المقالات

الدولة الاسلامية والجيل الثالث

الدولة الاسلامية والجيل الثالث

الكاتب والاعلامي ….. عماد العيسى

افكار وعقائد اسلامية متعددة ظهرت منذ بداية ظهور الاسلام حتى اليوم , لا تعد ولا تحصى ولكن الفكر الذي يحمله تنظيم القاعدة له خصوصية في هذا الزمن , وخاصة ان هناك أجيال ومراحل ثلاثة حتى اليوم ظهرت في العصر الحديث او بالأحرى ( الحالي ) يملكون ذلك الفكر .

الجيل الأول حمله المؤسس الشيخ عبد الله عزام والشيخ اسامة بن لادن وأيمن الظواهري والرعيل الافغاني .

الجيل الثاني حمل لوائه ابو مصعب الزرقاوي و ابي حمزة المهاجر و أبو محمد المقدسي والرعيل العراقي .

الجيل الثالث هو جيل ابو بكر البغدادي والدولة الاسلامية للعراق والشام ( داعش ) .

الجيل الاول:

الجيل الاول للقاعدة أو تنظيم القاعدة منظمة وحركة اممية سنية إسلامية , تأسست ما بين آب1988 وأوائل 1990, سبق التأسيس افتتاح مكتب للخدمات الجهادية في بيشاور سنة 1984 على يد الشيخين عبد الله عزام واسامة بن لادن , تدعو إلى الجهاد الدولي بعد النصر الساحق في افغانستان , وبعد التأصيل الحديث ان صح التعبير لمفهوم الجهاد على ما يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية قررت استخدام ورقة القاعدة لأيجاد عدو جديد في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي , لذلك صدرت الاومر وهاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في دول عديدة , أبرزها هجمات 11 ايلول 2001, تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن حرب ما اطلق عليها “حربٍ على الإرهاب”, من ابرز زعماء ذلك الجيل الشيخ المؤسس عبد الله عزام والشيخ المؤسس اسامة بن لادن والملا محمد عمر, وأيمن الظواهري , و أبو أيوب العراقي , وأبو حمزة المهاجر , يجب الاشارة الى ان افكار وكتابات المفكر الإسلامي سيد قطب , كانت بمثابة حجر الاساس لفكر القاعدة , على سبيل المثال سيد قطب قال ( إنه بسبب عدم تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي, فإنه لم يعد إسلاميًا, وعاد إلى الجاهلية, ولكي يعود الإسلام, فالمسلمون بحاجة لإقامة “دولة إسلامية حقيقية” مع تطبيق الشريعة الإسلامية , وتخليص العالم الإسلامي من أي تأثيرات لغير المسلمين, مثل مفاهيم مثل الاشتراكية أو القومية ) , هنا يتضح تحقيق الهدف المركزي للولايات المتحدة الامريكية من كل ذلك , وهو الدخول العسكري الى افغانستان بمعنى الاحتلال المبرر دوليآ تحت حجة مكافحة الارهاب وبناء القواعد العسكرية الاساسية على الحدود مع موسكو , وايضآ الحدود مع الجمهورية الايرانية الاسلامية كأهداف مركزية .

الجيل الثاني :

عند بدء الحرب الأمريكية على العراق , وجهت تلك القوات ضربات جوية موجعة للجماعات الجهادية في شمال العراق والتي لجأ إليها أفراد تنظيم القاعدة ,وظهر اسم جماعة أنصار الإسلام الذين نجحوا في التسلل إلى بغداد والمدن السنية العراقية , وعلى رأس هؤلاء , جماعة جند الشام التي كان يقودها آنذاك أبو مصعب الزرقاوي , والذي حولها الزرقاوي بعد ذلك الى ( جماعة التوحيد والجهاد ) , بتاريخ 26122004 م أعلن الزرقاوي عن بيعته لإبن لادن في بيان نشر على شبكة الانترنت , ثم جاءت رسالة أسامة بن لادن الصوتية بنفس التاريخ 26122004م لتؤكد قبول إنظمام أبو مصعب الزرقاوي إلى تنظيم القاعدة ,وجاء فيها ( إننا في تنظيم القاعدة نرحب باتحادهم معنا ترحيبا كبيرا وهذه خطوة عظيمة في طريق توحيد جهود المجاهدين لإقامة دولة الحق وإزهاق دولة الباطل ) , وإعلن إبن لادن عن تنصيب الزرقاوي أميرا على “تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين” حيث قال : “للعلم ان الأخ المجاهد أبومصعب الزرقاوي هو أمير “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين” وعلى الإخوة في الجماعة هناك أن يسمعوا له ويطيعوه بالمعروف”

وبذلك أصبح وجود القاعدة في بلاد الرافدين حقيقة وليس وهمآ , هنا تجدر الاشارة الى ان القاعدة في بلاد الرافدين لم تجابه الغزو الامريكي للعراق من خلال فتوى كبير منظريهم ألا وهو “أبو محمد المقدسي” ,والمعنونة “إلى متى يبقى شباب الإسلام وقودا لمعارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل” , يمكن مراجعة الفتوى (http://www.tawhed.ws/r?i=tmvyifie ) , اذآ ألهدف المركزي لوجود القاعدة في العراق اتضح من خلال ما جرى من عرقنة لذلك البلد , ومن خلال مذهبة الوضع الديني بشكل لم يسبق له مثيل , فالذبح والتفجيرات والقتل بكل انواعه وصل الى الهدف الذي رسم له اضافة الى الهدف المركزي وهو دخول الجيش الامريكي الى العراق وتحديدآ الحدود مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية , مع وجوب تقديم الشكر الجزيل للمخطط المركزي الا وهو الولايات المتحدة الامريكية ومن وراءها دولة الكيان الاسرائيلي

