شؤون فلسطينية

سفن كسر الحصار الجديدة تنطلق من إيطاليا صوب غزة بمشاركة نشطاء أجانب وعرب

أعلنت اللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة، أن «سفن كسر الحصار» التي انطلقت منتصف شهر مايو/ أيار الماضي من شمال أوروبا تحت شعار «لأجل مستقبل عادل لفلسطين»، أبحرت يوم أمس من ميناء باليرمو في جزيرة صقلية الإيطالية، وهو آخر محطة لها في القارة الأوروبية، تجاه شواطئ غزة.

وأكدت في تصريح صحافي أن هذه الرحلة “محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على غزة”، وللتأكيد على حق الفلسطينيين بـ”حرية الحركة من وإلى وطنهم”.

وأشارت الى أن الخطة الأصلية لتحالف أسطول الحرية الدولي الذي ينظم هذه السفن، كانت تقتصر فقط على حمل عشرات المتضامنين الدوليين والشخصيات العامة على متنها من أنحاء العالم لنقل «رسالة الحب والتضامن» مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال وتحت حصار لا إنساني “يتعرض بسببه المدنيون في قطاع غزة لعقاب جماعي غير قانوني يهدد حياة مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع”.

وأكدت أنه بسبب الأوضاع المأساوية لمستشفيات القطاع المحاصر والنقص الحاد في الأدوية، قرر التحالف المنظم للسفن حمل كمية من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، للمساعدة في معالجة جرحى مسيرة العودة، الذين سقطوا خلال الشهور الثلاثة الماضية، واستجابة لنداء الجرحى الذين حاولوا الخروج من قطاع غزة للعلاج على متن سفينة صيد محلية والذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل حوالي أسبوعين.

وكانت هذه السفن قد انطلقت من شواطئ النرويج قبل أكثر من شهرين، وجابت موانئ أوروبية لحشد الدعم والتأييد لسكان غزة، وباستمرار رحلتها إلى القطاع، فإنها تتحدى قرارا من محكمة “إسرائيلية” صدر قبل أيام، ويقضي بمصادرة إحدى هذه السفن الأربعة.

ومن المتوقع كعادة المرات السابقة، أن تقوم قوات الاحتلال بمنع وصول السفن ومن على متنها بالقوة، من خلال جرهم إلى أحد الموانئ “الإسرائيلية” بعد اعتقالهم، وترحيلهم من هناك إلى بلدانهم، رغم أن تلك السفن كانت تقل شخصيات وازنة من بينها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وبرلمانيون أوروبيون وآخرون حاصلون على جوائز نوبل.

وتعمدت سلطات الاحتلال منع سفن التضامن القادمة إلى غزة عبر البحر من أوروبا، وكان أعنف الهجمات تلك التي شنتها في نهاية أيار/ مايو 2010 على سفن «أسطول الحرية الأول»، ما أدى وقتها إلى مقتل عشرة متضامنين أتراك، وإصابة العشرات بجراح.

وأعربت اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، عن اعتزازها بالدعم الشعبي المتزايد لسفن كسر الحصار وأهدافها، خاصة في أوساط الشخصيات العامة والسياسيين والنشطاء في العديد من دول العالم، وقدمت شكرها لكل المتضامنين الدوليين مع حملة السفن، وخصت منهم المغني البريطاني الشهيرروجر ووترز، الذي نشر قبل بضعة أيّام رسالة مسجلة لدعم هذه السفن ومن على متنها من المتضامنين.

وثمنت اللجنة مشاركة كل من النائب الجزائري نابي هبريالذي عاد إلى وطنه بعد مشاركة جزئية في رحلة كسر الحصار بين ميناءين أوروبيين، وكذلك النائب الأردني يحيى السعود رئيس لجنة فلسطين الذي وصل أمس إلى جزيرة صقلية للمشاركة في الخطوة الأخيرة لرحلة السفن باتجاه غزة.

وقال جيمس غودفري، الناطق باسم اللجنة الدولية لكسر الحصار، إن هذه السفن تعتبر ضرورية لـ”إلقاء الضوء على فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحصار الظالم، والمساهمة في تعرية الموقف السياسي لكثير من الدول، التي تسكت على استمرار هذه الجريمة التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق مليوني فلسطيني”.

وأكد أن «عدم تحرك الدول لإنهاء هذه الجريمة لا يعطي العذر للشعوب بعدم التحرك»، داعياً في الوقت ذاته إلى مزيد من الضغط الشعبي الدولي لإنهاء الحصار.

روما – وكالات

مقالات ذات صلة