الشتات الفلسطيني

القطايف حلوى الفقراء في مخيم عين الحلوة

عادةً ما يُقبلُ الناس على شراء أو إعداد الحلويات في شهر رمضان، وخصوصاً “القطايف”. وفي مخيم عين الحلوة في صيدا، تكثرُ البسطات التي تبيع هذه الحلوى. حتى أولئك الذين لم يعتادوا بيعها، تراهم يضعون بسطة في سوق الخضار، فيما لا يتردد المارة في شرائها.

يعيشُ أكرم محمود حبش في المخيم، ويعمل في محل للحلويات. يقول: “أعدّ جميع الحلويات كالقطايف والعوامات والمشبك والمعكرون”. يضيف: “هذه مهنتي. لكن في شهر رمضان، تتغيّر أنواع الحلويات التي أصنعها بحسب رغبة المشتري. إذ يقبلُ الناس على شراء القطايف والشعيبيات، والتي يستطيع الفقراء شراءها بسبب تدني سعرها. أيضاً، أعدّ حلويات أخرى كالعثملية والمدلوقة والكلاّج. لكنّ لا يشتريها غير الميسورين”.

يتابع حبش أن أصحاب محال الحلويات ينتظرون قدوم هذا الشهر للاستفادة من ازدياد نسبة المبيع، ليكون بمثابة تعويض عن الأشهر الأخرى. يضيف أن زبائنه ليسوا من أهل المخيم فقط، بل يأتي إليه أناس من صور (جنوب لبنان) وصيدا، على اعتبار أن الأسعار في المخيم أرخص. ويلفت إلى أن السبب يعود إلى أن بدل إيجارات المحال أقل، بالإضافة إلى عدم اضطرار أهالي المخيم إلى دفع ضرائب أو أجور للعاملين، وخصوصاً إذا كانوا يعملون وحدهم. إلا أنه يعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء، ما يضطره إلى الاعتماد على المولد الكهربائي.

صحيح أن زبائن حبش فلسطينيون ولبنانيون، إلا أن الأوضاع الأمنية التي يعيشها المخيم، والتضييق من قبل الجيش اللبناني عند الحواجز، جعل الدخول إلى المخيم أمراً صعباً. فكثيرون ليسوا مستعدين للدخول خشية حدوث أي طارئ أمني. يتابع: “نتمنى أن تتحسن الأوضاع الأمنية في المخيم، حتى نستطيع أن نعمل ونعيش بأمان، ويتمكن اللبنانيون من الدخول إلى المخيم لشراء حاجياتهم”، لافتاً إلى أنهم يساهمون في دعم اقتصاده.

يتابع حبش أنه “خلال شهر رمضان، يقدم الناس الحلوى إلى بعضهم البعض، علماً أن هذه العادة خفتت عما كانت عليه منذ نحو سبع سنوات”. يضيف أنه “في السابق، كانت نسبة المبيعات أفضل مما عليه اليوم، علماً أنها انخفضت أخيراً. نتمنى أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية والأمنية في المخيم”. مع ذلك، تبقى حلوى القطايف “سيدة المائدة” في البيوت الفلسطينية داخل المخيم، وتحرص العائلات على إعدادها وتناولها بعد وجبة الإفطار.

مقالات ذات صلة