المقالات

مجابهة إسرائيل بالسلاح أولى من هدم صرح الحكيم

حقيقة , أنني لم أصدّق عينيّ , وهما يريان صرحاً لشهداء الجبهة الشعبية,مهدوما على الأرض على مدخل مدينة الدوحة بالقرب من بيت لحم, وعليه صور شهداء الجبهة, ومنها صورة الأمين العام الأول للجبهة الرفيق د. جورج حبش !كانت الجبهة الشعبية قد أقامته وفاءً لشهدائها الأبرار. اعنقدتُ في البداية أن من قام بهذا الفعل الجبان والكريه والحاقد, هم فئة من قطعان المستوطنين المتوحشين المنفلتين من عقالهم, لكنني عندما وعبتُ الحقيقة , وكأنني صُفعت على وجهي , وأسيل على رأسي مياه باردة في عزّ هذه الأيام الشتائية الباردة , ذلك,عندما عرفت أن من قاموا بهذا الفعل الشنيع والغادر هم فئة ضالة محسوبة على حركة “فتح” ! لم يكتفوا بذلك ,بل فتحوا النار من مسدساتهم على رفاقنا في الجبهة ,الذين حاولوا الدفاع عن الصرح ,بل واعتدوا عليهم .

أود أن أتوجه ببضعة أسئلة لهذه الفئة الحاقدة حتى على فلسطين . الفئة المجرمة البعيدة عن الانتماء لفلسطين بعد السماء عن الأرض ,الفئة القميئة المتنكرة لأرضها الفلسطينية ولتاريخها .

د. فايز رشيد
د.فايز رشيد

ولأزهارها ولسنابل قمحها ولزيتونها وكرملها وشاطئها المتوسطي الجميل.. وأولا وأخيرا لشهدائها الخالدين الذين ضحوا بحيواتهم من أجل كل ذرة ترابٍ فيها! أليس العدو الصهيوني الذي كان قريباً منكم, أولى بإطلاق الرصاص عليه, هذا الذي يذيخ أشقاء لكم, ويهوّد عاصمة فلسطين التاريخية. نعم كل فلسطين لنا من بحرها إلى نهرها, ومن رأس الناقورة حتى رفح.نعم, العدو يصادر أرضنا, وبغتصب إرادة شعبنا, أليس هو أولى بتوجيه الرصاص إلى صدور جنوده؟ أم ركبتكم الشجاعة فقط لتقوموا بإطلاق النار على أبناء جلدتكم؟.

أهكذا درّبوكم في أجهزة الأمن التي أشرف على إنشائها دايتون, وكانت خصيلتها هذا التنسيق الأمني القبيح مع العدو الصهيوني, الذي فرضته عليكم اتفاقيات أوسلو الكارثية المشؤومة, من أجل التجسس على شعبكم ومحاولة إذلاله ؟ أيفاوضكم العدو قبل فتل الفلسطيني, أم يذهب مباشرة إلى إطلاق الرصاص على الفلسطيني والفلسطينية وبصيبه/يصيبها في مقتل. أحملتم السلاح لإشهار شجاعتكم عل من مفترض فيهم أنهم إخوتكم؟ ألم تجدوا غير صرح للشهداء لتقوموا بتدميره؟ تعلمت في الطب التفسي (كطبيب) أن أفهم خلفيات هذه الظاهرة , فبتدمير صرح للشهداء , تودون تدمير ما يذكركم بجبنكم وتخاذلكم وتقاعسكم تجاه واجباتكم بحق الوطن الفلسطيني , المفترض أنه وطنكم!.

لعلكم تستحقون “التهنئة ” وتعليق أوسمة العربدة والبلطجة والانحطاط القِيمي والأخلاقي على فعلتكم الدنيئة, دناءة وقماءة كل واحد فيكم , يا “مجدكم” ! عندما تدمرون صرحا لقائد فلسطيني تاريخي , وقائد على مستوى حركة التخرر العربية والعالمية, قائد يُجمع منتقدو سياساته على مدرسته الأخلاقية التي زرعها في الثورة الفلسطينية, وعلى احترامه, وصلابة رأيته , وبوصلته التي لم تؤشر يوما الا إلى فلسطين ومصلخة شعبها وقضيتها , وتوضيح الطريق الحقيقي لتحريرها , قائد كان همه الأول الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الثوابت والحقوق الفلسطينية . قائد استراتيجي ومفكر وطني عربي وعالمي. كذلك الشهيد أبو علي مصطفي , وجيفارا غزة ووديع حداد والشهيدة شادية أبو غزالة وغيرهم وغيرهم,فالقائمة تطول. أشك أنكم تعون قادة الثورة وتعرفون أياً منهم, وبخاصة الشهداء ومن ضمنهم حتى شهداء حركة فتح ,فكيف بشهداء ثورتنا الممتدة منذ عشرينيات القرن الماضي, ومعاناة شعبنا الممتدة على مدى مئة وعشرين عاما.

هل نمتم هانئين بعد جريمتكم السفيهة والكريهة والسوداء, أتفاخرتم بفعلتكم الحاقدة أمام زوجاتكم أو خطيباتكم وأولادكم وببطولاتكم العرمرمية؟ منذ صغري سمعت مثلا من المرحومة والدتي يقول “السلاح في أيدي الأنذال يجرحهم”, أكيد باستعمالكم الرصاص ضد أبناء جلدتكم . جُرحتم , هكذا وأنتم تحت الاحتلال, فكيف ستكونون لو عشتم – لا سمح الله- في جمهورية الفاكهاني في بيروت؟ الخزي والعار لكم.

مقالات ذات صلة