المقالات

مراكزنا التربوية ومؤسساتنا الفاعلة في برلين تتعرض للأذى الممنهج…!!

د.احمد محيسن – برلين في 2018/12/27

لقد تم عرض مسرحية للدمى تحت عنوان / إسحق و الفيل أبو العباس ، قبل عدة أيام في مركز دار السلام في برلين، وهي مسرحية تتناول موضوع وفد خرج من مدينة آخن إلى بغداد عاصمة

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

الخلافة ليدرس نظام الحكم هناك (عاصمة مركزية) ونظام التعليم والأبحاث التجريبية، وهذه المسرحية تروي قصة الهدية التي أرسلها هارون الرشيد إلى الملك كارل الكبير”شارلمان” الذي كانت مقر إقامته مدينة آخن في ألمانيا، وقد كان رسول الخليفة إلى شارلمان شخص يهودي وفي اثناء رحلته إليه، مر بكثير من الدول الإسلامية ،وفي طريق العودة من بغداد إلى تونس مات كل الوفد ،ولم يصل إلى أخن سوى المترجم ، الذي نقل ما شاء من العلوم..!!

وقبل عرض المسرحية وفهم محتواها وحيثياتها وظروف وأهداف عرضها ، أخذ البعض وعلى سبل التواصل الإجتماعي يتطاول ويكيل التهم والشتائم للقائمين على المراكز والمدارس العربية في المدينة جزافاً ودون وجه حق ، ودون أن يفندوا ذلك بالحجة القوية ولماذا، وكأنهم الأشد حرصاً على قضايا الأمة ، والأوصياء على المؤسسات والهيئات والعاملين فيها .. !!

إننا نعتقد أن هنا في مثل هذه الحالات التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الحوار الإنساني السوي ، يكون الإهمال والتجاهل هو سيد الأحكام ، ويكون الدواء الشافي لهؤلاء الذين يتطاولون ويشتمون ويتهمون بغير وجه حق ، ونعتقد أننا أمام اصحاب نوع من أنواع الأمراض المستعصية حيث أنها تتكرر بين الفينة والأخرى…!!

إن البيان التوضيحي من جهات محترمة مثل إدارة المركز ، يصدر لتوضيح أمر ما ملتبس على الملأ .. ويأتي للإجابة على أسئلة تأتي من أناس حريصين، يودون أن يستمعوا لإجابة توضيحية لأمر ما ، وذلك بكل شفافية ومحبة وأخوية وبطريقة إنسانية لائقة ، على أسئلة موضوعية مفندة ومبوبة ، تطرح للإستيضاح والجلي وإزالة الضبابية، التي تطرح من باب الحرص والنصح ومن باب الإستفسار للإستفادة وإزالة اللبس وما لم يفهم..!!

ولكننا نقف اليوم أمام مجموعة من الإتهامات ، عناوينها تدعو الريبة والشكوك من نواحي متعددة ، حيث الطريقة والتوقيت والمضمون والمحتوى ، فهي ليست بريئة ، ولا أرجل ولا أيدي لها ، بل يمكن تصنيفها من العارفين الملمين بتفاصيل الأمور وأبعادها بأنها مغرضة بامتياز ، ويقف خلفها ويغذيها مغرضين متربصين حاقدين على العمل المؤسسي الناجح والعمل الناجع في المدينة ويستهدفونه ، حيث يكيلون هؤلاء الإتهامات جزافاً دون وجه حق وعن سبق إصرار وترصد ، ويوزعون شهادات حسن سلوك على البشر يمنة ويسرة، معتقدين بأنهم أوصياء على عقول البشر ومعيشتهم وتصرفاتهم وكينونتهم ، وهم فقط أهل الدين والوطنية ، العالمين العارفين المطلعين المتابعين ، وغيرهم مجروحة وطنيته ودينه وانتماءه للأمة ، هؤلاء نشعر بأنهم يأتون بالماء العكر لكي يصطادون به ، وما نشاهده على مواقع وصفحات التواصل الإجتماعي حول هذا الموضوع تحديداً وما شابهه ضد مؤسساتنا ومراكزنا ، فإنه يقطر حقداً وقيحاً من أناس يمنهجون الإنقضاض على مؤسساتنا المتقدمة التي حققت نجاحات باهرة على كافة الأصعدة ، وهو فعل يمكن أن يصنف بأنه لا يمت ‏لحسن النوابا والحرص الأخوي على المؤسسات أبدا بصلة، فليس هكذا تورد الإبل يا سعد …!!

