اخبار دولية وعالمية

هل تسترجع ألمانيا جوهرتها المعمارية “الثمينة؟”

بترّقب كبير، انتظر عالم الطيران افتتاح مطار برلين براندنبورغ في يونيو/حزيران العام 2012، حيث قام آلاف المتطوعين بمحاكات تجريبية في الأسابيع التي سبقت اللحظة المنتظرة، واستعدت وسائل الإعلام لتوفير تغطية على مدار الساعة لهذا الحدث، حيث كان من المقرر حضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالإضافة إلى العديد من كبار الشخصيات غيرها، فيما جهزت خطوط الطيران الجوية “لوفتهانزا” إحدى طائرات ايرباص A380 التي حصلت عليها حديثاً لإتمام الرحلة الافتتاحية إلى مدينة فرانكفورت الألمانية.

لكن، تأجل افتتاح الجوهرة المعمارية الجديدة في ألمانيا خلال مايو/أيار 2012، إلى أجل غير مسمى، حيث أُلقي اللوم بشكل أساسي على تصميم نظام الحريق بشكل خاطئ، وثبت تعقيده للغاية.

وتبيّن أنه في حالة نشوب حريق ما، فإن الدخان سيُضخ إلى أسفل هيكل محطة الطيران، بدلاً من الضخ إلى الأعلى، عبر السقف، وفقاً للتدفق الطبيعي للهواء الساخن.

ولكن، هذه لم تكن القضية الوحيدة، إذ مع مرور الوقت، اُكتشفت العديد من المشاكل الأخرى، مثل ارتفاع درجة حرارة الأسلاك، وقصر ارتفاع السلالم المتحركة، وغيرها من الأخطاء الأساسية في هيكل السقف.

وتبيّن أن أعمال التشييد لم تلب المتطلبات التنظيمية، ما يعني أن العديد من العناصر كان يجب العمل عليها من جديد من مرحلة الصفر، وكأن المشاكل الفنية لم تكن كافية، إذ واجه المشروع تحديات أخرى، منها ادعاءات بالفساد، وإيقاف العديد من المقاولين الرئيسيين عن عملهم، بالإضافة إلى العديد من النزاعات القانونية الأخرى حول تمويل المشروع.

وأشارت التقديرات إلى أن قيمة أكثر من 7 مليارات دولار اُستثمرت في المطار الجديد، وقد تكون العقبات السياسية والبيروقراطية قد زادت من الفوضى، وذلك مع ارتباط المشروع بحكومتي ولايتين ضمن ألمانيا الاتحادية، أصبح المطار أرضا خصبة للصراع السياسي على جميع المستويات.

وقال الكاتب والمحلل الألماني في مجال صناعة الطيران أندرياس سبايث: “لم تكن هناك إدارة مركزية ثابتة للإشراف على المشروع ككل ورصده بشكل صحيح، ما تسبب بوجود بيئة، لا يعرف أي أحد فيها ماهية الوضع الحقيقي،” مضيفاً أن “من الصعب جداً، تقييم واقع أعمال البناء، وغيرها من الأمور بشكل صحيح وواقعي، ما يتسبب بتردد أي شخص بإعطاء الإجابة الصحيحة عن موعد جديد لافتتاح المطار الآن.”

ويؤدي التأخر في افتتاح المطار، إلى التسبب بمجموعة جديدة وكاملة من القضايا التي يتعيّن على السلطات الألمانية معالجتها، وبالتحديد مستقبل مطار برلين تيجيل الدولي، الذي لا يزال يعمل كمركز دولي رئيسي في برلين، والذي كان من المتوقع إغلاقه بعد افتتاح مطار براندنبورغ، إذ كانت قد دعت الخطة الأصلية إلى استخدام الموقع لمجموعة متنوعة من العمليات، بما في ذلك منتزه للابتكار والأعمال.

ويبقى السؤال: هل أصبحت برلين أكثر من من أي وقت مضى مركزاً للطيران كما تطمح؟

ورغم أن المدينة أصبحت مغناطيساً لجميع أنواع الصناعات القائمة على التكنولوجيا والإبداع، إلا أنها ما زالت العاصمة الأوروبية الوحيدة الأفقر من بقية البلاد.

وأوضح سبايث، أن المشكلة قد تكون هيكلية، مضيفاً أن “التوقعات بأن تثبت برلين نفسها كمركز للطيران الدولي وبمثابة محور للطيران العابر للقارات، كانت دائماً غير واقعية.”

وذكرت صحيفة “تاغسبيجيل” الألمانية مؤخراً أن مطار براندنبورغ قد لا يُفتتح حتى العام 2021، بعد أن كشفت عملية تفتيش أجريت مؤخراً عن مجموعة من المشاكل المستمرة.

CNN

2017 – كانون الأول – 12

مقالات ذات صلة