أخبار الجاليات العربية

كلمة أنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان فلسطين الديمقراطية في برلين

كلمة أنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان فلسطين الديمقراطية في مهرجان التجمع الفلسطيني في برلين تحت عنوان :شعبٌ يصنعُ نصره – إحتفالاً بنصر غزة .

أيها الرفاق والرفيقات أيها الإخوة والأخوات الحضور الكريم ،،، يا جماهير شعبنا العظيم ،،، إننا في انصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتحرير ولجان فلسطين الديمقراطية.

نتوجه بالتحية لجماهير شعبنا الذي سطر أروع معاني الصمود والثبات والنضال في مواجهة آلة الحرب الصهيونية وحرب الإبادة والمجازر الممنهجة التي استباحت كل شئ في القطاع، وهدمت وقتلت، ودمرت، وشردت الآلاف من ألمواطنين .

يا شعب ألشهداء يا شعب البطولة التضحيات يا من سطرتم صفحات مشرقة وبصمات مضيئة للنضال الفلسطيني ستحفظها الأجيال من بعدنا… يا من أضئتم بصمودكم ونضالكم ظلام الحصار الطويل… أهلنا في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وغزة في الشجاعية والتفاح والشاطئ والشيخ رضوان.. في الوسطى بالبريج ودير البلح والنصيرات والمغازي في خان يونس بخزاعة والزنة وعبسان والقرارة في رفح بالتنور ومصبح والشابورة ويبنا وتل السلطان.. سلام عليكم جميعاً وها هو صمودكم ومقاومتكم تتواصل وتتعمّد بدمكم الطاهر على مدار 51 يوماً شكّلتم فيه تغيراً استراتيجياً في طبيعة الصراع العربي ألصهيوني وأحدثتم انقلاباً في المفاهيم السياسية والعسكرية رغم الحصار والعدوان الصهيوني الشامل براً وجواً وبحراً.

لقد مرغتم أنف هذا العدو المجرم في وحل غزة.. وحققتم إنجازات هامة ستتعاظم خطوة خطوة وتتراكم لتكّون جسراً هاماً لتحقيق الانتصار على هذا العدو المجرم وللوصول لأهدافنا في العودة والحرية والاستقلال. لقد صنتم الأمانة وخرجتم مرفوعي الهامات والرأس.

لقد خاضت غزة هذه المعركة باعتبارها معركة الشعب الفلسطيني في كل مكان تحت عنوان وحدة الأرض والشعب والقضية في غزة والقدس ورام الله وحيفا ويافا والخليل والجليل وكل قرية ومخيم في الوطن والشتات من أجل الحرية والاستقلال والعودة ، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كحل مرحلي لا يلغي الحل الاستراتيجي بإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني .

جماهير شعبنا ،،،

إن أهم انجازات هذه المعركة هو الموقف الفلسطيني الموحد الذي شكّله الوفد في القاهرة والذي تمسك بمطالب شعبنا، رغم محاولات بعض المحاور الخبيثة للتدخل وفرض إرادتها ومواقفها على الوفد، إلا أن الموقف الفلسطيني الموحد تعالى أمام الخلافات الثانوية التي طرأت وقاد المعركة السياسية بكل اقتدار .

أيها الرفاق والرفيقات أيها الإخوة والأخوات

أن المراشقات الإعلامية والمناكفات السياسية بين حركتي فتح وحماس تمهد لعودة الانقسام من جديد ، نحن في هذا الوقت بحاجة للوحدة الوطنية وليس لعودة المناكفات السياسية التي أضرت بالقضية الفلسطينية ،

لذلك بات من غير المسموح العودة لمربعات الانقسام المقيت، وإلا فإن دماء الشهداء وتضحيات شعبنا ستطاردكم وستلعنكم إن لم تكونوا أوفياء لها .

أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا التوقيت غير ملائمة وغير مناسبة، نطالبه بتوحيد الجهود وإعادة الوحدة الوطنية . والكف عن هذه التصريحات وأن يبدأ في تجسيد مفهوم الوحدة الوطنية على أرض الواقع من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني ، كما نطالب بتوحيد الصف الوطني من أجل توفير إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي وإيواء النازحين من منازلهم في قطاع غزة ، وهناك العديد من المشاكل والملفات العالقة بحاجة إلى إعادة النظر وحل الإشكالات العالقة بين الحركتين ، وندعوه لضرورة عقد اجتماع الإطار القيادي الموحد لمعالجة مشاكل ملف الموظفين والنظر في صرف رواتبهم وذلك من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطنين بغزة بعد أن تعرضوا لعدوان إسرائيلي على مدار أكثر من 51 يوما .

