شؤون فلسطينية

في كلمته بمؤتمر الحكيم.. مزهر يدعو الشعب لمُحاسبة كل من حاد بالبوصلة عن حقوقه

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومسؤول فرعها في قطاع غزة، جميل مزهر إن “هناك مؤامرة مُكتملة الجوانب تُطبخ أمريكيًا وصهيونيًا وبتواطؤ بعض الأنظمة العربية، للنيل من مشروعنا الوطني، كما أن المصالحة تسير ببطء شديد، وتكتنفها حالة شدّ وجذب، وإعادة لمربع التحريض والمناكفات الإعلامية، وفي ظلّ استمرار إجراءات السلطة بحق القطاع، ما فاقم من أوضاع شعبنا المحاصر اقتصاديًا واجتماعيًا، وفي ظلّ عدوان صهيوني شري يطال أهلنا بالضفة والقدس والمناطق المحتلة عام 48، وفي ظلّ مخططات صهيونية وأمريكية لتصفية قضية اللاجئين عبر الإجراءات الأخيرة”.

وفي كلمته خلال المؤتمر الذي نظمته الجبهة الشعبية اليوم بمدينة غزة في الذكرى العاشرة لرحيل مؤسسها الحكيم جورج حبش تحت شعار “تحدّيات الواقع الراهن وآليات مواجهة مشاريع التصفية (لن نُساوم على القدس واللاجئين)، قال مزهر “أمام هذا الواقع الصعب واللحظة الحساسة من تاريخ شعبنا، علينا أن نعترف بأخطائنا وفشلنا وعدم الهروب من ذلك، حتي نستطيع الإجابة على السؤال المعروف: ما العمل؛ علينا أن نقف بشجاعة لنقول أننا أخطأنا في كذا ويجب الوصول لكذا، لتدارك هذه الأخطاء، وأن نقول أصبنا في كذا للارتكاز عليه والتقدم أكثر فأكثر”.

وتابع “مطلوبٌ منّا الانشداد للوطن والشعب قلبًا وروحًا ووعيًا وقولًا وفعلًا، فلا مكان للمتآمرين ولا للمهزومين ولا للفاسدين ولا للمتاجرين بمعاناة شعبنا والراقصين على عذاباته وآلامه. وإذا أردنا الانتصار والوفاء لمسيرة القادة العظام أبي عمار وأحمد ياسين والشقاقي وأبي علي مصطفى وحيدر عبد الشافي وعمر القاسم وسليمان النجاب وأبي العباس، وجورج حبش الذي نُحيي ذكرى رحيله بهذا المؤتمر العلمي الهام، علينا حماية شعبنا في الوطن والشتات، وحماية الانتفاضة والمقاومة والوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة وتعزيز الدور الجماهيري، والدعوة لتسريع الحوار الوطني الشامل، وتعزيز مبدأ الشراكة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس ديمقراطية وبما يُساهم في صوغ استراتيجية مواجهةٍ وطنية على كافة الصعد، وتنفيذ قرارات الإجماع الوطني الخاصة بإنهاء اتفاقيات أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسة والاقتصادية، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتعزيز صمود أهلنا في القدس، ومواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدفها”.

ودعا مزهر إلى “إنهاء حالة الانقلاب على القرارات الوطنية، ومواجهة حالة التفرد والهيمنة بهذه القرارات، وكل سياسات المراوغة” وشدّد بالقول “مُخطئٌ من يظنّ أنّه يستطيع الاستمرار طويلًا في هذا النهج المُدمّر دون مساءلة أو محاسبة شعبية ووطنية، وعليكم العودة لتجارب الشعوب للتأكد من ذلك، ونحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نُؤكّد لكم أننا سنُواصل تصدّينا لهذا النهج المُدمّر، وأننا بعد انتهاء المجلس المركزي وخروجه بقراراته التي لم ترتقِ لمستوى التحدّيات الراهنة، سنعمل مع الوطنيين الفلسطينين بما ينسجم مع حالة الإجماع الوطني ونبض الشارع، وستظلّ الجبهة كما عوّدتكم دائمًا، صوت الحقيقة الواضح والجريء لمواجهة كلّ هذه السياسات الهابطة، ولن تكون يومًا شاهد زورٍ، أو أن تُساوم على مواقفها”.

