أخبار الجاليات العربية

تعليق على الاعتداء بالحرق في برلين إننا بحاجة إلى انتفاضة اللاجئين الشرفاء!

Kommentar zum Brandanschlag von Berlin: Wir brauchen einen Aufstand der anständigen Flüchtlinge!

Foto: Polizei

29.12.2016 – 14:01 Uhr

قلم يوليان رايخلت

Deutsche Version: Wir brauchen einen Aufstand

der anständigen Flüchtlinge

سنة 2016 التي بدأت بالتحرش الجنسي الجماعي في كولونيا نراها تنقضي بجريمة قتل ماريا ل. البالغة من العمر 19 عاما والاعتداء الإرهابي على سوق عيد ميلاد في برلين ومحاولة سبعة من الشبان اضرام النار برجل متشر.

السمة المشتركة لهذه الأعمال الوحشية ستتحكم بالحملة الانتخابية لعام 2017 في ألمانيا وستحدد مستقبل المستشارة أنجيلا ميركل: في كل مرة كان الجناة من اللاجئين الذين لم يجنوا على ضحاياهم فحسب، بل أيضاً على كرم هذا البلد وتعاطفه الإنساني.

مراراً وتكرراً نشهد في الجدل الدائر حالياً في ألمانيا طرحاً لحجج مفادها أن في صفوف الألمان أيضاً ذات العدد من الجناة والمجرمين. وبالطبع أن أكبر سمة مشتركة بين الغالبية العظمى من الناس الذين قدموا إلى بلدنا ليست الإجرام وإنما فقط إرادة هؤلاء النازحين في العيش بسلام هنا. وهذا الحق لن يسلبه أحد منهم.

ألمانيا تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي وجدت رداً إنسانياً على الذبح الشنيع الذي لا يُحتمل في سوريا. أعدادٌ لاتعد ولاتحصى من الناس مع أطفالهم الذين يعيشون اليوم بيننا لكانوا في عداد الموتى لو لم تكن لهم فرصة مستقبل أفضل في ألمانيا إزاء قسوة رحلة النزوح. وكل إنقاذ لروح إنسان تم بهذا الشكل لهو إنجاز تاريخي.

ولكن ما يلفت النظر الآن هو أننا في مواجهة ظاهرة عنف تكاد تكون غريبة علينا والتي يعود مصدرها بشكل واضح الى الشرق الأوسط. ظاهرة التحرش الجنسي الجماعي التي شهدناها في كولونيا لم يسبق لنا أن رأيناها إلا في ميدان التحرير في القاهرة. وإرهاب التطرف الإسلامي ينحدر بالضبط من تلك البلدان التي يأتي منها معظم اللاجئين إلينا.

النار تُضرم بالبشر في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

الاعتداءات بالساطور على ضحايا تم اختيارها عشوائياً كما هو الحال عليه في قطار بالقرب من مدينة فورتسبورج لم نكن نعرفها لحينه.

كما أنه ليس من إنسان فجر نفسه في ربوع بلادنا بالصورة التي حدثت في مدينة أنسباخ.

بغض النظر عن ما إذا كانت سياسة اللاجئين قد أدت إلى مزيد من العنف في ألمانيا أم لا، فإننا فجأة قد أصبحنا نشهد أشكالاً جديدة من العنف. وهذا العنف ليس فقط تعبيراً عن احتقار خاص لأفراد وإنما أيضاً لمجتمعنا.

ولهذا اليوم لم أسمع من الساسة ولا حتى كلمة واحدة لها معنى ووقع على هذه الظاهرة الخطيرة. إننا نرى شللاً يصدمنا ونسمع عبارات تكنوقراطية طنانة لامعنى لها بالنسبة لمعظم الناس، ناهيك عن تمتعها بالقوة التي تطمئنهم وتؤكد لهم أن حكومة بلادهم لن تتهاون في التعامل مع هذا العنف.

