اخبار الوطن العربي

خلال مهرجان إحياء ذكرى الشهيد أبوعلي مصطفى/ مزهر يؤكد أن غزة لن تبقى رهينة للانقسام والتهدئة خطأ استراتيجي

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر أن غزة لن تبقى رهينة للانقساميين والانفصال وسيكون الممر الإجباري لشعبنا هو إزاحة المعطّل لاتفاقات المصالحة، مشدداً على أنه لا بديل عن الحوار الوطني الشامل كضمانة وطنية لتطبيق الاتفاقيات.

وقال مزهر خلال كلمة في مهرجان ذكرى احياء ذكرى الشهيد أبوعلي مصطفى في معسكر جباليا ” أن شعبنا لن يقبل أن تكون جولات الحوار رهينة للثنائية أو لشكل إداري تسكيني، بل يجب أن تمر عبر تنفيذ اتفاقات الحوار الوطني بالقاهرة وبيروت”.

كما أكد مزهر بأن المقاومة هي درعنا وسيفنا وهي حق وطني وشعبي يُقرر بشأنها وطنياً، داعياً لتطوير مسيرات العودة وتحويلها إلى انتفاضة شعبية عارمة.

ووصف مزهر التهدئة بأنها خطأ استراتيجي تتجاهل طبيعة وحساسية اللحظة السياسية، وتهب الاحتلال المزيد من الوقت لنهب الأرض وتزييف الواقع وترميم وجهه القذر من بوابة الحلول الإنسانية، وتضرب مبدأ التعامل مع الوطن كوحدة سياسية وجغرافية واحدة.

وتساءل مزهر في كلمته ” لصالح من يجري تفريغ المنظمة من محتواها الكفاحي وتحويلها إلى مؤسسة أهلية كبيرة”، داعياً لمراجعة سياسية شاملة تستخلص الدروس والعبر وتفضي إلى استراتيجية لمواجهة صفقة القرن”.

كما أكد على ضرورة توفير الحياة الكريمة لشعبنا باعتبارها حق لكل مواطن، مشدداً على أن حل المشكلات الحياتية لأهلنا في القطاع واجب على كل الساسة وأصحاب القرار.

ودعا لضرورة إدانة ووقف الإجراءات العقابية والسياسات الثأرية المتبعة بحق أهلنا في القطاع والأسرى والشهداء والجرحى، متساءلاً: ” لماذا لا يتصرف الرئيس باعتباره المسئول الأول ورأس هرم النظام السياسي الفلسطيني الذي يظلّل كل الفلسطينيين، ويئن لوجع وألم طفل لا يجد علبة الحليب، وامرأة ثكلى تبحث عما يسد رمق أطفالها دون امتهان كرامتها، فلا تكن قاسياً على شعبك، فمن يريد مواجهة صفقة القرن لا يفرض عقوبات على شعبه، ومن يريد قطع الطريق على المشاريع المشبوهة عليه تعزيز مقومات الصمود لشعبه”.

ورفض مزهر في كلمته عملية المتاجرة بمعاناة شعبنا، أو عملية الاستئثار بالمساعدات، داعياً لتشكيل لجنة وطنية تشرف عليها لتقديمها لمستحقيها.

كما رفض كل أشكال التعدي على الحريات والحقوق العامة والجباية والاستغلال، داعياً لسياسة رشيدة تخفف من معاناة شعبنا.

ودعا لتوفير الرعاية الصحية والحياة الكريمة لجرحى مسيرات العودة، رافضاً سياسة الإقصاء والهيمنة والتفرد والاحتكار، مشدداً على أهمية الشراكة الوطنية القائمة على تحمل عبء النضال وقرار السلم والحرب وإدارة الشأن الوطني الفلسطيني.

وأكد على أن شعبنا يريد وحدة وطنية تحفظ الوحدة الجغرافية والسياسية للوطن وتعيد النظر بوظيفة السلطة والتحلل من التزاماتها وتحويلها إلى أداة كفاحية بيد شعبنا.

النص الكامل لكلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر في مهرجان إحياء ذكرى استشهاد الرفيق أبوعلي مصطفى – معسكر جباليا

ذوو الشهداء وجرحانا البواسل وعائلاتهم

جماهير شعبنا في محافظة الشمال وفي مخيم جباليا الثورة

ممثلو القوى الوطنية والإسلامية والهيئة الوطنية لمسيرات العودة

الأخوات والأخوة… الرفيقات والرفاق

الحشد الكريم كلٌ باسمه وصفته

نلتقي وإياكم اليوم في مخيم الثورة مطلق شرارة الانتفاضة الأولى، هذا المخيم الذي احتضن رجالاً ارتقوا سلم المجد انتصاراً للوحدة والثوابت وما زال يحتضن أبطالاً يواصلون دفع ضريبة الدم دفاعاً عن الوطن والحقوق والوحدة والمقاومة.

