منوعات

سكان الكرة الأرضية يترقبون خسوف القرن غداً الجمعة

يترقب سكان الكرة الأرضية يوم غد الجمعة، أهم ظاهرة فلكية ستحدث خلال القرن الواحد والعشرين، إذ ستشهد خسوفاً للقمر يستمر لفترة استثنائية تجعله الخسوف الأطول خلال القرن الحالي.

وتحدث ممثل كرسي اليونسكو لعلوم الفضاء والفلك في الضفة الغربية المهندس داوود طروة، عن أن ذلك الخسوف سمي “خسوف القرن”؛ كونه الأطول خلال القرن الحالي، وهو ظاهرة فلكية جميلة وممتعة سببها عبور القمر منطقة ظل الأرض، حيث يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر لفترة من الوقت، الأمر الذي يكسي القمر باللون الأحمر النحاسي.

هذا الخسوف الثاني للقمر خلال عام 2018 الجاري؛ حيث شهدت الكرة الأرضية حدوث خسوف كلي للقمر يوم 31 كانون الثاني الماضي، إلا أنه لم يشاهد في فلسطين لحدوثه خلال ساعات النهار، إلا أن خسوف القرن سيحدث خلال ساعات الليل بتوقيت فلسطين ويشاهد بكافة مراحله.

ويرجع السبب في كون خسوف القرن هو الأطول خلال القرن الحالي؛ إلى كون القمر سيكون واقعا في أبعد نقطة في مداره حول الأرض، وهو أبعد قمر بدر خلال السنة، ما يعني أن حجمه الظاهري سيكون صغيرا بالنسبة للراصد بمقدار 2.6% من المتوسط، يضيف طروة.

ويشير إلى أن القمر يتحرك في مداره بشكل أبطأ مما يجعله يستغرق وقتا أطولا ليعبر في ظل الأرض، كما ستكون الكرة الأرضية خلال هذه الفترة في أبعد نقطة لها عن الشمس.

وتبدأ المرحلة الأولى من “خسوف شبه الظل” في الساعة 8:15 مساء الجمعة بتوقيت القدس، حيث سيخفت لمعان القمر بشكل نسبي، وبشكل غير ملاحظ للمشاهدين، فتلك المرحلة غير مهمة للمتابعة، وفق طروة.

وينوه طروة إلى أنه في الساعة 9:24 مساء ستبدأ المرحلة الثانية من تشكل خسوف القمر الجزئي، عندما يبدأ قرص القمر يغرق في منطقة ظل الأرض، وهي المنطقة الواقعة خلف الأرض والناتجة عن انعدام أشعة الشمس فيها.

وتشهد الكرة الأرضية في الساعة 10:30 مساء المرحلة المهمة من الخسوف، حيث يبدأ الخسوف الكلي الناتج عن وقوع كامل قرص القمر في منطقة ظل الأرض، ويأخذ القمر اللون الأحمر النحاسي، ويتبع ذلك انتصاف الخسوف وهي ساعة ذروته عند الساعة 11:22 مساء، فيما ينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 12:13 من فجر السبت، وفق ما يوضح طروة.

وينتهي “خسوف القرن” بكافة مراحله عند الساعة 02:29 من فجر السبت، عندما يخرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض”.

ويعتبر لون القمر وقت الخسوف الكلي مؤشراً على مدى نقاء الغلاف الجوي الأرضي، فكلما ازداد التلوث في الغلاف الجوي قلت الأشعة المنكسرة عن طريقه، وبالتالي تقل إضاءة القمر وقت الخسوف ويميل لونه إلى الأحمر الداكن أو البني، وفي أحيان نادرة قد يختفي القمر تماما مثلما حدث في خسوف 9/12/1992، بسبب انفجار بركان “بيناتوبو” في الفلبين في حزيران 1991م، وفق ما يشير بيان لمركز الفلك الدولي.

ويؤكد طروة أن خسوف القرن سيشاهد من قارات آسيا وأستراليا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، إلا أن المنطقة الأفضل لرصد ومشاهدة الخسوف ستكون في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين، حيث سيشاهد الخسوف بكافة مراحله لمدة 6 ساعات و14 دقيقة بخلاف باقي المناطق في العالم التي ستشاهد الخسوف بمدة أقل.

وحول الآثار المترتبة على الخسوف، فإن طروة يشير إلى أن سكان الشواطئ مثل قطاع غزة سيلاحظون أن أمواج البحر ارتفعت قليلا عن المعتاد خلال فترة الخسوف، وأن ذلك ناتج عن الجاذبية ما بين القمر والأرض، مشدداً على أنه عدا ذلك فلا يوجد أي تأثيرات أخرى لظاهرة خسوف القمر يوم غد الجمعة.

وينوه طروة إلى أن الكرة الأرضية ستشهد خسوفاً جزئياً للقمر فجر يوم 21 يناير 2019، وخسوف شبه ظل يوم 17 تموز من ذات العام.

وشهدت الكرة الأرضية أطول خسوف كلي للقمر وكانت مدته 1:46:4 ساعة، في القرن الماضي يوم 16 تموز من العام 2000، وفي ذلك الوقت كان مركز قرص القمر منتظم بشكل تام تقريبا مع مركز ظل الأرض، وفي المقابل فقد حدث أقصر خسوف كلي للقمر في القرن الحالي يوم 4 إبريل 2005 وكانت مدة الخسوف الكلي 4 دقائق و48 ثانية.

ويشير مركز الفلك الدولي، إلى أن أكثر ما يميز خسوف القرن هذا، أن كوكب المريخ سيكون في التقابل في نفس اليوم أيضاً، فبعد غروب الشمس وحلول الظلام، يمكن رؤية كوكب المريخ كجرم برتقالي لامع فوق الأفق الشرقي.

ويتابع: عند التقابل يكون الكوكب والأرض والشمس على استقامة واحدة، وتكون الأرض في المنتصف، وهذا يعني أن الشمس والكوكب يكونان متقابلان في السماء ولذلك تسمى الظاهرة بالتقابل، فما أن تغيب الشمس في جهة الغرب إلا ويشرق الكوكب من جهة الشرق، ويبقى الكوكب وقت التقابل ظاهراً في السماء طيلة الليل إلى أن يغيب هو الآخر وقت شروق الشمس في اليوم التالي.

المصدر: وفا

مقالات ذات صلة