الجيل الثالث :

بعد تحقيق الاهداف الامريكية من خلال الجيل الاول والثاني في افغانستان والعراق , كان لا بد من ايجاد وخلق البعبع الآخر ( الجيل الثالث ) للأستكمال الاهداف المركزيه وهذه المرة سوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين بشكل اساسي , اضافة الى بعض الاهداف الاخرى ان كانت اقتصادية او سياسية او امنية, لذلك تم خلق مايسمى ,”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)

بعد مقتل الزرقاوي ,جرى انتخاب ابي حمزة المهاجر زعيما جديدآ خلفآ للزرقاوي , وبعد فترة لا تتعدى الشهور ,تم الاعلان عن تشكيل دولة العراق الاسلامية بزعامة ابي عمر البغدادي , من الملفت ان القوات الامريكية وفي سنة 2010 قتلت ابي عمر البغدادي ,وابي حمزة المهاجر بشكل مباشر لغايه مركزية اتضحت فيما بعد ,وهي تعيين خليفة جديد وهذا هو لب الموضوع لذلك نرى انه وبعد عشرة ايام فقط من مقتل ابي عمر البغدادي وابي حمزة المهاجر انعقد وبشكل سريع مجلس شورى الدولة الاسلامية ليتم اختيار الخليفة الجديد وهو ,,,,,, (ابي بكر البغداداي ) بتاريخ 9- نيسان من سنة 2011 اعلن البغدادي ان جبهة النصرة في سوريا هي امتداد لدولة العراق الاسلامية, وبنفس الوقت تم الغاء اسمي “جبهة النصرة” و”دولة العراق الاسلامية” ودمجها تحت اسم واحد وهو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” ( داعش ) , ولكن وبطبيعة الحال فأن جبهة النصرة في سوريا رفضت الاوامر الصادرة من البغدادي للالتحاق بذلك الكيان الجديد, ومن الواضح ايضآ ان ما جرى من خلاف هو فقط نتيجة الخلافات بين الظواهري الجيل الاول للقاعدة والبغدادي الجيل الثالث , وهي خلافات لها علاقة بمراكز القوى واصدار الاوامر وقدرة لتحكم وخاصة ان الظواهري يعرف وبعد تجارب وخبرات ان جيله اصبح خارج الحسابات الامريكية والدولية , وهنا تجدر الاشا رة الى ان “الدولة الاسلامية” لم تعلن ولاءها لزعيم “القاعدة” ايمن الظواهري الذي سمى “جبهة النصرة” الجناح الرسمي للتنظيم في سوريا, ومن المعلوم وهذا من باب التذكير , ان لـ”داعش” نفس العقيدة الجهادية التي لـ”القاعدة”.

اذآ اصبح من الواضح ان الاهداف المركزيه للجيل الثالث بدء تنفيذه ما بين سوريا والعراق , وذلك من خلال احتلال المنطقة الجغرافية المطلوبة ما بين الرقة في شمال سوريآ امتدادآ على الحدود التركية مرورآ بالحدود العراقية السورية وصولآ الى العراق والمنطقة المحددة ضمن ذلك لمخطط , وبألتالي تمت السيطرة على المنطقة الجغرافية الواصلة ما بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله المقاوم وبطبيعة الحال مع سوريا وهي هدف مركزي من كل ذلك ايضآ , بمعنى قطع صلة الوصل الجغرافية لوصول العتاد والسلاح من ايران الى المقاومة في لبنان .

اعتقد ان الدور المنوط بداعش وصل الى مبتغاه والآن بدأت مرحلة السقوط وانهاء تلك الدولة المخترعة , فالوجود الامريكي والغربي بشكل عام على الارض وفي الجو وبتفويض دولي من خلال الامم المتحدة ليس بحاجة اليوم لداعش الا لسبب واحد ,وهو ان وجود هذه الدولة هو بحد ذاته السبب والحجة الرئيسية لبقاء الغربي في تلك المنطقة لسنوات وسنوات ان استطاع ضمن المخطط المرسوم , وبذلك تكون الاجيال الثلاثة ساهمت بشكل اساسي بمحاصرة الجمهورية الاسلامية الايرانية بوجود القوات الامريكية في افغانستان ) الحدود مع ايران ) , وهذا تكفل به الجيل الاول , ( والحدود مع ايران في العراق والكويت وباقي دول الخليج ) , الجيل الثاني , وقطع التواصل الجغرافي بين لبنان وسوريا مع ايران , وبنفس الوقت وجود القوات الامريكية في تلك المنطقة الرهيبة بين ايران وتركيا والعراق وسوريا والدولة الكردية وما ادراك ما الدولة الكردية , فيكفي التنسيق الغير مسبوق بين تلك الدولة ( الكردية ) والعدوالصهيوني ووجود اكبر المعسكرات الصهيونيه فيها , ولكن وحتى اكون عادلآ يجب التوضيح ان القاعدة ليست صناعة امريكية خالصة مئة بالمئة ولكن , التقت المصالح المشتركة بينهما في كثير من المواقع اضافة الى الاختراق الامني الاستخباراتي الواضح للقاعدة من قبل الامريكي او حتى الاسرائيلي ,

الكاتب والاعلامي ….. عماد العيسى… imadissa002@hotmail.com

مقالات ذات صلة