أخبار الجاليات العربية

كتبت || اختكم رسمية عبد المجيد – لوس انجلوس ٢٠١٧-٣-١٠

 

الأخ عبد خطار المحترم،

مشكور انك تعرض لنا على صفحتك صور مخيمنا واهله وأخباره. الرجاء الا تكتفي بالصور والأخبار،بل اكتب على صفحتك عن جيلنا ومن سبقنا من اجيال، اكتب عن جيل الزمن الجميل، كيف نشأنا، كيف تربينا، كيف كانت علاقتنا بالاخر، علاقاتنا الانسانية والاجتماعية، والسياسية والدينية…

اكتب لشبابنا اليوم عن جيل الامس كيف نشا وترعرع، اسألهم ان يذهبوا الى آبائهم وأجدادهم ليتعرفوا على دستورهم في الحياة التي عاشوها، انه الدستور الذي عاشوه ولم يكتبوه، دستور بنوده الصدق، المحبة، العيش المشترك ، احترام الاخر وذكريات عن فلسطين يسردونها لنا املين ان نستردها لهم يوما …

اكتب كيف عشنا في زمن كان الجار للجار، والصديق للصديق،والأخ للأخ ، جارا وصديقا واخا نتشارك وإياه الخبز والملح، و الكنزة الصوفية التي حاكتها أناملنا ونسجنا بين طيات خيطانها محبتنا وعاطفتنا ومشاعرنا الصادقة نحوه، كما نشاركه الحلم والفرح، والحزن والالم…

هل نقول كنا بعقلية واحدة؟ هل كنا بفكر واحد ؟ لا لم نكن كذلك ولن نكون ، الذي كناه اننا عشنا افرادا وجماعات تجمعنا الأخلاق العالية، واحترام الاخر، وتقدير الجار حتى الف جار… اكتب اننا كنا نصلي ونصوم ونزين صلاتنا وصيامنا بالمعاملة الحسنة، والدعاء الصادق ..

اكتب نحن جيل تبادلنا رسائل المحبة والاخوة ولم نتبادل رسائل الكراهية والحقد والخوف …

اكتب ان العيش المشترك لم تكن عبارة فارغة، بل كانت نمط حياة عشناه حقا قولا وفعلا …

اكتب عن بيوتنا التي كان نصفها حجر ونصفها الاخر شجر يعبق برائحة الزهر والفل والياسمين، كما نفوس أصحابها …

اكتب عن الأندية الرياضية التي كانت حاضنة لشبابنا وكيف كانوا يعيشون الروح الرياضية قولا وفعلا …

اكتب عن المسيرات الشعبية التي كانت تجمع اهلنا وشعارها فقط بالروح بالدم نفديك يافلسطين، ولشبابنا الذين استشهدوا في سبيل الله والوطن، بالروح بالدم نفديك يا شهيد …

امضيت سنوات طويلة اعمل في مؤسسة الشهيد غسان كنفاني، سنوات ناضلنا فيها لنربي جيلا محبا ومسؤولا. كنا نقول لاطفالنا بلدنا فلسطين سلبت من اجدادنا، سلبها العدو، ونحن وانتم سنستردها. فقط كان لنا ولاطفالنا عدو واحد لا غير …

عملت مع جميع فصائل وفئات شعبنا، الذي كان يجمعنا هو هدف واحد، كيف نخدم اهلنا، وكيف نوصل قضيتنا للعالم ، كنا نعمل من اجل فلسطين ولفلسطين فقط …

اين نحن الان من كل هذا؟ نمشي بين ازقة مخيمنا لا نرى الا الوجوه العابسة، ماذا تخبئ في داخلها؟ لا ندري. وكأننا نقف على شفير هاوية، او فوهة بركان، لماذا؟ وماذا حصل لنا؟ لا ندري. والله نحزن كل الحزن لما آلت اليه اوضاع مخيمنا، تركناه وغادرنا، ولكن ما زالت ذكرياته محفورة في ذاكرتنا، هناك بيتنا، حارتنا، رفاقنا،مدرستنا،كل زاوية فيه مطبوعة في قلوبنا…

الرجاء الا تعبثوا بما تركنا، اتركوا لنا ذكرياتنا، لا تدمروها ولا تمحوها…

نريد لمخيمنا الأمن والامان رحمة بشيوخنا ورأفة بأطفالنا…

اكتب وليكتب كل إنسان

تجربته عن ذاك الزمن من حياتنا، اكتبوا تجاربكم مع الجار والأخ والصديق وحتى العدو… اكتبوا علنا نستعيد ولو ذرة من اخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا وتربينا عليها…

كفى عبثا بأمن اهلنا، يكفي ما عانوا ويعانون…

الهي انت خير حافظ وانت الرحمن الرحيم . احم واحفظ مخيمنا واهلنا وابناءنا والجميع…

رسمية لوس انجلوس ٢٠١٧/٣/١٠

الأخ عبد كتبتها في لحظة حزن على اوضاع مخيمنا العزيز على قلوبنا جميعا ولم اجد سو صفحتك لنشرها لانها صفحة مقروءة من الجميع علنا نساهم ولو بالكلمة عن مشاعرنا نحو اهلنا هناك .

اختكم رسمية عبد المجيد

مقالات ذات صلة