المقالات

موقف لا بد منه لكم سلطتكم ولنا وطننا وكرامتنا

موقف لا بد منه لكم سلطتكم ولنا وطننا وكرامتنا

بقلم رائف حسين

احداً لم يكن يتوقع ان الفريق الفلسطيني المفاوض, بعد ان تبين افلاسه منذ سنوات وابتعاده عن الشعب ومصالح الوطن بُعد النجوم عن الارض, ان يأتي بما يفرج به القلب. لا بل ان كل طفل فلسطيني كان ينتظر التنارل القادم من هذا الفريق كأمر مفرغ منه… هكذا عودنا هؤلاء منذ عشرون عام. تنارل تلو الاخر…

ما كشفت عنه قناة الجزيرة من خفايا الامور, حتى ولو كان معظم ما كشف عنه من وثائق للمحادثات وتطمينات للجانب الاسرأئيلي تلفيف ودجل, كما يدعي رجال السلطة وفريقها المفاوض, فأنه, ان بقيت متواضع بوصفي, البيع بالمزاد العلني لقضية شعبنا العادلة وتصفية مصالحة الوطنية.

الادعاءات بأن من يقف وراء هذا كله هي الحكومة القطرية وذلك لاسباب سياسية لا يهم الشعب, كما لا يهمه “العمل البطولي” الذي يدعي بانه كشف هوية الموظفين الذين عملا في مكتب “كبير ألمفاوضين” وسربا المعلومات للجزيرة… كل هذا لا يهم شعبنا الفلسطيني, ما يهمه هو الحقيقة التي جميعنا ما شكك بوجودها وخاف ان ينطق بها علناً: حقيقة بأن الوطن والقضية تباعا مِن مَن يدعوا قيادة الوطن!!!!

يدعي “كبير ألمفاوضون” بأن السلطة تملك الوثائق الصحيحة وأن ما نشرتة قناة العدو “الجزيرة” هو كذب… فاهلاً بالحقيقة … اين هي ولماذا لم تنشر بعد؟؟ ولماذا أخبئت عن الشعب؟ انا اعرف بأنكم لا تأمنون بقوة شعبكم… لكن ان تنكروا علينا القدرة على فهم المكتوب وتحليل المسموع فهو دلالة على استخفافكم بعقل البشر وتعاليكم على شعبكم….

يدعي فريق بيع الوطن بالجملة ان الحكومات العربية اطلعت على كل صغيرة وكل كبيرة دارت في ازقة المفاوضات ولم تخفي شئ عنهم!!!! بغض النظر عما كان قصدهم من هذا الكلام… ان كانوا يعنون بأن ما اتت به الجزيرة كان معروف لكل زعماء العرب! ام ان كان قصدهم بأن المعلومات المنشورة غير صحيحة والصح ما تم ايصاله الى الزعماء العرب.. أسألكم بأسم الرب الذين تصلون وتصومون اليه: متى اردتم اطلاع الشعب الفلسطيني على الحقيقة؟؟؟؟؟؟ متى اردتم ان تقولوا له عماذا تفاوضون منذ عشرون عام؟؟؟؟ اسألكم اليس من حق لمؤسسات الشعب _ مكتب تنفيذي, مجلس مركزي, مجلس وطني_ ايضاً ان تطلع على الحقيقة مثلها مثل زعماء العرب؟؟؟؟؟؟

اخوتي واخواتي ابناء شعبي يخطأ من يظن منكم بأن هؤلاء الختاير غير قادرين على ادارة المفاوضات مع المحتل لاسباب لغوية او تقنية او…. يخطأ من يظن بأن لا حول لنا ولا قوة ومصيرنا مكتوب وعدونا اقوى مننا…كما يتعدوي هؤلاء الذين تعبوا… لا اخوتي لا والف لا………. هؤلاء يدركون تماماً ما يقومون به, لا بل انهم يومنون ايماناً بما يقومون به.. بكل صراحة وبكل بساطة هذه هي اجندتهم السياسية وهذه هي مبادئهم.. لا اكثر ولا اقل. هم لا يؤمنون بالمقاومة, حتى الشعبية منها, وهم لا يؤمنون بقوة شعبنا على الصمود.. ولا والف لا… ايمانهم “ونضالهم” فقط تكديس المال وبناء الفيلات على حساب الشعب المسكين…

يا مفاوضين يا من رسمت انفسكم قادة لنا دون ان تسألونا اقول لكم بصراحة الفلاحين, وكرامة المهجرين ونبرة الحريصون على مصالح الوطن ان:

من يتلهف من محادثات الى محادثات والمحتل ينهب الارض شبراً بعد شبر وتحت انظاركم…

من يترك الفساد والفاسقين ومصاصي دماء الشعب سنوات دون سؤال واستجواب

من يتفنن في بناء اجهزة امن السلطة (لاحظ امن السلطة, لا امن الدولة او امن الشعب!!) ويصرف مئات الملايين على اجهزة تنسيق الامن مع المحتل وتعذيب السجناء وارهاب الشعب

من يسلب حق الشعب بانتخابات حرة نزيهة ديمقراطية لا لشيء الا لارضاء الحاكم بامر الله في فلسطين _الجنرال دايتون

من ينكر عن الشعب حقه بالاطلاع عما يدور حول مصيره ومستقبل ابناءه

من يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الوطن والشعب……

من يعمل هذا ايها القادة لا يدوم… والشعب لا ينسى ولا يرحم… انظروا الى تونس وبن علي.. انظروا الى مصر ومبارك…. راقبوا الاردن والجزائر وعينكم على الخليج وحكامه ولا تنسوا انفسكم قبل ان يفوت الاوان…. وذكروا ان نفعت الذكرى….

* مدير معهد الدراسات الاستراتيجية للشرق الاوسط – هانوفر/ المانيا

مقالات ذات صلة