المقالات

لا يمكن أن يكون بهذا الشكل والمضمون مجلساً وطنياً فلسطينياً .. إنه انقلاباً على الشعب ..!!

هل يعقل لهؤلاء الذين يجتمعون منذ 30 نيسان في رام الله المحتلة باسم الشعب الفلسطيني .. ويغتصبون البرلمان الفلسطيني .. ويقررون للشعب وعن الشعب باسم الشعب .. وبغياب الشعب ..

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

ويسمون اجتماعهم المزعوم .. دورة المجلس الوطني الفلسطيني .. هل يعقل أن تستمر هذه المهزلة ..؟!

هل يعقل ولأول مرة في تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية .. بأن تحضر أعمالَ جلسة 30 نيسان التي أسموها دورة المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله المحتلة .. شخصيات إسرائيلية .. تمت دعوتهم للحضور والمراقبة والمتابعة والرصد على الأرض .. ليكونوا شهوداً على اختيار قيادة منظمة التحرير .. ويتابعوا المجريات بكل تفاصيلها …؟!

وحسب المعلومات التي ترد تباعاً .. هل يعقل أن يتم العمل بتوصية وأمر من محمود عباس .. بإلغاء عدد من دوائر منظمة التحرير الفلسطينية بشكل نهائي .. مثل دائرة الشؤون العسكرية .. حيث لا حاجة لها حسب تقديرهم .. وكذلك دائرة لقدس .. وهذا له مدلولاته السياسية والوطنية .. وكذلك دائرة المغتربين .. وقد سبق وأن ألحقها محمود عباس بالخارجية عقاباً لمديرها ومن معه من العاملين فيها ..

وهل يعقل أن يتم دمج العديد من الدوائر الأخرى .. لتكون ضمن صلاحيات الحكومة الفلسطينية .. أي تشكيلة السلطة التي انبثقت عن أوسلو المشؤوم .. ولهذا تهميش للمجلس الوطني والمركزي وحتى المنظمة .. لتصبح المؤسسات الفلسطينية ليست أكثر من ديكورات …!!

وهل يعقل أن يتم تعديل القانون الأساسي في منظمة التحرير الفلسطينية .. ليمنح المجلس المركزي صفة التشريع .. أي أن تنزع السلطات التشريعية من المجلس الوطني .. حيث هو أعلى سلطة تشريعية.. لتذهب إلى المجلس المركزي .. الذي سيشكله بعناية محمود عباس .. ليكون على مقاسه .. وليصبح المركزي هو صاحب سلطة .. تمنحه سلطات نافذة .. بإمكانها أن تحلِّ المجلس التشريعي …!!

محمود عباس ماضياً في تعزيز الديكتاتورية التشريعية والتنفيذية والسلطوية .. ويكرس تهميش الشعب ويشرعنه .. إنها مهزلة .. وستنتهي .. وقد اقتربت نهاية الفاجرين بظلمهم وجبروتهم .. هذا التخبط وهذا التغول على مؤسسات الشعب .. واغتصاب حقوقه .. إنما هو الإنقلاب الحقيقي على الشعب الفلسطيني ..!!

د. احمد محيسن – 2018/05/03

مقالات ذات صلة