العيادة الطبية

روبوت خارق لمكافحة الأمراض سيشكل ثورة في عالم الطب

بدأ مجموعة من العلماء الأمريكيين العمل على تطوير تكنولوجيا جديدة لمكافحة الأمراض تقوم على استخدام الـروبوت في المجال الطبي، وهي التكنولوجيا التي قد يشكل نجاحها ثورة حقيقية في عالم الطب وعلاج الأمراض البشرية.

ومن المفترض أن يتوصل العلماء إلى استخدام الـروبوت في عمليات زراعة الأعضاء الصغيرة وإنتاج الخلايا البشرية، وذلك بدقة وكفاءة عالية، حسب ما ذكرت جريدة دايلي ميل البريطانية في تقريرها.

وطور الباحثون نظاما لأتمتة إنتاج الأعضاء من الخلايا الجذعية البشرية، باستخدام روبوتات معالجة بالسوائل، وهي على عكس البشر لا تتعب أو تخطئ.

وأظهر فريق البحث كيف يمكن للنظام أن يُدخل بنجاح الخلايا الجذعية إلى أطباق لزراعة آلاف الكلى المصغرة في أقل من شهر.

ونقلت الصحيفة عن بنجامين فريدمان، وهو عالم في كلية الطب في جامعة واشنطن قوله: هذا سلاح سري جديد في كفاحنا ضد المرض. علاوة على ذلك، لا يتعب الروبوت ولا يخطئ. وليس هناك شك بالنسبة للمهام المتكررة والمملة، حيث تعمل الروبوتات بشكل أفضل من البشر.

وخلال عمليات البحث والدراسة التي يجريها هؤلاء العلماء الأمريكيون تم استخدام نظام روبوتي لإنماء الكلى العضوية من الخلايا الجذعية متعددة القدرات، والتي يمكن أن تصبح أي نوع من الأعضاء.

وتمكنت الروبوتات من إدخال الخلايا الجذعية إلى أطباق تحتوي على ما يصل إلى 384 من الصفائح الدقيقة. وعلى مدار 21 يوما، نمت إلى شكل عضوي مبسط من الكلى.

ويمكن أن تتصرف الأجسام العضوية المبسطة بطرق عديدة مثل العضو المستبدل ما يجعلها أداة مهمة للبحث الطبي الحيوي.

كما استخدم الباحثون نظاما آليا يسمى تسلسل الحمض النووي الريبي ذا الخلية الواحدة، لتحديد الخلايا في الأعضاء المصغرة، بهدف الكشف عما يكون كل منها.

وأوضـح فريدمان أن النــتـائج تقدم فكرة أفضـل عن طبيعة هذه المركبات العضوية وتوفر خطا أساسيا، يمكن من خلاله إجراء التحسينات الطبية الضرورية.

وسمحت التقنيات الجديدة للباحثين بزيادة عدد خلايا الأوعية الدموية في الأعضاء المصغرة، ما يجعلها أشبه بالشيء الحقيقي، كما تساعد في البحث عن الأدوية المطورة اللازمة لمكافحة الأمراض.

إنسان آلي مقاتل

ولا يتوقف طموح العلماء عند استخدام الروبوت في عمليات علاج المرضى والقضاء على الأمراض والأوجاع لدى البشر الحقيقيين، وإنما يتوسع إلى العديد من المجالات والمهام الأخرى، سواء استخدامات مدنية أو عسكرية.

وفي أحدث استخدامات الروبوت التي يجري العمل على تطويرها تقوم الهند حالياً بتطوير إنسان آلي مقاتل يلبي حاجاتها العسكرية، وذلك أسوة بالعديد من الدول التي تقوم باستخدام الآلات في المعارك والحروب حفاظاً على أرواح الجنود، كما هو الحال بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة اللتان تتسابقان على إنتاج جيوش آلية بالكامل.

وشكلت الهند، في شباط/فبراير الماضي، فرقة عمل مكونة من 17 عضوا، تضم مسؤولين من الجيش الهندي ووزارة الدفاع ومقاولي الأسلحة ومنظمات البحوث، لبحث مسألة تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث ترى نيودلهي أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تعيد تشكيل الأمن القومي والدفاع، حيث تهدف إلى مواكبة القادة في هذا المجال.

وذكرت تقارير هندية أن الأهداف التي تعمل عليها المجموعة تشمل تطوير أنظمة روبوتية ذكية ذاتية التحكم، وفقا لما ذكره أجاي كومار، سكرتير قسم إنتاج الدفاع في وزارة الدفاع الهندية.

