أخبار الجاليات العربية

نص كلمة الاستاذ حسن محمد يعقوب بمناسبة عيد ميلاده الثمانين ابن فلسطين ومخيم البداوي

ذكرى ميلادي الثمانين ( 5-11-1936 ثمانين حولا حملتها على كاهلي كل هذه السنين وقد ذقت فيها مر العيش وحلو وعايشت الكبير والصغير ورأيت من عجائب هذا الكون الكثير الخطأ منه والصحيح … وقد حمدت الله ولا ازال احمده على كل شئ … وفي النهاية لا يصح الا الصحيح ولا ينجح الا المجتهد الحصيف وانه مهما ساد الظلم واستمر ومهما سيطر الطغيان وانتصر فلا بد لليل من نهاية واخر .

وانا اودع ثمانين عاما سلختها من حياتي عشتها على هذا الكوكب تاذي يدعونه الارض … رايت فيها الفقر والحرمان والبؤس والاحزان وبعد ذلك من على الله تعالى وبدل كل احوالى ماديا ومعنويا فالف حمد وشكر لله فهو الذي يعطي وهو الذي ياخذ . لقد من الله تعالى علي بوالدين لا الطف منهما ولا اجمل وباخوة واخوات لا اجد احنى منهم ولا اعطف فترعرعت بعائلة متماسكة وموفقة في كل خطواتها وقد نالت جميعا كل السعادة والهناء … وقد نشأت وترعرعت وعشت بمثل هذه العائلة اب خلوق مجتهد ومحبوب اينما اتجه وام مدبرة ومجتهدة تضحي براحتها من اجل ابنائها … اقول في بيت كباقي بيوت تلك الايام يلفه الفقر والبساطة والتعاون فقد كانت عائلتي مكونة من احد عشر ولدا وبنتا ستة منهم ذكور وقد كان والدي ووالدتي (رحمهما الله وادخلهما فسيح جنانه) من الطراز الاول في التدبير والاجتهاد والعمل والاخلاص فقد سهرا الليل وعملا النهار من اجلنا ومن اجل تدبير شؤوننا وبفضل الله وبتدبيرهما فقد نجحت هذه العائلة ايما نجاح فقد وصل معظم الابناء وبعض البنات الى مستوى جامعي رفيع والى نجاح في الحياة كبير وكل ذلك تم بفضل الله وبتعاون الوالدين (رحمهما الله) اللذين يتركا وسيلة وتعاون واخلاص الا واستعانا بها والحمد لله فقد وصلا الى النجاح بل الى قمته فمنا المهندس ومن الطبيب والمعلم وو وقد كان ذلك بشبه معجزة تحققت في ذلك الزمن ومع صعوبات الخمسينات والستينات من القرن الماضي سواء اكانت هذه الصعوبات مادية او معنوية … وانني اعتز بوالدي وبوالدتي اللذين كانا مثالا للادارة وللتضحية واللتعاون وللتربية التي ربيانا عليها وكذلك كانت علاقتهما مع جميع الناس من انجح ما يمكن ولا تزال سمعتهما وسيرتهما اطيب من المسك لدى من عرفوهما .

لقد علمتني الحياة والايام دروسا لن انساها … لقد تعلمت ان اصفح عن المسئ واسامحه وتعلمت ان اكون مخلصا في اي عمل اقوم به وفي اية مسؤولية اتحملها (واحمد الله انني كنت ناجحا في عملي) وقد علمتني الحياة ان اكون قريبا الى ربي ومطيعا اليه في كل اوامره ونواهيه وقد حاولنا (انا واخوتي واخواتي ) نقل هذه الامور الى ابنائنا . وقد علمتني الحياة كذلك ان اكون ودودا الى الناس ومحبا فقدر محبتك للناس فانهم يبادلونك بهذا الحب والاحترام وقد علمتني الحياة ان التعاون (على الخير) طريق مضمون ومفيد للوصول الى قلوب البشر وللوصول الى طاعة الله ومحبته وانه مهما ساد الظلم وسيطر وانتشر فانه لا محالة زائل … وانك كي تصل الى قلوب الناس يجب تكون مخلصا بعملك وان تحب الناس وتساعدهم في كل صغيرة وكبيرة

واخيرا فانني احمد الله واشكره ان رزقني ابوين طيبين نظيفين مخلصين وانهما كانا مثالا في الاخلاق الحميدة والجد والنشاط وفي القرب من الله العظيم وان الله جل وعلا الى جانب ذلك قد رزقني اخوةواخوات كانوا جميعا والى جانب سيرتهم الحميدة ذوي عمل طيب ومنضبط ولا يتناقض مع الدين الحنيف في شئ وقد وفقهم اله جميعا بابنائهم فكانوا خير خلف لخير سلف … وانا احمد الله ان رزقني زوجة فاضلة وصالحة ومدبرة ومتعاونة وقد تعاونا سويا لبناء اسرة ناجحة وسعيدة اعتز بها وافتخر واحمد الله تعالى كل هذه النعم العظيمة فجميع ابنائي نالوا دراسة جامعية عالية فابنائي جميعا درسوا في اميركا وقد نالوا جميعا اعلى الدرجات وكذلك اتعتز ببناتي اللواتي نلن دراسة جامعية ايضا وهم جميعا يعيشون بسعادة واطمئنان مع عائلاتهم حفظهم الله وحماهم من كل شر

وان اختم العقد الثامن من سنوات عمري وادخل العقد التاسع من عمري احمد الله واشكره على ما حباني واعطاني من النعم والخيرات فبعد خروجنا من شفاعمرو اقمنا اولا في عنجر ثم في ويفل في بعلبك وقدرست انا واخي صالح في كلية التربية والتعليم ثم عملت مدرسا لسنة في برالياس -البقاع عام 1956 وبعدها عملت مدرسا لسنتين في دولة البحرين لمدة عامين 1957-1959 وبعدها عام 1960 نلت الثانوية الحكومية وعملت مع وكالة الغوت للامم المتحدة UNRWA في مخيم البداوي في حقل التعليم خمسة وثلاثين عاما من عام 1960 حتى عام 1995 وقد كنت في تلك الفترة في قمة العطاء من الناحية الجسدية والفكرية وكانت علاقاتي مع زملائي وتلاميذي (ابنائي ) في قمة العطاء والنجاح ولا ازال اتواصل مع الكثيرين منهم بكل محبة واحترام كما ادعو للجميع بالسعادة الدائمة والنجاح كما انني اعتز ببعض تلاميذي الذين وصل بعضهم الى درجات من النجاح عالمية كما ادعو للجميع بالسعادة والنجاح الدائم ومن هنا من اميركة ابعث للجميع محبتي ودعائي الى الله ان يوفق الجميع الى الخير الدائم والسعادة .

حسن محمد يعقوب 24-10-2016









مقالات ذات صلة