الشتات الفلسطيني

اتفاق تحييد مخيم اليرموك || تشكيك بإمكانية تطبيقه.. واستمرار عمليات القنص

نقل مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر عن مصادر فلسطينية قولها ان عمليات قنص واشتباكات محدودة جغرافياً استمرت في مخيم اليرموك بعد يومين على توصل أطراف النزاع لاتفاق حول «تحييد المخيم»، استمرت شخصيات فلسطينية بالتشكيك بإمكانية تنفيذه.

وقالت مصادر ميدانية لـ«السفير» إن المسلحين انكفأوا إلى داخل المخيم في المناطق المحاذية لمنطقتي التضامن والحجر الأسود المحيطتين بالمخيم. وجرت عمليات قنص أمس ذهب ضحيتها ثلاثة أشخاص على الأقل، كما جرت اشتباكات وصفت بـ«العنيفة» قرب محكمة اليرموك.

إلا أن هذه المناوشات لم تمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم. وقدرت مصادر فلسطينية عددها الإجمالي بعشرة آلاف شخص. وخرجت تظاهرة هتفت «بدنا نحكي علمكشوف سلاح ما بدنا نشوف»، وذلك قبل إقامة أكثر من صلاة جماعية في مساجد المخيم، دعا فيها الخطباء المصلين إلى تشجيع أهاليهم ومعارفهم على العودة والحفاظ على «حياد» المخيم.

لكن تحقق هذا الحياد ما زال مشكوكاً فيه، برأي المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أنور رجا، الذي أعاد التأكيد أن كامل قوات الجبهة انسحبت خارج المخيم. وقال رجا لـ«السفير» إن «الاتفاق لن يحصل. فهو يحتاج لطرفين صاحبي قرار. الطرف الفلسطيني لديه القدرة على اتخاذ قرار وتنفيذه، أما الطرف الآخر فمن هو؟ هل هو الجيش الحر، أم جبهة النصرة، أم لواء الإسلام أم لواء أحفاد الرسول…الخ؟ ومن يملك القدرة لأمرهم بتنفيذ هذا الاتفاق؟».

الأمر الذي يدفعه لتخيل عودة الأمور إلى التوتر مجددا، ربما أسوة بمناطق أخرى سبق لها أن شهدت اتفاقات متشابهة، مثل الزبداني وقدسيا وبعض مناطق ريف حمص، حيث انتهت معظم الاتفاقات بمواجهة مباشرة بعد حين.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح محمد يونس لـ«السفير» إن لجنة ميدانية تتواصل مع قيادات المسلحين في المخيم بغرض تأمين انسحابهم الكامل. وأضاف أن الاجتماع الذي عقد في مقر السفارة الفلسطينية منذ يومين بحضور «القيادة العامة» انتهى إلى هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن السفير الفلسطيني محمود الخالدي على اتصال مع الخارجية السورية التي أثنت على الخطوة، وأن الجميع يرغب في تطبيق هذا الاتفاق، مشيرا وجود مشكلة لدى الطرف الآخر، تتعلق بوجود فئات خارج السيطرة. وشددت اللجنة الميدانية التي تتواصل مع المسلحين «على ضرورة الانسحاب الكامل من المخيم».

السفير، بيروت، 22/12/2012

مقالات ذات صلة