وقال كومار لإحدى الصحف الهندية: العالم يتحرك نحو الحرب التي يقودها الذكاء الاصطناعي، كما تتخذ الهند الخطوات اللازمة لإعداد قواتنا المسلحة، لأن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على إحداث تأثير هام على الأمن القومي. وقد أنشأت الحكومة فرقة العمل التابعة للذكاء الاصطناعي لإعداد خريطة الطريق الخاصة بها.

وأوضح كومار أن من المتوقع أن تبدأ الحكومة في طرح مناقصات أولية لإدخال الذكاء الاصطناعي في الدفاع، في غضون عامين.

وشهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي أو الخوارزميات الأكثر دقة باستخدام التعلم الآلي، تطورا سريعا في السنوات القليلة الماضية. وإذا تم اعتمادها من قبل الجيش، يمكن استخدامها في عمليات الاستهداف التلقائي والتحليل الآلي لبيانات الاستخبارات، وتحسين اللوجستيات وغيرها من المهام.

وكانت روسيا ابتكرت العام الماضي إنساناً آلياً جديداً يعمل في المجال العسكري ويمكن التحكم فيه عن بعد، وهو عبارة عن جندي جديد ينضم إلى صفوف الجيش الذكي الذي تعمل روسيا على تأسيسه.

وقامت الصناعة العسكرية الروسية بتصنيع منصة أوتوماتيكية تسمى نيريختا يتم التحكم فيها عن بعد، ويمكن أن تنصب ثلاثة نماذج من الروبوتات أحدها قتالي وآخر للاستطلاع والثالث للنقل.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن رئيس إدارة الاختراعات في وزارة الدفاع الروسية العقيد أوليغ بومازويف قوله إن الروبوت القتالي مزود برشاش كورد الثقيل عيار 12.7 ملم ورشاش الدبابة كلاشنيكوف عيار 7.62 فضلا عن قاذف القنابل الأوتوماتيكي آ غي ـ 30 إم.

ويتم الاتصال بالروبوت بواسطة لوحة كمبيوترية للتحكم عن بعد لمسافة تصل إلى 20 كيلومترا، علما بأن مركز قيادة الروبوت يمكن أن يتم نصبه داخل عربة جيب.

ويمكن استخدام المنصة الأوتوماتيكية نيريختا أيضا كعربة دعم للمشاة في ميدان القتال، أو لنقل الحمولة أو الاستطلاع لاكتشاف مواقع المدفعية المعادية وإجلاء الجرحى من ميدان القتال.

وكانت شركة كلاشنيكوف الروسية أيضا قد انتهت العام الماضي من تجربة ناجحة للروبوت القتالي الجديد الذي أطلقت عليه اسم سوراتنيك وذلك ضمن مشروع تصميم روبوتات يتم التحكم بها عن بعد، وهو المشروع الذي يتم لصالح وزارة الدفاع الروسية.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن مدير عام شركة كلاشنيكوف أليكسي كريفوروتشكو قوله إن التجربة جرت في ظل محاكاة لظروف القتال الحقيقي، وقد لفت الروبوت اهتمام الأجهزة الأمنية الروسية الأخرى إلى جانب القوات المسلحة.

وأضاف أن روبوت سوراتنيك القتالي مزود حاليا برشاش كورد الثقيل، لكن بالإمكان تزويده بأنواع أخرى من الأسلحة مع العلم أنه لا يجري تصميم سلاح خاص به.

وكانت روسيا كشفت في العام 2016 عن قناص آلي يُحارب في صفوف جيشها، وهو الأول من نوعه في العالم ويمكن أن يشكل ميزة يتفوق بها الجيش الروسي على غيره في المعارك القتالية البرية التي تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه جنود المشاة في العادة.

والقناص الآلي كشفت عنه شركة لوبيف آرمز الروسية المتخصصة في تصنيع بنادق القنص فائقة الدقة، حيث قال ناطق باسم الشركة إن الروبوت التكتيكي الجديد تعلم تسلق السلالم وإطلاق النيران من الشبابيك. وتم تصميمه خصيصا لخوض معارك المدن ومكافحة الإرهابيين، وبوسعه انتظار هدفه مدة 30 ساعة، ثم يجب بعدئذ أن تغيّر بطاريته.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة