اخبار الوطن العربي

الغول: ما جرى مع العمادي يعكس حالة شعبية من عدم الرضى على سياسات قطر

الجمعة 09 نوفمبر 2018 | 06:39 م

غزة _ بوابة الهدف

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، أن ما جرى مع السفير الـقـطـري محمد العمَّادي اليوم في مخيم العودة شرقي مدينة غزة يعكس حالة شعبية من عدم الرضى على سياسات قطر التي استقبلت قبل فترةٍ قريبة وفدًا رياضيًا صهيونيًا، في حين أنها لا تنقطع عن التواصل مع الكيان الصهيوني.

وكان مجموعة من الشبَّان في مخيم العودة شرقي مدينة غزة رشقوا موكب السفير العمّادي بالحجارة فور وصوله للمخيم.

وتابع الغول في مقابلةٍ له عبر قناة “الميادين”، مساء اليوم الجمعة، أنه “في ظل النقمة المُتزايدة في الشارع الفلسطيني تجاه دول التطبيع فبالتأكيد قطر سينالها نصيب من هذا الأمر”.

وأكَّد الغول خلال حديثه “أيضًا جاءت هذه الخطوة الشعبية للتأكيد على أن ما تقدمه قطر وبالطريقة التي يجري فيها من مساعدات لقطاع غزة لن يكون ثمنه وقف المسيرات الشعبية، وأن هذه المسيرة مُستمرة ولن تخضع لشروط الجهات التي لا تُقدم هذه المساعدات بمعزلٍ عن طلب أمريكي وبمُوافقةٍ وشروطٍ إسرائيلية، والدليل على ذلك أن هذا المال قُيد بكيفية إنفاقه وتدخلت حكومة نتنياهو لمنع الصرف لمئات الحالات التي تعتقد أنها تتبع للذراع العسكري ل حركة حماس “.

وأضاف الغول “نحن أمام دعم غير بعيد عن التنيسق عن العدو الصهيوني، وغير بعيد عن أهداف سياسية تكمن وراء مثل هذا الدعم”، مُؤكدًا “الرسالة اليوم كانت بالغة فيما تعرض له العمَّادي”.

وأشار الغول إلى أن “المصالحة الفلسطينية وكما أكدنا في أوقاتٍ سابقة، هي الأساس الذي يجب التركيز عليه، والتي يُمكن من خلالها أن نصون شعبنا، وألا نُمكِّن الأطراف المُعادية من استغلال الانقسام لتمرير مساعدات مسمومة، ومحاولة فصل قطاع غزة عن الضفة المحتلة”.

ودعا “الرئيس أبو مازن، وحركة حماس، وكل الأطراف الفلسطينية لاعطاء ملف المصالحة أولوية قصوى والعمل على تنفيذه بالاستناد للاتفاقيات المُوقّعة، خاصة ونحن على أبواب بلورة خطة ترامب التي جرى الحديث كثيرًا عن قرب طرحها، في ظل أن هناك محاولات كثيرة لتمهيد الطريق أمامها، سواء من خلال خلق مقومات الفصل واستمراره بين الضفة وغزة، أو التأسيس لما يُمكن تسميته كيان في قطاع غزة”.

وتابع “المطلوب حاليًا هو تحقيق المصالحة الوطنية حتى نقطع الطريق أمام هذا المُخطط، وحتى نوحِّد طاقات وقوى شعبنا من أجل افشال هذا المُخطط”.

وقال الغول أن “الأشقاء في مصر سيستأنفون خلال أسبوع جهود المصالحة، وهناك دعوة وُجهتْ لحركة حماس لزيارة القاهرة خلال الأسبوع القادم”.

وحول عمليات التطبيع الجارية في بعض البلدان العربية، شدّد الغول “نحن لا نفصل بين ما جرى من تظهيرٍ للتطبيع مع بلدان عربية في الفترة الأخيرة، وما بين دوافع ذلك من حيث تهيئة المناخ المحلي والعربي لقبول التطبيع القادم والذي ستُعبر عنه خطة ترامب”.

وأكَّد على أن عمليات التطبيع الجارية “يجب أن تواجه أولاً بموقفٍ فلسطينيٍ مُوحَّد، ومن ثم بموقفٍ عربي شعبي وسياسي من قبل القوى والأحزاب السياسية العربية لقطع الطريق على هذا المُخطط”، مُشيرًا إلى أن “من يعتقد أن نجاح التطبيع العربي مع إسرائيل سيحمي هذه البلدان أو شعوبها فهو واهم”.

وأردف بالقول “هذا التطبيع يستهدف تكريس الكيان الصهيوني كدولة مركزية في المنطقة، وربما تصبح هي المُتحكم في مسار هذه البلدان ومصالحها، بالاستناد إلى الشراكة الأمريكية – الاسرائيلية، وفي إطار المُخطط الأمريكي لهذه المنطقة”.

وأكمل الغول “نحن أمام عمليات تؤدي في محصلتها إلى تطاول على الحقوق القُطرية لكل بلد عربي وعلى مصالح هذه البلدان، ثم على المصالح العليا للأمة العربية”، مُؤكدًا أنه “آن الأوان وبشكلٍ عاجل إلى جهودٍ سياسية ما بين مختلف القوى العربية لمُواجهة هذا الخطر بشكلٍ كلي، وفي إطار كل قُطر من الأقطار، فهذا هو الخطر الأكبر الذي سيطال كل مصالح الأمة العربية ومصالح شعوبها، وليس فقط تصفية القضية الفلسطينية”.

وتابع “يجب التخلص سريعًا من اتفاقات أوسلو وما ترتب عليها من التزامات فلسطينية، لأنها شكلت مدخلاً أمام التطبيع العربي والاتفاقات العربية التي لم تقتصر على اتفاق وادي عربة فقط”، وجدد تأكيده على ضرورة “وجود موقف فلسطيني مُوحَّد وواضح رافض للتطبيع، ومُمارسة نشاطنا السياسي والدبلوماسي والميداني لمنع هذا التطبيع مع البلدان العربية”.

وختم الغول حديثه بالقول “نحن في الجبهة الشعبية نسعى لتشكيل حالة عربية لمُواجهة التطبيع، ونجرى تفاعلات داخلية من أجل تشكيل موقف فلسطيني مُوحَّد، ومن ثم مُحاولة تشكيل موقف عربي من خلال أكبر تجمع للقوى السياسية العربية، ومن خلال علاقات مع المنظمات الشعبية والاتحادات العُمالية والنسائية وغيرها”.

مقالات ذات صلة