المقالات

سوريا على خطى العراق في جامعة الذل العربية

انه الخريف العربي حقا حيث ان الدولة التي انطلقت منها الجماهير العربية ثائرة في وجه حكامها وهي تونس أول دولة تقيم مؤتمرا لأعداء سوريا وتقطع العلاقات الديبلوماسية معها في تناقض واضح مع رغبة الجماهير المنتفضة فيما مئات من الشباب التونسي يُغرر بهم وتغسل ادمغتهم للذهاب الى سوريا المقاومة للمشروع الصهيوني بحجة الجهاد هناك، بينما فلسطين على مرمى حجر منهم لا يجاهدون فيها رغم ان الدماء تسيل في سوريا أنهارا· بحيث أقدمت الحكومة المنتخبة وحكومة ما بعد الثورة على اجراء يتعارض ومقتضيات المنطق السياسي والحكمة التي من المفروض أن تتعامل بها الديبلوماسية التونسية بحيث ان مكانة تونس بعد ثورتها أصبحت مرموقة وشعبها محترم من كل شعوب العالم فكيف تاتي خطوة الحكومة التونسية الخارجة عن المألوف وعن السياق العام الذي يجب أن تسير فيه بلادنا فهل ان سوريا تأوي هاربين من النظام السابق أو ناهبي أموال الشعب التونسي أو اتخذت السلطات السورية موقفا ما تهين فيه تونس وشعبها حتى تبرر الحكومة ما أقدمت عليه شيىء من هذا لم يحصل على الاطلاق .

واذكر ان هذه الجامعة ذاتها كانت قد قبلت الحكومة العراقية التي نصبها الاحتلال الامريكي على العراق وسلمتها مقعد العراق بديلا عن رجال المقاومة الوطنية الابطال وهم فعلا الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ولكن وحيث ان هذه الجامعة تمثل الحكام العرب الذين تحكمهم الولايات المتحدة الامريكية والصهاينة بالروموت كنترول فلا قدرة لهم على اتخاذ موقف وطني او قومي ينسجم مع المصالح العليا للامة العربية.

كما ان هذه الجامعة كانت قد شرعت التدحل الامريكي في العراق منذ 1990 في مؤتمر القاهرة وبالتالي ومنذ ذلك التاريخ الذي دشنت فيه الجامعة العربية العودة الى القهرة حيث نظام مبارك المخلوع وجوقة التامر الخليجي وخاصة قظر والسعودية حيث أصبح التآمر علنا وبشكل مفضوح وعبر قنوات التطبيع والخيانة للامة العربية دون خجل أو حياء فقد انكشف المستور

لذا فان هذه الجامعة اصبحت تباع وتشترى في مزادات البازارات السياسية وهي كأي سلعة تباع في السوق قد فقدت قيمتها ومكانتها كأداة للحد الأدنى من التضامن العربي الى وصولها الى ذروة الحد الأعلى من التآمر على الامة العربية بشكل مفضوح بحيث ان الذين سلمتهم مقعد الجامعة العربية ليسوا الا ادوات بيد اللوبي الصهيوني والامريكي وقوى الردة العربية التي تدعمهم بكل الامكانيات لتدمير سوريا وتخريبها ضمانا لأمن الكيان الصهيوني وتفتيتا للأمة العربية ومنعا لاستكمال ثوراتها حتى تصل الى ما تريده هذه الشعوب وحرفها عن مسارها الصحيح الى ما يخدم القوى المعادية

دعا مجلس وزراء خارجية دول الجامعة العربية المعارضة السورية لشغل مقعد سوريا في الجامعة شريطة تشكيلها مجلسا تنفيذا ممثلا لها، في ما يعد اعترافا بأن المعارضة هي الممثل الشرعي والوحيد لسوريا.

وأبلغ نبيل العربي الأمين لعام لجامعة الدول العربية الائتلاف الوطني السوري المعارض بقرار المجلس يوم الأربعاء في القاهرة كأن هذا المجلس المدعوم غربيا ونفطيا عربيا منظمة تحرير ونظام دمشق احتلال صهيوني يا لغرابة المواقف تنقلب المفاهيم رأسا على عقب في ظل سيطرة ملوك وحكام عرب وصل بهم الجهل الى حد ان الكثير منهم لا يكاد يقرأ نصا مكتوبا باللغة العربية وبالبنط العريض ومشكولا ومع ذلك لا وجود لاحترام قواعد اللغة فكيف سيحترمون القواعد الأساسية للتعامل الأخلاقي مع امتهم ومصالحها العليا بل ان المصالح الأمريكية والصهيونية في المقام الأول.

وكانت جامعة الدول العربية قد علّقت عضوية سوريا عام 2011 إثر عدم التزام حكومة الرئيس بشار الأسد بخطة السلام العربية كما زعمت قطر التي لا تكاد ترى الا بالمجهر ولكنها انتفخت كالهر الذي يحاكي صولة الاسد بما وفرته لها جزيرتها المطبع اساسا مع الكيان الصهيوني .

ووفقا لقرار الجامعة، دعي الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى “تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة في 26 و27 مارس / اذار “.

وأضاف القرار أن الائتلاف المعارض سيشغل مقعد سوريا ” إلى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها لكن السؤال المطروح لماذا المكيال بمكيالين في عمل هذه الجامعة و هل كل الدول العربية فيها نظام انتخابي وديمقراطية حتى يتم التعامل مع سوريا بهذه الطريقة لماذا لاتطالب الجامعة العربية كل الدول بالديمقراطية والانتخابات واحترام حقوق الانسان لماذا لا تطرد الدول التي تسمح باقامة قواعد اجنبية تنطلق منها لتدمير العراق وقتل المدنيين في اليمن بالطائرات دون طيار “.

وتحفظ العراق والجزائر على القرار فيما امتنع لبنان عن التصويت عليه.

كما اتفق وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي على أن الدول العربية حرة في تقديم العون العسكري للمعارضة المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية السورية ولكن لماذا لم يسارعوا بتقديم العون المادي والتليحي لقوى المقاومة في فلسطين وما يزالون يحتفظون بمبادرة السلام العربية التي لم ينظر اليها الصهاينة احتقارا لشات الحكام العرب بحكم عزلتهم عن شعوبهم التي لم تختارهم للقيادة.

وكانت الجامعة العربية حتى الآن ترى أن تكون المساعدات للمعارضة السورية إنسانية ودبلوماسية فقط وبناء عليه فان جامعة الذل العربية بقراراتها الغبية تسير بسوريا نحو مصير العراق الذي دمر ودفع العرب جميعا ثمن دماره وكذلك سيفعلون بسوريا وسيدغعون الثمن باهظا جدا .

بقلم الناصر خشيني

مقالات ذات صلة