الشتات الفلسطيني

أبوجابر: على القيادات الفلسطينية أن تقف وتناقش الوضع الفلسطيني بشكل جدّي

عبر لقاء مع سمير لوباني، عضواللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومسؤولها السياسي على قناة القدس، حول الهجرة، وجه فيه التحية للشعب الفلسطيني أينما كان، في الوطن والشتات، كما وجه التحية للنازحين الذين يعانون من ظرف قصري صعب جداً ومهين.

وخلال اللقاء قال أبوجابر عن الهجرة: أما عن أسباب الهجرة، فهناك أربعة أطراف يتحملون مسؤوليتها، أوّلاً: المجتمع الدّولي الذي لم ينصف الفلسطينيين ولم يعطهم حقوقهم، وثانيا: تقع على عاتق الاحتلال الذي لم يعترف ولن يعترف ولم يعط الفلسطينيين أي حقّ من حقوقهم من خلال كل الاتفاقيات، وثالثاً: الدّول المضيفة التي تتنكر لحقوق الفلسطينيين، ورابعاً: الأنروا كمنظمة معنية بأوضاع الفلسطينين، ومنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. أما الأزمة بجوهرها، فهي أزمة طبيعية جدّاً بما يمكن أن نتحدّث عنه، فالفلسطيني يعاني من الأمرين فإذا تعلّم مشكلة، وإن لم يتعلم مشكلة، وخاصّةً في لبنان، فالفلسطيني غير معترف به كإنسان ليس له أي حقوق مدنيّة أواجتماعيّة، وليس معترفاً به كإنسان يمشي على قدميه غير معطى أي حق من حقوقه أوأي هامش من الهوامش، وبالتالي فالفلسطينيّون في لبنان يعانون من أمرّين، فقد سألت رفاقنا في غزّة بعد جولة أقاموها هناك، أيهما أفضل لبنان أوغزّة، فقالوا: غزّة أفضل بألف مرّة، وسألت أم الشهيد محمد أبوخضير أي الأفضل لبنان أوالضفّة، فكان جوابها أن الضفة أفضل بألف مرّة.

إذا معاناة الفلسطيني هنا، ونزوح الفلسطيني من سوريا، وجاءت الأنروا لتكرّم الشعب الفلسطيني، فقامت بقطع إيجار المنازل، وقلّصت موضوع الإغاثة، كما قلّصت الطبابة عن المقيم حتى في نهر البارد، وعن اللاجئ، لذلك تفاقم هذا الوضع، وإجراءات الأنروا الأخيرة التي بشّربها وهي إقفال المدارس أمام نصف مليون فلسطيني، وإغلاق سبعمائة مدرسة وإغلاق حوالي ستمائة مستوصف، وطرد أكثر من ثلاثة وعشرين ألف ومئتين وتسعة وأربعين موظّفاً، وبالتالي هذا الموضوع يفاقم الأزمة، وبالنسبة للبنان فحن حتى عام 2014 خمسمائة واثنان ألف مسجلين في الدوائر الرسمية، ونحن الموجودون على الأرض دون الماءتين والثمانين ألف، وعلى الرغم من كل ذلك نعاني الأمرّين، ليس لنا حقّ عمل حتى في دول الخليج، فالفلسطيني يستطيع السفر إلى بلدين لسلطنة عُمان وأذربيجان، وعندما يكون في منطقة الشمال أربعة آلاف خرّيج جامعي لا يعملون أين مسؤولية الدولة تجاههم، وأين مسؤولية المجتمع، فهناك العديد من الشباب حملة دراسات عليا وهم مستعدون أن يعملوا في أي عمل، فما المطلوب من الفلسطيني أن يركب البحر ويموت، وبالتالي العرب يساهمون في الحفاظ على وصيّة رابين الذي قال: “أفضل فلسطيني، هوالفلسطيني الميّت”.

ويتابع، ومنظمة التحرير هي من ضمن الإطار الذي يتحمّل مسؤولية في ما يتعلق بالشعب الفلسطيني، لأنّها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والمنظمة تسعى ما بوسعها لتقلّص هذه الأزمة، ولكن السؤال “هل العرب سيتجاوبون مع هذه الأزمة ؟” خصوصاً بعدما عرفنا أن هناك دولة واحدة فقط تدفع للمنظمة والبعض كلّه رمى الفلسطينين وراء ظهره، لذلك قلت أنا لا أبرئ المنظمات والقيادات الفلسطينية في أن يبحثوا عن حلّ، لأنّ المسؤول عليه أن يبحث عن حلّ وبالتالي نحن جزء من هذا الموضوع.

ويضيف، والشباب هم رافعة المجتمع الفلسطيني، وبالتالي على القيادات الفلسطينية أن تقف وتناقش الوضع الفلسطيني بشكل جدّي، وتناقش هذه الأزمات وبالتالي نحن رفعنا كقيادة معنية في هذا الموضوع رسائل إلى الجهات المعنية، وطلبنا منها معالجة هذا الموضوع مع الدول المضيفة، ومع الدول العربية، وأيضاَ مع الممولين الفلسطينيين الذين يمكن من خلالهم تخفيف جزء من هذه الأزمة، وبالتالي هذه مشكلة إذا لم تحل سنتفجر، وأتمنى معالجتها لأن الإشكال بوضوح شديد كبير، والبطالة تزيد، وإذا طبقت الأنروا إجراءاتها وأوقفت المعلمين، فهناك الفان ومئتان وتسعة وأربعون موظّفاً سيفنشون، فعلى القيادة الفلسطينية أن تبذل جهداً رغم أن هناك ألف جهة تشتغل فينا لأجل إنهاء حقّ العودة وتهجير الفلسطينيين، إلا أن هذا الموضوع أساسي، وعلينا أن نبدأ فعلاً بالتغيير.

فالنسيج الاجتماعي تضربه الدول العربية، فالكل يريد الفلسطيني في حضنه والكل يريد أن يحتوي القرار الفلسطيني، وبالتالي يريدون أن يملوا مواقفهم على الشعب الفلسطيني، أي هم ليسوا مع فلسطين، بل هم مع أن يخرج الشعب الفلسطيني، وبوضوح شديد ما أريد قوله للعالم العربي:” استيقظوا من ثباتكم، ضعوا خلافاتكم جانباً، وتوحدوا لأن المستفيد اثنان الإدارة الأميركية وإسرائيل، لذلك أهم شيء أن نجلس حول طاولة الحوار، ونتفاهم ونتوحد.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت- لبنان.

الخميس في 20-8-2015

مقالات ذات صلة