الشتات الفلسطيني

العثور على جثة بلال زيدان يشعل وسائل الإعلام اللبنانية

تباينت ردود الأفعال في وسائل إعلام محلية لبنانية إزاء العثور على جثة بلال زيدان، أحد عناصر تنظيم أنصار الله، في مخيم المية ومية، جنوب لبنان، وعليها آثار خنق وتعذيب وفق ما نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر أمنية لبنانية.

وقالت الصحيفة إن نهاية الشاب لا تقلّ غموضاً عن إعلان جماعته اعتقاله لاتهامه بالتخطيط لاغتيال أمينه العام الشيخ جمال سليمان قبل نحو أسبوع.

وكانت معلومات صحفية قد أشارت، الأسبوع الماضي، إلى اعتقال زيدان من قبل جماعته بتهمة العمل لصالح شبكة جاسوسية، بهدف اغتيال أمين عام أنصار الله، الشيخ جمال سليمان.

وفي بيان لها، يوم الخميس الماضي، قالت حركة أنصار الله إنه بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والشخصيات الوطنية والإسلامية في مخيم المية ومية في مقر الأمانة العامة لحركة أنصار الله، وتفادياً للغط القائم حول اغتيال الأمين العام لحركة أنصار الله الأخ المجاهد الحاج جمال سليمان، تم عرض المتهم الموقوف بمحاولة الاغتيال المدعو بلال مصطفى زيدان والذي أدلى باعترافاته أمام الجميع بعد أن أقسم على القرآن الكريم أنه مكلف من شبكة جاسوسية بوضع عبوة ناسفة للأخ المجاهد الحاج جمال سليمان، وقد سبق ذلك تعاطي وترويج المخدرات وجمع المعلومات عن التنظيم وأمينه العام.

ولفتت الأخبار إلى ما أشاعه محسوبون على «أنصار الله» باتهامهم مسؤولاً مالياً في حركة «فتح» بالوقوف وراء اغتيال زيدان، بحسب الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى التضارب في مقتل زيدان، وتنقل عن مصادر جماعة «أنصار الله» أن بلال زيدان شنق نفسه في مكان احتجازه. أما أقرباء القتيل ومصادر أمنية، فقد أكدوا بعد معاينة الجثة التي نقلت إلى مستشفى الهمشري، أنه تعرّض للقتل.

وتتساءل الصحيفة عما إذا كان مقتل زيدان يكشف عن خلافات داخل الحركة أم إلى تصفية خلافات مع مسؤولين في حركة فتح.

صحيفة سفير الشمال الالكترونية تؤكد وجود تضارب في المعلومات حول أسباب مقتل زيدان بين من يقول إنه قتل بعد التعذيب أثناء التحقيق معه، وبين من يقول إنه تم إعدامه بسبب التهمة الموجهة إليه.

وترى الصحيفة أن العثور على جثة زيدان ترك تساؤلات كبيرة حول عدم تسليمه مباشرة إلى الأجهزة الأمنية؟ وهل أن الجهة التي كلفته (بناء لاعترافاته) هي فلسطينية أم مرتبطة بجهات أمنية خارجية؟ والأهم، هل كان لزاماً التخلص منه ليكون عبرة لغيره؟ أم أن في الأمر ما هو أكبر من ذلك؟ وما هي المعلومات التي أدلى بها؟ وهل هي خطيرة لدرجة أنه ليس من المقبول أن تطلع عليها أي جهة أخرى لبنانية في حال سلم إلى الأجهزة الأمنية أو فلسطينية؟

وتضيف: يبدو واضحاً أن حركة أنصار الله أخذت على عاتقها معالجة هذه القضية من بابها إلى محرابها، خصوصاً أن معلومات تحدثت عن أن النية من تكليف زيدان اغتيال سليمان يهدف إلى إنهاء الحركة بهجوم عسكري على مراكزه مباشرة بعد الاغتيال.

وتشير الصحيفة إلى أن أنصار الله رفضت الإفصاح عن الجهة التي من المؤكد أنها باتت تعلم من هي، كما دعت إلى عدم الركون إلى المعلومات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت تحدثت عن وقوف شخصية فلسطينية أمنية كبيرة وراء مخطط الاغتيال، في إشارة إلى مسؤول مالية حركة فتح في لبنان منذرحمزة، بحسب ما جاء في سفير الشمال.

أما صحيفة اللواء اللبنانية، فذكرت في عددها الصادر البارحة أنه وصلت صباح اليوم جثة الفلسطيني بلال مصطفى زيدان إلى مستشفى الهمشري في صيدا حيث تبين أنه توفي شنقاً وبدت على جسده آثار تعذيب.

وأضافت اللواء أن القوى الأمنية اللبنانية قد حضرت إلى المستشفى وباشرت التحقيق لمعرفة ملابسات وفاته، خصوصاً وأنه توفي أثناء الاعتقال، ولم يتم تسليمه إلى السلطات اللبنانية بعد توقيفه.

وينقل موقع ليبانون ديبايت أن معلومات ترددت جرى تأكيدها من مصادر رسمية في أنصار الله أن الفلسطيني بلال زيدان وهو الموقوف الرئيس على خلفية المشاركة في محاولة إغتيال جمال سليمان أقدم على شنق نفسه، دون إدراج مزيد من التفاصيل.

ويشكك الموقع في الرواية، قائلاً إن رواية أنصار الله تفتقد إلى الحد الأدنى من المصداقية نسبة إلى المخاوف التي راجت بعيد إحباط عملية الاغتيال والسياق الذي أظهر أن الحركة في نيتها تصفية الموقوف لعدم تسريب المعلومات التي حصلت عليها منه لصالح جهة أخرى.

وقال الموقع إنه وخلال عملية إحباط محاولة الاغتيال وبعدها، عملت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني على الطلب من أنصار الله تسليم الموقوف لديها للتوسع بالتحقيقات ومعرفة الجهة التي تقف خلف التخطيط، لكن تجاهلت الطلب وطلبات أخرى وردت إليها من جهات حزبية لبنانية على علاقة وثيقة مع أنصار الله، ما يعني أن الحركة لا تقيم وزناً لأحد.

يشار إلى أن حركة أنصار الله ترفض التعليق عادة على الأخبار التي تتناولها، وتكتفي بالبيانات التي تصدر عن إعلامها المركزي.

مقالات ذات صلة