ونشدد على أن الجهود السياسية يجب أن تنصب على إنهاء ألاحتلال وتوفير الدعم لشعب الفلسطيني خاصة للذين تضرروا جراء العدوان الاسرائيلي وضرورة فك الحصار

وان المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسه الخيار العسكري هي الخيار الرئيسي لشعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني وسجلت مواجهة غزة الأخيرة صفحة ناصعة في تاريخ صراعنا مع هذا المحتل وتأتي خطوة في إطار حرب التحرير الشعبية التي يخوضها شعبنا وقواه المقاومة ، ونطالب بضرورة استثمار هذا الإنجاز والصمود الفلسطيني في تعميق الوحدة ووضع رؤية وبرنامج وإستراتيجية وطنية سياسية تقوم على أساس التمسك بالثوابت ألفلسطينية والقواسم المشتركة وتتبني المقاومة بكافة أشكالها والتي بالتأكيد إن تم إنجازها ستحقق الانتصار على هذا العدو المجرم. لأن المقاومة تحتاج الي وحدة حقيقة الآن كما تجسدت في ميادين القتال على مدار 50 يوماً ومن اجل تعزيز صمود الناس والجماهير في غزة ومن خلال الإسراع في اعمار ما دمر، ونؤكد على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال بعيداً عن الجاذبات السياسية وحماية الناس ورعايتهم وتوفير الإيواء للناس الذين فقدوا ببيوتهم و حل مشكلة الكهرباء والمياه والبنية ألتحتية وحل كل مشاكل قطاع غزة عبر تشكيل ذراع وطني في الميدان يسند ويدعم مطالب ابناء شعبنا وإلا سنعود للوراء، وسنضيع ما حققناه من انجازات وانتصارات .

شعبنا العربي الأصيل.. يا أحرار العالم ،،،

لقد حقق الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته الباسلة انتصارات جديدة على صعيد التضامن الدولي لا يمكن الاستهانة بها، حيث نلمس بوضوح تعاظم التأييد العالمي لقضية شعبنا وحقوقه المشروعة .. فتحية إلى شعوب العالم الحر الذين هبوا متضامنين مع فلسطين وغزة وملأوا الميادين في أوروبا وأمريكا اللاتينية وكندا تحية إلى فنزويلا وكوبا والأكوادور والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وجنوب أفريقيا حكومة وشعباً على قراراتها وإجراءاتها الهامة والتي شكّلت سنداً وداعماً حقيقياً لشعبنا في الوقت الذي رأينا فيه حجم التواطؤ الرسمي العربي، وزيف ما يسمى بالربيع العربي.. تحية إلى كل من بذل جهداً في دعم شعبنا ومقاومتنا وكانوا جزءاً من المعركة تحية إلى الأخوة في حزب الله.. تحية إلى سوريا العروبة.. تحية إلى إيران .. تحية إلى الجزائر.. وكل الشعوب العربية التي تضامنت معنا .

جماهير شعبنا في الوطن والشتات ،،،

في الختام نؤكد على أننا أمام فرصة تاريخية ينبغي فيها استثمار الانجاز المعمّد بتضحيات شعبنا وصموده وبسالة مقاومته وهي أعظم معاني الوفاء لشهداء العدوان الصهيوني وجرحاه.. فدرب النضال شاق وطويل على طريق دحر ألاحتلال فلا خيار ولا سبيل أمامنا إلا بالمقاومة والوحدة.. كما قال الأديب الراحل الرفيق غسان كنفاني ( سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد.. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب.. وجذور تستعصي على القلع).. نعم جذورنا تستعصي على القلع.. نعم جذورنا تستعصي على الكسر.. سنظل متشبثين في أرضنا .. صامدون فيها.. مقاومون من أجلها.. مضحون في سبيل تحقيق حلمنا جميعاً .

المجد لك ولكل الشهداء …. المجد لشعبنا في صموده ومقاومته الباسلة ضد العدوان …. المجد لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكل قوى المقاومة … الحرية لأسرانا البواسل ….. المجد للشهداء والنصر لشعبنا… والشفاء العاجل للجرحى .

برلين – 12.09.2014

مقالات ذات صلة