شؤون فلسطينية

تفاهمات بين عباس والأمم المتحدة حول دورها وشروط عملها في غزة

كشف مسؤولون فلسطينيون عن التوصل إلى تفاهمات مع الأمم المتحدة في شأن كل ما يتصل بعملها في قطاع غزة، خلال لقاء جمع رئيس السلطة محمود عباس، وممثل الأمم المتحدة الخاص في القدس نيكولاي ملادينوف في رام الله الأسبوع الماضي، وجاء بعد قطيعة بين الجانبين.

وفيما وصل ملادينوف إلى القاهرة أمس لمحادثات حول غزة وجهود المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، أفادت أنباء إسرائيلية بأن الاتحاد الأوروبي يفحص للمرة الأولى إن كانت أموال الدعم التي يقدمها إلى السلطة الفلسطينية، يستفيد منها أهالي الأسرى والشهداء، علماً أن بياناً أوروبياً أكد أخيراً أن الاتحاد يدرس الدعم المالي للسلطة لضمان صيغ ذات فاعلية تخدم هدف الدولتين.

وقال المسؤولون الفلسطينيون لـجريدة الحياة، إن عباس وافق على لقاء ملادينوف، بعد محاولات عدة بذلها الأخير، بهدف الاستماع منه إلى حقيقة الدور المنوط بالمنظمة الدولية في غزة، والعلاقة بين مشروعها والخطة السياسية الأميركية للقطاع.

وسبق اللقاء وصول رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله قال فيها إن الأمم المتحدة ستضطر إلى الإشراف على المشاريع الإنسانية في غزة في حال رفض الحكومة الفلسطينية العودة إلى العمل في القطاع.

وقال المسؤولون إن ملادينوف أكد لعباس في اللقاء، إنه يعمل وفق التفويض الممنوح له في (الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67)، وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، كما برر عمله المنفصل في غزة، بانسحاب الحكومة الفلسطينية من القطاع نتيجة فشل المصالحة، لكنه أبدى استعداده للعمل مع السلطة في كل خطوة يقوم بها في غزة، مشدداً على أنها السلطة الشرعية في كل الأراضي الفلسطينية. (المحتلة)

ويعتبر ملادينوف، في لقاءات خاصة، أن المصالحة ممر إجباري للحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية (المحتلة) وحل المشكلات التي يعاني منها القطاع، وتنفيذ مشاريع الأمم المتحدة فيه.

ويدور صراع خفي بين الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية على دور الأمم المتحدة في قطاع غزة. وكانت الإدارة الأميركية عقدت الشهر الماضي مؤتمراً خاصاً في واشنطن للبحث في «الحاجات الإنسانية» في قطاع غزة. وأعلن مسؤولون أميركيون عقب الاجتماع عن الشروع في جمع أموال بقيمة بليون دولار لتنفيذ مشاريع إنسانية في القطاع عبر الأمم المتحدة.

لكن السلطة رأت في الخطة الأميركية محاولة لفصل غزة عن الضفة، وجعل القطاع مركزاً للحل السياسي، فيما تحدث البعض عن محاولة للضغط على السلطة من أجل العودة إلى المسار السياسي الذي أوقفته عقب اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأكد المسؤولون الفلسطينيون أن التفاهمات الأخيرة بين السلطة والأمم المتحدة تضع حداً للمساعي الأميركية الرامية إلى فصل القطاع عن الضفة، ضمن ما يسمى «صفقة القرن» الأميركية للسلام.

وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات في مؤتمر صحافي في رام الله، إن الخطة الأميركية- الإسرائيلية الجاري تطبيقها على الأرض، تقوم على فصل قطاع غزة، وضم القدس والمنطقة ج التي تساوي 60 في المئة من مساحة الضفة، وحصر السلطة في 40 في المئة من مساحة الضفة.

مقالات ذات صلة