ووجّه دعوةً إلى الجماهير الفلسطينية كي تتداعى بكلّ قطاعاتها، من أجل إنقاذ المصالحة الوطنية، وتوفير حماية شعبية حاضنة وضاغطة لإنجازها، وقال “فلتخرج كلّ مدينة وقرية ومخيّم في الوطن إلى الشوارع لتمسح هذا الانقسام من ذاكرتنا إلى الأبد”.

وأكمل “لا سلطة ولا منظمة ولا فصائل ولا مؤسسات أوصياء على هذا الشعب، الذي يجب أن يُحاسبهم جميعًا إن حادت بوصلتهم أو لم تستطع تحقيق أهداف الشعب وتوفير مقومات صموده، أو فشلت في اختبار التحرير؛ فالشعب هو مصدر السلطات، وهو الشرعية؛ إليه نرجع ومن أجله نعمل، والجبهة منذ بداية تأسيسها تُؤمن بذلك، وهي تعتبر نفسها حزب وطني تقدمي جماهيري يضع نفسه في خدمة الشعب والجماهير، التي خرجت من رحمها”.

وخاطب مزهر الجماهير بالقول “اعلُوا صوتَكم ضدّ كلّ المسلكيات الخاطئة، ضدّ كلّ المؤامرات والمخططات، ضدّ كل من يُحاول عرقلة المصالحة، ضدّ التنسيق الأمني، وضدّ الاعتداء على الحريات العامة”.

وعاهدت الجبهة الجماهير بأنّ “تكون في ذات الخندق معهم وأن تتقدم الصفوف، إيمانًا بأنّ الشعب هو حامل وصانع الإنجازات، والحامل الحقيقي للمشروع الوطني التحرري على شبرٍ من فلسطين”.

وفي حديثه عن مُؤسس الجبهة الشعبية القائد الحكيم جورج حبش، قال مزهر “كان الحكيم يقول عن الجبهة إنّها إسلامية التربية، مسيحيّة الديانة، اشتراكيّة الانتماء، وكأنه يقرأ المستقبل ويُحاول الإجابة على محاولات العدو الإمبريالي باستغلال الإثنية، والتناقضات المذهبية والدينية لتفتيت المنطقة والاستيلاء على ثرواتها واستبدال عدوها المركزي بأعداء وهميّين، داعيًا لضرورة بناء جبهة شعبية عربية لمواجهة الهجمة الاستعمارية على المنطقة وإعادة البوصلة إلى مجراها الحقيقي”.

وتابع “لو كان الحكيم بيننا وطلبنا منه توصيف المشهد الفلسطيني الراهن وسُبل الخلاص الوطني، لخرجَ برسالةٍ جامعة يُوجهها إلى جماهير شعبنا خلال هذا المؤتمر، سيُعرب فيها بكل بساطة عن عدم رضاه عن هذا الواقع والحالة التي تمرّ فيها القضية الفلسطينية، في ظلّ جملةٍ من السلبيّات المتراكمة والتي نخرت بجسد الثورة الفلسطينية، ولكن رغم ذلك فهو الأقدر على امتلاك الرؤية والبديل لمواجهة هذا الواقع المُجافي والمؤامرات التي تعصف بنا من كلّ حدبٍ وصوب، وأوّل هذه الحلول التي سيطرحها هو ضرورة الاصطفاف مع ثوابت وحقوق الشعب والجماهير، على رأسها حقّ العودة الذي اعتبره حق مقدس جمعي وفردي وغير خاضع للمساومة، وليس لأحدٍ في العالم أن يعبث به، وثاني هذه الحلول هو نفض أنفسنا من ركام الهزيمة واليأس والإحباط والنهوض لمواجهة هذا الواقع المجافي، والتحديات، بكل الوسائل المتاحة، لأنه كان مؤمنًا بقوة هذا الشعب والأسلحة المتعددة الكامنة داخله”.

وأضاف مزهر أنّ ثالث الحلول التي كان الحكيم ليطرحها، لو كان بيننا الآن، لمواجهة الواقع الفلسطيني الراهن هو “هو مساءلة كلّ من تسبّب بالوصول إلى هذه الحالة، من أجل تصويب المسار”.

27 كانون ثاني / يناير 2018

غزة_ متابعة خاصة بوابة الهدف

مقالات ذات صلة