جئنا لأرض التضحيات المكان الأمثل للدفاع عن مفاهيم الحرية والاستقلال، مفاهيم الحقوق التي يتنكر لها العدو، المكان الأمثل والأقرب للشهداء لنجدد عهد الوفاء والاستمرار على حمل وحماية وصاياهم حتى نيل الحقوق وتحرير الأرض والإنسان.

من هذا المكان، وكل ما يحمله من عنفوان ثوري، نقول بصوتٍ عالٍ للجميع ولكل العالم العودة حقٌ ثابت، حق لا عودة عنه، لا يقبل التزييف ولا التعويض، ولا التوطين، ولا تسقطه بلطجة الإدارة الأمريكية وإجراءاتها وعدوانها المستمر على حقوق شعبنا الفلسطيني، هذا الحق باقٍ ما بقيت فلسطين وشعبها، فالشعب باقٍ والأرض باقيةٍ أمانةً ستتوارثها الأجيال القادمة، هكذا قالها ومارسها الشهيد القائد الكبير أبوعلي مصطفى الذي نحيي ذكراه اليوم.

الحشد الكريم،،،

نحيي في هذا اليوم ذكرى استشهاد قمر الشهداء أبوعلي مصطفى، لنؤكد على الدروس والعبر والمآثر من تجربته النضالية الكبيرة، تلك المدرسة الثورية الوطنية المبدئية الشاملة، التي نستمد منها الوعي والثبات في المقاومة، التي لم تقبل المساومة على الحقوق أو المبادئ. فقد امتزجت شخصية أبوعلي بالصلابة وبساطة الحياة والتواضع الثوري المستمدة من أصالة الالتحام الدائم والوثيق بالشعب، وهي الخصال التي جعلت منه قائداً ثورياً مخلصاً لوطنه ولشعبه، وشخصيةً وطنيةً وحدويةً بامتياز، سعت دائماً لتعزيز روح الوحدة والتأكيد على أهمية تعزيز القواسم المشتركة مع كافة قوى شعبنا، حتى مع تلك القوى، التي كانت على خلاف دائم مع الجبهة في القضايا السياسية والأيديولوجية. كما أنه كان مؤمناً بحق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال وهو ما زرعه وحفره عميقاً في وجدان رفاقه، عبر قوات المقاومة الشعبية، التي نفذت سلسلة عمليات نوعية جريئة في قلب الكيان في بداية الانتفاضة الثانية. فقد شكّلت شخصية الرفيق القائد إجماعاً حزبياً ووطنياً ورسمياً وشعبياً، لهذا لم يكن مفاجئاً أن يكون هدفاً لصواريخ الاحتلال المجرم، ولذلك فإن ذكرى استشهاده محطة نضالية وطنية نستخلص فيها دروس وعبر التجربة النضالية الكبيرة للشهيد، استمراراً للمدرسة الثورية، التي أسسها الرفيق الدكتور جورج حبش واستشهد على رأسها الرفيق القائد الوطني أبوعلي مصطفى. ليأتِ الرد الجبهاوي النوعي بالإطاحة برأس الحقد الصهيوني وأبرز منظري سياسات الترانسفير الوزير العنصري رحبعام زئيفي في السابع عشر من أكتوبر عام 2001. ليثبت القائد أحمد سعدات سليل هذه المدرسة الثورية وقائدها بأنه خير خلف لخير سلف.

إن القافلة الطويلة والمستمرة من شهداء شعبنا على مدار سنوات صراعنا التاريخي مع العدو الصهيوني … وعلى رأسهم القادة العظام ياسر عرفات، أحمد ياسين، جورج حبش، فتحي الشقاقي، عمر القاسم، حيدر عبد الشافي، طلعت يعقوب، سليمان النجاب، جهاد جبريل، ابوالعباس، جمال أبوسمهدانة… والقائمة تطول تؤكد إصرارنا على انتزاع حقوقنا الوطنية والتاريخية في فلسطين.

