكتورة زينب حسن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن 68% من حالات الطلاق نتجت بسبب تفضيل احد الزوجين للكمبيوتر على زوجه أو زوجته.

* المبحث الخامس : الفيس بوك الألعاب والتسلية

يعترف عدد من الطلبة التقتهم أحد وكالات الأنباء العربية أن موقع الفيس بوك أسهم في انتشار لعبة ” البوكر ” بين الشباب والفتيات، بسبب انتشارها بين صفحاته ومكوث الأوقات الطويلة للعبها.

ومن الظواهر الجديدة التي ارتبطت بالفيس بوك هو استغلال هذا الموقع في عالم السياسة، والذي بدأ بصورة جلية في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2008م.

فقد تحول السباق إلى لعبة على الإنترنت، يسخر خلالها مواقع ومنها الفيس بوك والياهو من الاتهامات المتبادلة التي شنها كل مرشح على الآخر، وذلك باستخدام بعض الألعاب الالكترونية عن طريق موقع الفيس بوك تقوم على ضرورة إخفاء المؤيد لكل مرشح لمجموعة من الفضائح التي طاردت رئيسة المنتظر في سعيه للوصول إلى البيت الابيض.

وتقوم اللعبة التي نشرها موقع الفيس بوك حول وجود بعض الأشياء التي يخشى المرشح الرئاسي كشفها على يد وسائل الإعلام، وتكون سببا في فضيحته أمام الرأي العام.

مقالات ذات صلة