الشتات الفلسطيني

إخلاء عين الحلوة يتبلور.. ما هو الثمن؟

وصل الطلب إلى الأمن العامّ رسمياً فجر الأحد

عدد المطلوبين في مخيّم عين الحلوة يقارب الـ400 شخص أبرزهم موجود ضمن لائحةٍ تضمّ 120 اسماً

عصبة الأنصار تُروّج أفكاراً للحلّ والأمن العامّ ينتظر بلورة رؤية

27 إرهابياً من المطلوبين الخطيرين مستعدون للرحيل

“ليبانون ديبايت”

فجر السبت – الأحد، وبينما كان الأمن العامّ يخوضُ غِمارَ التفاوض بين حزب الله وجبهة النصرة بغيةَ إخلاءِ الجرود اللّبنانيّة، وصلته رسالة من وسيطٍ مفاوضٍ عن “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً)، يبلّغه فيها بمطلبٍ يتعلّق بـ”الجهاديين” الموجودين في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، تحديداً من الذين يدورون في فلك تنظيم القاعدة، وإمكانيّة شملهم بالاتّفاق.

تُشيرُ المعلومات التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، إلى أنّ مطلب “النصرة” هذا، أتى استثماراً للأسرى الثلاثة من حزب الله الذين ضلّوا طريقهم ليل الأربعاء – الخميس ووصلوا إلى جيب النصرة. وخلافاً لما جرى الحديث عنه من أنّ “الأمن العامّ” وافق على التفاوض، تُشيرُ معلومات خاصّة لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ المديريّة اعتبرت أن هذا الملفّ غير مشمولٍ بالمفاوضات الحالية، وهو مرتبط بملفٍّ سيلي الانتهاء من إخراج النصرة”.

ومع تسريب هذه الأفكار، انقسم الجانب اللّبنانيّ إلى محورين اثنين، واحدٌ يرفض إخراجهم ضمن صفقة ومن خلال معبر آمن وتفضيله محاسبتهم على ما ارتكبوه، وآخر نادى بإخراجهم تخفيفاً من الأعباء اللّبنانيّة المترتّبة على وجودهم بغية إراحة المخيّم.

وفاقاً لوجهة نظر الطرف الثاني، فإنّ بقاءهم في المخيّم هو تمديد للأزمة الناشئة بسببهم، وسيترك لهم المجال مفتوحاً في التحضير لمخطّطاتٍ ذات بعدٍ أمنيّ، وتستهدف الداخل اللّبنانيّ، وبالتالي ثمّة مصلحة في إخراجهم. لكن دون ذلك عقبات تقنية – لوجستية تحول دون خروجهم، أساسها وأوّلها ضرورة ترتيب أيّ صفقةٍ مع الجانب السوريّ الذي ربّما لا يفضّل الإتيان بمزيدٍ من الإرهابيين من الخارج وجزّهم في إدلب، أو أن يقبل شمل الصفقات بغيرِ سوريا، كونه قَبِلَ بمبدأ “الترحيل” كشرطٍ لإراحة المناطق السورية وليس غيرها.

في غضون ذلك عَلِمَ “ليبانون ديبايت” أنّ عدد المطلوبين الإرهابيين في مخيّم عين الحلوة يقارب الـ400 شخص لكن أبرزهم موجود ضمن لائحةٍ تضمّ 120 اسماً مقسمين إلى مؤيدين أو منضوين تحت راية داعش، جبهة النصرة وأفراد من جماعة أحمد الأسير.

وتُشيرُ المعلومات، إلى أنّ الأرقام التي جرى تسريبها عبر وسائل الإعلام وادّعت تسجيل أسماءٍ للخارجين “ليست واقعيّةً” بل إنّ هذا الرقم “موجود لدى اللّجان الأمنيّة وهو يتعلّق بالمطلوبين الأبرز على الساحة”.

وتواتر إلى “ليبانون ديبايت” أنّ هناك ميلاً لدى الأوساط الرسميّة اللّبنانيّة مُنطلِقَاً من رؤيةٍ تُفضّل إخلاء المُخيّم من المطلوبين والإرهابيين الخطيرين، وهذه الرؤية تنتظر بلورتها مع الطرف الفلسطيني، إذ عُلِمَ أنّ “عصبة الأنصار” بوصفها الذراع الإسلاميّة الأقوى، بدأت ترويج أفكارٍ حول الحلّ، وقد حصل اجتماع قبل أيّام مرتبط بهذا الشأن، وجرى تداول أسماء خلاله، لكن ذلك يبقى موضوعاً تحت خانة المعلومات غير المؤكدة في ظلّ التكتّم الشديدِ حولها وعدم قدرةِ الحصول على معلومات من مصادر مرتبطة.

وتردّد لـ”ليبانون ديبايت” أنّ 27 إرهابيّاً من المطلوبين الخطيرين الذين يدورون في فلك “جبهة النصرة” أبلغوا “العصبة” استعدادهم للرحيل شرط توفر المعبر الآمن والفرصة لهم، فيما فضّل الجزء الأكبر من المطلوبين البقاء في أماكنهم، وغالبيتهم يدورون في فلك “داعش”.

وممّا أسهم في إرساء جوّ الحلّ السلميّ وإخراج الإرهابيين من المخيّم، هو افتقادهم لعنصر القوّة الذي كان ماثلاً في جرود عرسال والتي كانت بالنسبة إليهم كالرئةِ على الرغم من محاصرتها، وسقوطها شكّل ضربةً مؤذيةً لحركة “النصرة” في المخيّم.

وبينما تردّد أنّ الإرهابيان شادي المولوي والقيادي في تجمّع “الشباب المسلم” (سابقاً) هيثم الشعبي (أبو مصعب) من أبرز الأسماء التي اختارت الرحيل، عُلِمَ أنّ هناك قائمةً جرى تداولها وتضمّ كلّ من: “أسامة الشهابي، رائد خير الدين حميد أو “رائد جوهر” (المسؤول العسكريّ لجبهة النصرة)، بهاء الدين محمود حجير، ساري حجير، عبد فضه، إبراهيم عاطف خليل (المنغولي)، أبو جمرة الشريدي، بلال العرقوب، رامي ورد، أبو بكر حجير، جمال حميد، محمود الحايك، جبر حوران، وبلال بدر، واللّافت أنّه لم يظهر وجود للفنان المعتزل المطلوب فضل شمندور المعروف باسم “فضل شاكر”.

ليبانون ديبايت

2017 – آب – 01

مقالات ذات صلة