الحشد الكريم،،،

إن الساحة الفلسطينية تعيش اليوم أزمات عديدة ومتلاحقة جراء الانقسام والحصار والإجراءات التي ستؤدي في حال استمرارها إلى الفصل والتفتيت واستمرار التعطيل الدائم لاتفاقات المصالحة، واستخدام الحاجات الإنسانية والمعيشية في غزة لتدجين وفرض الاستسلام أو الانفصال. ويجري ذلك في ظل المحاولات المستميتة من قبل الإدارة الأمريكية وكل من يدور في فلكها لتصفية القضية الفلسطينية، وتحييد المقاومة في غزة والانقضاض على الثوابت وفي مقدمتها قضية اللاجئين والساعية إلى إطباق الهيمنة الصهيونية على الأراضي المحتلة، وقد بدأت أولى هذه المخططات بقيام الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الامريكية إلى مدينة القدس، واتخاذ قرار بتقليص المساعدات المقدمة للوكالة، وتزامن ذلك مع إقرار الاحتلال لقانون القومية العنصرية، وتصعيد سياساتها التهويدية والاستيطانية بحق الأراضي والمقدسات، وأخيراً سعي الإدارة الأمريكية خلال الأيام القادمة إلى تحديد أعداد اللاجئين، بما في ذلك مخططاتها لإغلاق الأونروا، ما يمثل تصعيداً كبيراً وإعلانَ حربٍ على شعبنا وحقوقه.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي حضرة الشهداء، وأمام واقع هذه التحديات

نعاهدكم بأننا كنا وسنكون دوماً دعاةً للوحدة مقاتلين لأجلها وفق المحددات الوطنية الجامعة والموحدة لطاقات شعبنا التي وضعناها على الطاولة في جولات الحوار الوطني الأخيرة بالقاهرة، ويمكن أن نلخصها بالآتي:

أولاً/ إن غزة لن تبقى رهينة الانقساميين والانفصال أو الاستسلام، فشعبنا فيها قادر على استعادة وحدته، وإن كان لابد من ممرات إجبارية، فسيكون ممره الإجباري إزاحة المعطّل لاتفاقات المصالحة مهما بلغت التضحيات والتحديات، ألا يكفي أكثر من 11 عاماً من اللقاءات والحوارات، ما هي حصيلتها؟ المزيد من القهر والألم والفقر والتشظي وضياع البوصلة.. فإلى متى سيبقى مليونا مواطن في غزة رهينة وضحية الصراعات والمناكفات والتجاذبات المحلية والإقليمية.

ثانياً/ إن شعبنا الفلسطيني لن ينتظر طويلاً على أبواب الحوار، كما لن يقبل أن تكون جولات الحوار رهينةً للثنائية، أو لشكلٍ إداريٍ تسكيني لم تجلب لنا سوى المآسي واتفاقات غرقت في التفاصيل بعيداً عن الإجماع الوطني. ولذلك فلا بديل عن الحوار الوطني الشامل كضمانة وطنية لتطبيق الاتفاقيات.

ثالثاً/ ضرورة إنجاز المصالحة عبر تنفيذ اتفاقات الحوار الوطني بالقاهرة عام 2011، وما تلاها، ومخرجات اللجنة التحضيرية في بيروت عام 2017 باعتبارها الطريق الوحيد لاستعادة الوحدة والمسار الآمن لحل مشكلات القطاع المعيشية والحياتية، بعيداً عن أي أثمان أو التزامات سياسية.

رابعاً/ إن المقاومة درعنا وسيفنا وهي حق وطني وشعبي يُقرر بشأن أي شكل من أشكالها، من حيث تقديمها أو تأخيرها أو توقيتها أو مكانها من خلال الإجماع الوطني، الذي يتحقق بالحوار الوطني الشامل المستند لطبيعة المرحلة وحساسية اللحظة السياسية. ولعل في مسيرات العودة تأكيد على هذا الحق بشقيه الوطني والشعبي، ما يستدعي تطويرها وتوسيعها وتحويلها إلى انتفاضة العودة، كانتفاضة شعبية عارمة تشارك بها كافة ساحات تواجد شعبنا في ميادين النضال والمقاومة، كلٌ حسب خصوصية الساحة المتواجد بها. وعليه، فإننا ننظر للتهدئة بأنها خطأ استراتيجي تتجاهل طبيعة وحساسية اللحظة السياسية، وتهب الاحتلال المزيد من الوقت لنهب الأرض وتزييف الواقع وترميم وجهه القذر من بوابة الحلول الإنسانية، وتضرب مبدأ التعامل مع الوطن كوحدة سياسية وجغرافية واحدة.

