المقالات

أوقفوا ترانسفير الشباب !! ..

في كافة مراحل نضال الحركة الوطنية الفلسطينية لعب الشباب الفلسطيني الدور الهام والفاعل في تنظيم قوى الثورة وإبقاء جذوة الصراع مع الاحتلال الصهيوني مشتعلة . وتجلت معالم هذا الدور حضوراً مع انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وبُعيد هزيمة عام 1967، وما أنتجته الهزيمة من حالة عصف فكري وتنظيمي لدى الشباب طورت في وعيه وقدرته على اخرج الحركة الوطنية الفلسطينية من الوصاية العربية، ومكنته من حشد وتعبئة وتنظيم جماهير شعبنا الفلسطيني في إطار قوى وتنظيمات متنوعة ومختلفة فكرياً وتنظيمياً، وبالاستفادة من تجارب حركات التحرر العربية والدولية التي نالت شعوبها استقلالها وحريتها من الاستعمار.

وقد شكّل الشباب أيضا عنواناً في إدارة الفعل الوطني الكفاحي والديمقراطي، وتجلى ذلك في مرحلة انتفاضة الاستقلال الأولى وانتفاضة الأقصى الثانية، وهبة القدس الثالثة. هذا الى جانب امتلاكه القدرة العالية على تنظيم وتثبيت قواعد النضال الديمقراطي في الجامعات والمعاهد الأكاديمية؛ فالشباب كان ولازال في المجتمعات عامة ومجتمعنا الفلسطيني خاصة الذي يعيش تحت وطأة ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية قاسية فرضها الاحتلال وحالة الانقسام ، يشكل فيه الشباب الشريحة المجتمعية الأكثر طموحاً نحو التغيير والتقدم ولا تقف عند طموحهم حدود .

ولأن مقياس نمو وتطور المجتمعات وازدهارها وتقدمها هم الشباب إلى جانب الموارد الطبيعية، الشباب الواعي المتمتع بالحماسة الدائمة والحركة والحيوية والقدرة على التخطيط والتنظيم والبناء.

ورغم أن مجتمعنا الفلسطيني الذي يمتلك قوة هائلة وجبارة وطاقة مستديمة من الشباب الواعي الذي بلغت نسبته وفقاً للإحصائيات الرسمية من الجنسين في الفئة العمرية (15_19 ) 30% ، بينما بلغت في الفئة العمرية من (20 _ 29 ) 63% من إجمالي التعداد السكاني في الضفة وقطاع غزة البالغ نحو 4،8 مليون وثمانمائة ألف نسمة .

إلا أنه مجتمعاً بات يعيش حالة من الإضعاف والتدمير لهذه القوة بفعل غياب البرامج الحكومية والمؤسساتية والتنظيمية القادرة على توظيف هذه الطاقة واستثمارها بما يخدم على تعزيز صمود مجتمعنا في مواجهة تحديات المرحلة، فالانقسام وما خلفه في وعي الشباب من انسداد أفق الحياة، ومتطلبات العيش الكريم، وغياب الحاضنة، والإحساس بالعجز وفقدان الثقة بالقدرة على التغير ، ملكه شعور وإحساس بالاغتراب عن هذا المجتمع، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن مواطن أخرى تحقق له ولو بالحد الأدنى سبل الحياة الكريمة في مجتمعات بما يتنافى مع قيمه ووعيه أحياناً.

وفي ضوء حالات الهجرة التي حصلت من قطاع غزة وانتشار ثقافة الهجرة والبحث عن ملاذ آمن لتحقيق الذات التي باتت تنتشر بين أوساط الشباب وخاصة اليافعين والخريجين أصحاب العقول المنتجة إلا يستدعي من كافة جهات الاختصاص دق ناقوس الخطر؟، ووضع البرامج والخطط الاستراتيجية والابتعاد عن الحلول الجزئية والمؤقتة التي ستعجز عن مواجهة الترانسفير الذي قد يتدحرج من الحالة الفردية إلى الحالة الجمعية. إلا يتوجب إدراك حقيقة أن الشباب هم بناة المجتمعات، وان المجتمع الشاب هو اقوي المجتمعات؟.إلا يفترض تحمل المسؤوليات وأنقاض مجتمعنا الفلسطيني وتعزيز صموده ؟.

جواد أبو حسنة

30 نوفمبر, 2016

مقالات ذات صلة