وفيما يلي أدرج ما كنت سأقوله لو كنت سياسياً:

أعزائنا اللاجئين، إننا نعلم بأن معظمكم يمقت العنف لأنكم تعرفون العنف واختبرتم العنف ولأنكم لتوكم نجوتم منه. وكدولة بوسعنا أن نفتخر بأنكم قد أصبحتم جزءا من مجتمعنا ولكن هذا يلقي أيضاً واجبات على عاتقكم.

عندما وقع اعتداء بالنار عام 2000 على كنيس يهودي في دوسلدورف، فقد دعا المستشار الألماني آنذاك جيرهارد شرودر إلى “انتفاضة الشرفاء” وهذا ليس للاشتباه بالجميع وليس لأنه كان يعتبر كل الناس في هذا البلد معادين للسامية وجناة يضرمون النار، وإنما لأنه كان يعلم أن الفعلة هم من وسط مجتمعنا ولأن الكثير من الناس ولفترة طويلة يغض الطرف عن التطرف وقت نشوءه. المستشار شرودر كان يعلم بأن الكثير من الناس في كثير من الأحيان يتقبلون على مايبدو أموراً صغيرة لا أهمية لها ظاهرياً إلى أن تحصل الأفعال الشنيعة. (وبالمناسبة فقد تبين في نهاية المطاف أن الجناة كانوا شابين عربيين).

ما نحتاج إليه هو انتفاضة اللاجئين الشرفاء.

أنتم من عليه النهوض في وجه كافة اللاجئين القاصرين وفي أغلب الحالات المصابين بالملل والضجر وتفهيمهم بأنهم من خلال أفعال العنف التي يرتكبونها فإنهم يسخرون من هذا البلد ويبصقون عليه، هذا البلد الذي منحكم ومنح أطفالكم ملاذاً وموطناً يحتضنكم، ويوفر لكم فرصة بناء مستقبل أفضل.

أنتم من عليه تبليغ الشرطة إذا كان هناك شخص من وسطكم قد سلك درب التطرف.

وأنتم من عليه إنذار السلطات عندما ترون في مخيماتكم شخصاً ما يرفع ظاهرياً من باب الدعابة اصبع التوحيد كرمز لداعش أو عندما يتباهى الشبان بأعمال عنف.

وأنتم من عليه الحرص والانتباه في مساجدكم إلى عدم تضمن أية خطبة ولا لأية كلمة معادية لدستوربلادنا وأنتم من يتوجب عليكم كذلك المطالبة بذلك.

وأنتم من عليه أن يقول لأبنائه وإخوته وأبناء أعمامه وأخواله وأحفاده بأنه لا يوجد رجل في ألمانيا له الحق في أن يمارس العنف ضد المرأة لمجرد أنها امرأة.

وأنتم من هو مسؤول عن الانتباه على فتيانكم وفتياتكم (حتى أولئك الذين يأتون لوحدهم من دون الآباء والأمهات إلى ألمانيا) ومعرفة مع من يدردشون ومن يؤثر عليهم وماهي الأفلام التي يشاهدونها على شبكة الإنترنت.

أنتم من عليه اتخاذ موقف ضد العنف الذي لم يسبق لنا أن عرفناه في بلادنا والذي لانريد أن نعيشه من جديد. إننا نعتبركم جزءا من مجتمعنا. والعبرة التي أخذناها من التاريخ كألمان هو أنه علينا أن ننبذ العنف وأن ننهض لمقاومته أيضاً إن كان عنفاً لايد

لنا فيه ولانتحمل المسؤولية عنه شخصياً. إننا ننهض ونقف جنباً إلى جنب ونتولى المسؤولية عندما يقوم شخص ما بمناهضة قيم بلدنا ومبادئه ومعاداتها. وهذا تحديداً ماجعل من بلدنا المكان الذي اخترتموه كملاذ لكم. وهذا تحديداً مايتوجب عليكم أنتم أيضاً القيام به. لقد هربتم من بلدانكم لسبب العنف المروع الذي يسودها. اعملوا على عدم لحاق هذه البربرية والوحشية بكم إلى هنا.

ولكي نقولها بكل وضوح: هذا ليس رجاء؛ هذا واجبٌ في ألمانيا.

مقالات ذات صلة