أخبار الجاليات العربية

في رسالة للقائد سعدات، حركة العمال المزارعين بدون أرض بالبرازيل: شجاعتك وصلابتك إلهام لنا.

02 نوفمبر, 2014

نشكركم على الرسالة التضامنية التي أرسلتموها لمؤتمر حركتنا السادس، الذي انعقد بداية هذا العام، قرأنا رسالتكم امام 18 الف عامل من عمال بدون ارض الذين تعهدوا بتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة أولئك الذين هم أسرى في السجون الإسرائيلية.

نعرف أننا يوما ما سوف نكون قادرين على التحدث شخصيا معكم ومع نشطاء آخرين من هذا النضال المشروع من أجل العدالة والديمقراطية والاستقلال الوطني، لأنه يوما ما سوف يتلاشى الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية.

نحن هنا في البرازيل اعلنا انضمامنا الى عدة معارك دفاعا عن الشعب الفلسطيني، منها إجراءات المقاطعة وسحب الاستثمارات وهي اجراءات ضد “إسرائيل”، خرجنا بمظاهرات في الشوارع، وشاركنا باجتماعات لجان التضامن والمحكمة الشعبية التي حاكمت وأدانت

اسرائيل” على جرائم الإبادة الجماعية، الخ.

شهدت البرازيل خلال شهري تموز وآب من هذا العام نشاطات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، جاءت على خلفية العدوان والإبادة الجماعية ضد شعب غزة. نشطاء من مختلف المنظمات الشعبية، الحركة العمالية، الحركة الطلابية، مختلف الأديان(اليهود والمسيحيين والمسلمين والديانات الأفريقية) والأحزاب اليسارية خرجت كلها إلى الشوارع ضد حكومة ” إسرائيل”، في ساوباولو تظاهر5000 شخص وطوق المتظاهرون مبنى القنصلية الإسرائيلية، للمطالبة بوضع حد للهجمات على غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

كما شاركنا في هذا الأسبوع 17إلى 30 أكتوبر في الحملة الدولية لإطلاق سراحكم. وما زلنا نحشد النشطاء من مختلف المنظمات ونعقد الاجتماعات ونخوض النقاشات ونجري لقاءات وبدءنا بحملة كتابة الرسائلليتم إرسالها لكم ولرفاقك في السجن، ليعرفوا رغم بعد المسافة جغرافيا، إننا معكم في هذه المعركة التي هيمنت صرة بالفعل.

على الرغم من كل ما حدث من مجازر في غزة وقمع “إسرائيل” في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، أدركنا أن الدروس الرئيسية المستفادة من المقاومة الشعبية في معركة غزة، يعزز لدينا الأمل عندما رأينا الوحدة السياسية للشعب الفلسطيني التي تم بناؤها في المواجهة اليومية ضد الاحتلال الإسرائيلي، غزة اكدت أن منظمة واحدة فحسب لا يمكنها هزيمة العدوان الإسرائيلي، ولكن الشعب الموحد حول المنظمات المشروعة يصبح قوة اجتماعية لا تقهر.

دائما كنت وما زلت تتحدث عن وحدة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا هو الطريق إلى النصر، هكذا كان في فيتنام، هكذا كان لإسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وهكذا كان هنا لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية.

قضبان السجون الإسرائيلية لا يمكنها ان تسجن الأفكار، المشاعر، الرغبات والارادة بالتغيير.قضبان السجون الإسرائيلية لا يمكن أن توقف هذا الشعور بالعدالة والحرية وهي رغبة بشرية وانسانية عامة، الأسرى الفلسطينيين حققوا انجازات بحصولهم على دعم منجميع رجالونساءالعالم الذينيناضلون من أجلمجتمع جديد.

في تاريخ كفاح شعوب أمريكا اللاتينية كان لنا أسرانا وشهدائنا، وتعلمنا أن النضال والمقاومة هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى التحرر ودحر الظلم.

لقد انهينا الحملة الانتخابية حيث تمكنا من هزيمة مرشح اليمين، الذي مثل مصالح القطاعات الأكثر محافظة والفاشية، أي القطاعات السياسية المؤيدة لإسرائيل، الصهيونية في البرازيل حشدت في الانتخابات، ولكنهم هزموا في صناديق الاقتراع، نحن نعرف حدود الانتخابات البرجوازية.لا ننشر الأوهام، ولكن فوز ديلما يحفظ الظروف المواتية للنضال من اجل الاستمرار بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.

الرفيق أحمد سعدات:

شجاعتك وصلابتك إلهام لنا، لأننا نعيش في زمن حيث الرجال والقادة يبيعون أنفسهم، يخونوا شعبهم، ويتخلوا عن مبادئهم ويختاروا الطريق السهل للاستسلام والخنوع الجبان لأعداء الشعب، أنت ورفاقك اخترتم الطريق الأصعب، وهي الطريق الأكثر عدلا والأكثر صحة، والشعب الفلسطيني يدرك بالفعل هذه التضحية، ولديه بالفعل القدرة على معرفة ممثليهم الشرعيين في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

بهذه اللحظة نتذكر إخواننا وأخواتنا من الفلاحين والصيادين والعمال المزارعين، الذين يعانون من الحظر المفروض من الوصول إلى الأراضي، المياه والبحر، الموارد الأساسية حتى يتمكنوا من العيش بحياة كريمة.

نضال الشعب الفلسطيني هو حق شرعي من اجل التحرر الوطني، مستوحاة من المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. نستمر في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لمواصلة النضال من أجل عودة جميع الأراضي التي احتلت عام1948، وعام 1967 وبعد اتفاقيات أوسلو. نستمر من اجل وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والإفراج فورا عن جميع السجناء السياسيين، كل الدعم للوحدة الوطنية الفلسطينية، وحق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين والتعويض لأولئك الذين هدمت منازلهم ودمرت ممتلكاتهم، نستمر من اجل المقاطعة الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية ضد” إسرائيل”، والإطاحة الفورية لجدار الفصل العنصري، ومن أجل الغاء الاتفاقيات العسكرية بين البرازيل و”اسرائيل” والغاء معاهدة التجارة الحرة لميركوسور معها.

الرفيق أحمد سعدات:

تقبَل منا أرقى التحيات التضامنية من عاملات وعمال البرازيل

وأمريكا اللاتينية ونأمل نقلها الى كافة الأسرى الفلسطينيين من جميع المنظمات، لأن الوحدة التي حققتموها داخل السجون تقترب من شوارع فلسطين، وهذا هو مفتاح النصر.

حركة العمال المزارعين بدون ارض بالبرازيل:

ساو باولو، البرازيل27 أكتوبر2014.

مقالات ذات صلة