المقالات

إحياء ذكرى انطلاقة فتح .. يكون بالاستجابة لنداء عهد التميمي والشهيد إبراهيم أبو ثريا ..!!

إن الإحتفال الحقيقي بذكرى انطلاقة حركة فتح .. يكون بداية  باستعادة حركة فتح لنفسها ولكل مكوناتها الطاهرة.. وبعودتها لتمسكها بالمبادئ والمنطلقات التي انطلقت بها وتربينا عليها .. وبالعمل ببنود وبروح نظامها الأساسي .. وبعودة تشكيلاتها ومؤسساتها وأجنحتها وأذرعها العسكرية الضاربة …!!

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

ويكون الإحتفال بالإنطلاقة لحركة فتح هو تتويجاً لخوض معركة التحرير في ساحات المواجهة مع الإحتلال  .. في معركة القدس والأقصى .. وليس بالحياة مفاوضات .. ويكون الإحتفال بالإنطلاقة بالاستجابة لنداء عهد التميمي وأخواتها .. والإنتصار لدماء الشهيد إبراهيم أبو ثريا .. الذي تصدى للإحتلال بنصف جسده ومن على كرسيه المتحرك…!!

إن الإحتفال بالإنطلاقة .. هو حق مكتسب لكل من يسير على درب الفدائي صاحب الطلقة الأولى .. قولاً وفعلاً وإيماناً وتطبيقاً.. هو صاحب العهد والقسم .. الذي انطلق من أجل التحرير الكامل والعودة ونيل الحرية والإستقلال .. إن الذين يتخلون عن المقاومة بكل أشكالها وأساليبها.. لا يمكن لهم أن يحققوا أيَّ نتيجة تذكر على درب التحرير والعودة.. إنهم دعاة استراتيجية الوهم .. التي سارت ونضجت في محطة أوسلو المدانة .. فهل يعقل أن يطلب من الشعب المحتل توفير الأمن للإحتلال…؟!

ويكون الإحتفال بذكرى الإنطلاقة الحقيقية لفتح .. عندما يفرج عن مليوني من أبناء شعبنا والإلتحام بهم .. إخوتنا وأخواتنا .. بناتنا وأبنائنا .. هم ما زالوا تحت الحصار الظالم منذ اثني عشر عاماً .. محاصرون  هناك في غزة الصامدة .. ومحاسبة من يضرب عليهم أطواق من الحصار  الجائر بأبسط سبل العيش.. دون هوادة ورحمة .. وقد تجرد من إنسانيته .. !!

إن الإحتفال بذكرى انطلاقة حركة فتح  .. وهي انطلاقة الثورة الفلسطينية..  تكون دبكة فلسطينية أصيلة .. على أنغام أزيز  رصاص مقاتليها وتضحياتهم بذودهم عن الوطن ومقدساته..  وليس على أنغام هزي محرمتك هزي .. ولا بالتقاط الصور  التذكارية مع الأصنام لهذا وذاك .. ولا برفع صور من يقدس التنسيق الأمني في محراب حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”  .. محراب الشهداء والجرحى والأسرى والمناضلين …!!

إن احتفال حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الحقيقي بالذكرى .. يكون بانطلاقة حقيقية نحو محاسبة من اختطف فتح وانحرف واختطفها .. وما زال صامتاً على كشف ملابسات استشهاد الأخ القائد  أبو عمار .. وذهب ليعقد مؤتمراتها الحركية  زوراً وبهتاناً  تحت حراب الإحتلال .. متسلحاً ببطاقات ال في أي بي VIP .. وبعقيدة التنسيق الأمني مع العدو المحتل…!!

فكيف يستقيم موضوع الإحتفال بذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” .. من هؤلاء الذين يؤمنون بمبادئ ومنطلقات وأدبيات وشريعة التنسيق الأمني  وبأوسلو  وإفرازاتها  التصفوية .. ولا يخجلون من نشيد أنشودتهم .. “اسرائيل ” وجدت لتبقى .. ويجرمون المقاومة ويلاحقون المقاومين جهاراً نهاراً ..؟!

وها هو الإحتلال وبمباركة ترامب ودعمه .. قد داسوا على  ما سمي «سلام الشجعان » .. وهم الذين أطلقوا رصاصة الرحمة على استراتيجيا الوهم والضباب.. كما استراتيجيا التسوّل والتوسّل.. فهل بقي لمروّجي الوهم في التسوية والتصفية من حديث.. بعد خطوات الليكود والكنيست ونتنياهو وترامب  التي صنعوها اليوم على الأرض بأنفسهم.. من خلال خارطة صناعة واقع التهويد لفلسطين ..؟!

إن حركة فتح التي يعرفها شعبنا وعهدها في مواقع الرجولة والعزة والتضحية والفداء والشرف .. وقد تلقى الإحتلال منها دروساً موجعة في ساحات المواجهة .. شهد عليها القاصي والداني .. هي غير فتح التي تنطقون باسمها اليوم زوراً  وبهتاناً وفحشاء .. وساء ذلك سبيلاً .. وترتدون ثوبها .. وتلمعون أنفسكم برفع راياتها …!!

إن الإحتفال بذكرى انطلاقة حركة فتح يكون عندما تكون فتح في خنادق صياغة فلسطينية وطنية موحدة .. استراتيجية الكفاح الوطني الشامل.. إنها استراتيجية الكفاح الواعي لحقيقة الإحتلال وكيفية قهره…!!

ستثور ثورة ثورتنا .. وستعود فتح الثورة نحمي حماها.. بعقيدتها الكفاحية .. وبحرصها على الوحدة الحقيقية .. وعلى رص الصفوف .. والتعالي على الجراح .. وستنفض عن جسدها ما تكدس عليه من غبار .. وتزيل التكلس عن مفاصلها .. وتتخلص مما علق بها من عوالق .. وتتخلص من أوسلو  اللعينة .. وتعود أغنية طل اسلاحي من جراحي لأصلها ولموطنها.. في أحضان من يقدر معاني كلماتها ويؤمن بها ويحملها في الوجدان.. طال الزمان أو قصر ..   وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون …!!

نصدع للحق.. حتى نستعيد حقوقنا.. نجدد لفلسطيننا العهد.. رحم الله شهداء فلسطين .. وسيبقى شعبنا يقاوم حتى التحرير والعودة ..!!

2018/01/01

مقالات ذات صلة