خامساً/ لصالح من يجري تفريغ منظمة التحرير من محتواها الكفاحي وتحويلها لمؤسسة أهلية كبيرة، ونحن لا زلنا تحت الاحتلال، وهناك أكثر من ثمانية ملايين لاجئ مشردين في جميع أصقاع العالم. إن وقف سياسات العبث والتدمير الممنهج لمؤسساتنا الوطنية، يتطلب من الرئيس أبومازن الدعوة لحوار وطني شامل، من أجل إجراء مراجعة سياسية شاملة تستخلص الدروس والعبر، وتفضي إلى استراتيجية لمواجهة صفقة القرن، والمخططات المشبوهة، والمسارعة لعقد مجلس وطني يجري انتخابه وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل بالوطن والشتات، بما يُوحد المؤسسات تحت إطار منظمة التحرير، باعتبارها البيت المعنوي والسياسي الجامع لشعبنا على أسس برامجية مقاومة للاحتلال ضامنة للحريات والتعددية والتداول السلمي للسلطة.

سادساً/ الحياة الكريمة لشعبنا حق لكل مواطن وحل المشكلات الحياتية والمعيشية لأهلنا في القطاع واجب على كل الساسة وأصحاب القرار، بدءاً من المؤسسة الوطنية الجامعة، التي يتوجب عليها وقف وإدانة الإجراءات العقابية والسياسات الثأرية المتبعة بحق أهلنا في القطاع والأسرى والشهداء والجرحى، فلماذا لا يتصرف الرئيس باعتباره المسئول الأول ورأس هرم النظام السياسي الفلسطيني الذي يظّلل كل الفلسطينيين، ويئن لوجع وألم طفل لا يجد علبة الحليب، وامرأة ثكلى تبحث عما يسد رمق أطفالها دون امتهان كرامتها.. فلا تكن قاسياً على شعبك. ومن يريد مواجهة صفقة القرن، التي تطبق على الأرض لا يفرض عقوبات على شعبه، ومن يريد قطع الطريق على المشاريع المشبوهة عليه تعزيز مقومات الصمود لشعبه.

سابعاً/ لا للمتاجرة بمعاناة شعبنا، ولا للاستئثار بالمساعدات ونعم لتشكيل لجنة وطنية تشرف على تقديم المساعدات لمستحقيها بعيداً عن الحزبية والفئوية… لا لكل أشكال التعدي على الحريات والحقوق العامة… ولا للجباية والاستغلال… ونعم لسياسة رشيدة تخفف من معاناة شعبنا… وليتحمّل الجميع مسئولياته في توفير الرعاية الصحية والحياة الكريمة لجرحى مسيرات العودة… لا للاقصاء والهيمنة والتفرد والاحتكار… نعم للشراكة الوطنية القائمة على تحمّل عبء النضال وقرار السلم والحرب وإدارة الشأن الوطني الفلسطيني.

جماهير شعبنا،،،

لكل ما سبق، فإننا يجب أن نسعى بكل قوة إلى تحقيق الوحدة الوطنية، التي نريد من خلالها تحرير المؤسسة الوطنية من سياسات التفرد والهيمنة والاحتكار والإقصاء… وحدة تحفظ الوحدة الجغرافية والسياسية للوطن، وتُعيد النظر بوظيفة السلطة، بما يحررها من اتفاقات أوسلو ويحوّلها لأداة كفاحية بيد شعبنا، ومنظمته. وحدة تعيد ثمانية ملايين فلسطيني أقصتهم اتفاقات أوسلو عن مفاعيل دائرة الصراع الفلسطيني الصهيوني، تُعيدهم للشراكة في ميادين المقاومة وحفظ الهوية الوطنية للمخيمات، وتتصدى لسياسات التهميش الهادفة لدفع أهلنا في مخيمات اللجوء والشتات نحو مشاريع التوطين والهجرة العكسية… وحدة تعيد الاعتبار لمنظمة التحرير وفق أسس برامجية تعيد الاعتبار للميثاق الوطني، ونظامها الأساسي ويؤهلها واقعياً لوحدانية التمثيل.. وحدة تستند لوقفة مراجعة سياسية للسياسات والأدوات، تتصدى لسياسات إهدار الوقت، الذي يستغله العدو للتهويد، ونهب الأرض، وفرض قانون قومية كيانه، كمقدمة لتحقيق أحلامه بالترانسفير لأهلنا والإجهاز على حق العودة.

الأخوات والأخوة/

في الختام اسمحوا لي وفي حضرة ذكرى الشهيد القائد أبوعلي مصطفى ومآثره النضالية التي تركها لنا، وأمام هذا الحشد الكبير وذوي شهداء مسيرات العودة والجرحى، أن نجدد قسمنا وعهدنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين… عهد الوفاء بالاستمرار بالنضال والانتفاضة والمقاومة حتى تحقيق الأهداف، التي ضحوا من أجلها .

المجد للشهيد القائد أبوعلي مصطفى وكل شهداء شعبنا

والحرية للاسيرات والأسرى

والشفاء العاجل للجرحى والمصابين

وإننا حتماً لمنتصرون

مقالات ذات صلة