اخبار الوطن العربي

علويو الشمال يتغنجون انتخابياً… هل يعود رفعت عيد؟

تحوّلت المناطق العلوية شمال لبنان في المرحلة السابقة وتحديداً جبل محسن، قبلةً للوفود السياسية التي تصارعت على افتتاح مكاتبها وممارسة الطقوس الانتخابية، علّهم يحصلون على حصة اقتراع علوية لها أن تساهم بقلب الموازين في بعض الدوائر.

يشكل العلويون 13767 ناخب في دائرة الشمال الأولى (عكار) أي ما يوازي الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة، ولهم مقعد علوي وحيد من أصل 7، يشغله نائب تيار المستقبل خضر حبيب.

وفي دائرة الشمال الثانية (طرابلس ـ المنية ـ الضنية) يشكل العلويون 21 ألف ناخب، اي اقل من الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة، ولهم مقعد وحيد من أصل 11، كان يشغله نائب “المستقبل” المتوفي بدر ونوس.

تؤكد مصادر محلية لـ”ليبانون ديبايت” أن الواقع العلوي بعد غياب رئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد ليس كما قبله، وتحديداً جبل محسن. للمرة الأولى ينقسم ناخبو الجبل بين اللوائح المتنافسة. هناك من أعلن ولاءه للواء أشرف ريفي، ولرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، وللوزير السابق فيصل كرامي، ولتيار المستقبل، ولتيار المردة، أو للتيار الوطني الحر. علماً أن معظمهم كانوا يتكتلون تحت لواء العربي الديمقراطي ويجيّرون الأصوات للخط الذي أغرِموا به طوال عقود (خط الممانعة).

وتنقل المصادر سخط العلويين على نواب المستقبل الذين اعتاد الأخير فرضهم على الطائفة من خارج النسيج الاجتماعي العلوي، وتقول: “لم يكن نائب المستقبل يوما نائبا عن العلويين بل عن كتلته، وعلى سبيل المثال لا الحصر لم ينزل يوماً إلى جبل محسن ولا يعرف حتى معاناة أهلها وحاجاتهم”.

يشهد الجبل حركة انتخابية ليست خجولة، وأعلن عدد من المرشحين ترشيحهم، وارتفعت صورهم في الشوارع. ومن هؤلاء المرشحين: ومحمد الطرابلسي (على لائحة كرامي)، وبدر عيد (على لائحة ريفي)، وهشام الموعي (مستقل)، وحافظ ديب (لديه جمعية خيرية وكان مقرباً من ميقاتي)، وعرين حسن الملقب بالباشا، ونجل النائب ونوس بسام ونوس (على لائحة تيار المستقبل)، إذ يتوجه المستقبل لعدم إعادة ترشيح النائب حبيب كونه غير محبوب في الوسط العلوي، وفقاً للمصادر.

يرفض مسؤول الحزب العربي الديمقراطي علي فضة في حديثه لـ”ليبانون ديبايت: نظرية تشتت الشارع العلوي، ويؤكد أن العلويين كانوا تاريخيا ولا زالوا بخط المقاومة، وكانوا قبل القانون الجديد قوة تجييرية، إذ جيّر علويو طرابلس في انتخابات 2009 للائحة كرامي 9000 صوت.

وعن المعركة الانتخابية يؤكد فضة أن الحزب مرتاح جداً في القانون الجديد على سيئاته. “في الانتخابات البلدية السابقة أخذ مرشحو العربي الديمقراطي أعلى نسبة أصوات وبفارق شاسع عن المرشحين العلويين الذين لم يتبناهم الحزب، فما بالك مع قانون رفع حظوظنا بالربح من 0 إلى أكثر من 60 في المئة”.

يجزم أن نواب الطائفة هذه المرة سيكونون حتماً من خارج ثوب المستقبل، “وهذا يتوقف على حجم ماكينتنا الانتخابية ومدى احترافيتها، فمن الصعب أن يستطيع مرشح علوي آخر (من خارج الحزب) الحصول على أكثر من 200 صوت تفضيلي.

و”النتيجة بيننا وبين باقي اللوائح شبه محسومة، فالمجتمع العلوي يلتزم عادةً بالقرار السياسي، ويمثل الحزب وفقاً لاستفتاءات 2009، 90 في المئة من الأصوات العلوية. ودليل قوتنا أن الأغلبية يحاولون التواصل معنا لأننا نُعتبر رافعة لأي لائحة يمكن أن ننضم لها”، بحسب فضة. ويقول ممازحاً: “للمرة الاولى يسمح لنا القانون بأن نتغنّج”.

ويرى أنه من المبكر الحديث عن التحالفات والترشيحات التي لا زالت غير محسومة حتى الساعة. ولكن بالتأكيد “سننضم للائحة من نسيج المدينة تكون مقدمة لترميم الثغرات وإعادة إنهاض المدينة، وسيكون مرشحونا من أبناء النهج الفكري للطائفة العلوي”.

وفي ما يخص تأثير غياب رئيس الحزب على الصوت العلوي ووحدته، يؤكد فضة “لا شك أن لغيابه تأثير، لكن كوادره وحزبه موجودون على الأرض، وهو مطّلع على أدق التفاصيل، وسنسعى جهدنا لأن يكون كل فرد منا رفعت عيد إذا لم يعد قبل الانتخابات في حال أُقِر العفو العام”.

نهلا ناصر الدين | ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة