شؤون فلسطينية

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يبحث في إسطنبول خيارات التصدي لـ صفقة القرن

انطلقت أعمال الاجتماع الثاني للهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أمس الجمعة في مدينة إسطنبول التركية، بحضور أعضاء الهيئة العامة للمؤتمر من مختلف دول العالم.

ويأتي الاجتماع الثاني للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في ظل تطورات سياسية وأمنية إقليمية ودولية بالغة الخطورة، خاصة تلك التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وما بات يسمى بـ صفقة القرن.

وتناقش الهيئة، في اجتماعها، استكمال هياكل المؤتمر واعتماد النظام الأساسي وعضوية المؤتمر والخطة الاستراتيجية للمؤتمر، كما سيتم توسعة الهيئة العامة للمؤتمر لتضم مختلف شرائح الشعب الفلسطيني وخصوصاً فئة الشباب.

كما ستبحث الهيئة في اجتماعها سبل التصدي لصفقة القرن التي تستعد الإدارة الأمريكية لإطلاقها بالتنسيق مع قوى إقليمية، بالإضافة لمناقشة وضع خطط عمل فعالة لإفشال محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

كما تتضمن الندوة أربع أوراق عمل أساسية تتناول قضية اللاجئين وأزمة الأونروا، والأزمات الراهنة للاجئين الفلسطينيين، والأفق السياسي المطروح لإدارة قضية اللاجئين، والورقة الأخيرة تبحث الحركة الشعبية للاجئين لمواجهة التحديات.

وأكد رئيس الهيئة العامة للمؤتمر سليمان أبو ستة، على اكتمال النصاب لعقد اجتماع الهيئة العامة الثاني، مشيراً إلى أن أعداد المنضمين إلى المؤتمر الشعبي في ازدياد مستمر منذ تأسيسه في العام 2017، مشدداً في الوقت ذاته على حرص المؤتمر على كفاءة ونوعية الأعضاء المنضمين له من جميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الخارج.

وأكد أبو ستة في كلمة له خلال افتتاح أعمال الاجتماع، أن فلسطينيي الخارج يقع عليهم واجب تاريخي وانساني كبير، فهم الان 6 مليون في الخارج ثلاثة أرباعهم شباب متعلمون في كل المجالات وفي النشاطات الوطنية والاجتماعية، مؤكدا أن هؤلاء هم الذين يجب أن نستقطبهم ويكونوا جالسين ومشاركين في المؤتمر المقبل.

وشدد أبو ستة على أن الفلسطينيين في أوروبا لديهم قدرات كبيرة يجب استغلالها في كل ميدان مشيرا إلى ضرورة التشبيك مع حركة المقاطعة الدولية لـ إسرائيل والتشبيك مع كل الجمعيات والمنظمات الصديقة لفلسطين والمدافعة عن القضية الفلسطينية.

ودعا إلى رفع قضايا ضد الاحتلال في المحاكم الدولية، محذرا من تلكؤ السلطة الفلسطينية في هذا المجال.

ودعا أبو ستة المؤتمر إلى صياغة خطاب رسمي قانوني بالانجليزية وتقديمه لكل دول العالم وسفاراتها بأننا نحن شعب فلسطين نرفض أن نباد قانونا وفعلا ووجودا ورمزا، وأدعو أن نتصل بكل الدول لبيان هذا الكلام، وفق تعبيره.

من جهته تقدم الأمين العام للأمانة العامة في المؤتمر الشعبي منير شفيق في كلمته أمام الهيئة العامة بالتحية لشهداء مسيرة العودة، وما عبرت عنه من وحدة وطنية جمعت الشمل الفلسطيني كله في قطاع غزة ليخوض انتفاضة شعبية فلسطينية لحماية قاعدة المقاومة المسلحة الواقعة تحت الحصار.

وقال: لقد أكدت هذه المسيرة السلمية على ثابت العودة، وهو الأصل السياسي للقضية الفلسطينية وأكدت على أولوية مواجهة الاحتلال الصهيوني سواء كان في محاصرته للقطاع أو تربصه بالقدس والضفة الغربية.

وشجب شفيق التنسيق الأمني المعيب الذي اعتدى على المتظاهرين في رام الله الذين احتجوا على عقوبات غزة، شاكراً الفصائل الفلسطينية المقاومة التي قاطعت اجتماع المجلس الوطني تحت الاحتلال وخصوصا الجبهة الشعبية.

وأكد أن الساحة الفلسطينية تواجه معضلة حقيقية مع سلطة رام الله وعباس من خلال التناقض بين سياسة إيجابية ومهمة في مقاطعة أمريكا والتنديد بصفقة القرن شريطة الثبات عليها من جهة ولكنها من جهة أخرى مقرونة بسياسة تدميرية بالتنسيق الأمني ومعاقبة غزة.

وأشار شفيق إلى أن هذا التناقض يجب أن يزال بتثبيت مقاطعة أمريكا ورفع العقوبات عن القطاع وبناء الوحدة الوطنية مع كل الفصائل الفلسطينية لاسقاط مشروع صفقة القرن.

وأشار شفيق إلى ان المؤتمر الشعبي من خلال رئاسة الهيئة والأمانة العامة أسهم منذ انطلاقه في دعم كل النضالات التي خاضها الشعب الفلسطيني لا سيما مسيرة العودة، والوقوف ضد عقد المجلس الوطني تحت الاحتلال.

من الجدير ذكره أن جدول أعمال اجتماعات الهيئة العامة لهذا اليوم في إسطنبول يتكون من ثلاث جلسات يتخللها عرض تقرير الأمانة العامة لعام 2017 ومناقشته، بالإضافة إلى اعتماد عضوية الأعضاء الجدد في الهيئة، وعرض الخطة الاستراتيجية بالإضافة إلى مناقشة محددات خطاب المؤتمر.

وفي فبراير/شباط 2017 انطلق مؤتمر فلسطينيي الخارج من مدينة إسطنبول التركية، وهو يتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقراً له.

ويهدف المؤتمر لـ إطلاق حراك شعبي، لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج في قضيتهم، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة الشعب الفلسطيني.

وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج ستة ملايين بحسب مصادر غير رسمية، معظمهم لاجئون في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، في حين يعيش آخرون بدول أوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى.

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيلول (سبتمبر) العام الماضي سعيه لطرح الصفقة، شرع صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في وضع الخطة التي لا تتوقف التسريبات عن مضامينها.

إسطنبول – وكالات

مقالات ذات صلة