نشعر بأننا نقف أمام مشاهد استهداف لمراكزنا ولمؤسساتنا ولأبنائنا ولبناتنا ولمشايخنا ، حيث أن منهم من له تصفية حسابات شخصية مع المراكز ، حيث كان يوماً من العاملين فيها واختلف معها، ومنهم من يريد قولبة المراكز والمؤسسات في قوالبهم وحسب مقاساتهم ومعتقداتهم ورؤيتهم، بعيداً عن القناعات البشرية الوسطية الأخرى، في الطرح والتعامل والتعاطي مع الآخرين ممن يخالفهم الرأي ، ومنهم من لا يريد أن يرى مؤسسات عربية ناجحة متقدمة في الإنجاز لأبناء أمتنا في المدينة …!!

ونشعر بأننا نقف أمام تشويه ممنهج لكل ما هو مؤسسي عربي مخلص وجميل في المدينة ، ونشعر بأننا نقف أمام سم يرسل من خنادق مواجهتنا واستهدافنا بألسن عربية، ونشعر بأن من يقف خلف هذه الألسن وبجانبهم أحفاد نتنياهو وشارون وبنغوريون وغولدمائير واليمين المتطرف في الغرب، فإن كانوا عن ذلك الفعل المشين غافلين ولا يعون ذلك فهي مصيبة ، وإن كانوا مدركين بأن هذا الفعل هو اصطفاف مع أعداء الأمة فالمصيبة أعظم …!!

الأمر الذي لا يصدقه عاقلاً ومتابعاً ، بأن اتهامات التطبيع والتفريط ، تكال لمن تشهد المدينة لهم بأقوالهم وبأفعالهم وبتضحياتهم وبآدائهم ومواقفهم المشرفة نصرة لقضايا الأمة في كل الميادين، وفِي مقدمتها قضية فلسطين ، ومنهم من ولد في ظل الإحتلال ، وعاش شبابه تحت ظلم وجبروت الإحتلال..!!

الأمر الذي يدعو للسخرية ، بأن تكال التهم الجائرة لأعلام قدمت وضحت وما زلت تناضل من أجل رفع الظلم عن أمتنا ، تكال التهم لمن يعمل طوعاً وطواعية وتطوعاً في خدمة مجتمعنا في دول المنافي والشتات والإغتراب ، تكال التهم الجائرة لمن علموا النشئ الجديد والأجيال لغتهم العربية الجميلة ، وعلموهم كيف نحافظ على الذوات من الذوبان وعدم الإنسلاخ عن جلودنا ، تكال التهم الجائرة هذه لدرة تيجان المدينة ، الذين يهاجمون في الصحافة والإعلام ممن لا يقبلون الآخر ، ومعادين للأجانب والمسلمين ، ويهاجمون من اليمين المتطرف وبعض الإعلاميين والساسة على امتداد رقعة الأحزاب ، وللأسف الشديد نرى نفس الآداء بألسن عربية ، فمن المستفيد من ذلك يا سادة …؟!.

لقد تداعت هيئة المؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين ، إلى اجتماع حضره الإخوة في إدارة مركز دار السلام مشكورين على تلبية النداء يوم الإثنين الموافق 2018/12/24 ، والذي استمر من الساعة السابعة مساءً ولغاية منتصف الليل ، وقد دار نقاشاً موضوعياً وصريحاً ، وتم توضيح الإلتباسات والإتهامات التي قذفت على وسائل التواصل الإجتماعي من البعض زوراً وبهتاناً، وتم في اللقاء تقديم الأجوبةالناجعة والتوضيحات على كل الأسئلة و الإستفسارات التي وجهت من الإخوة في المؤسسات الفلسطينية والعربيه، ‏ولا أحداً يستطيع أن يزاود على رموز وأبناء وأعضاء هذه المؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين ، في حرصهم وانتماءهم ووطنيتهم ومناهضتهم للتطبيع بكل أشكاله..!!

نحن مع الإنتقاد البناء ، ومع الإستفسار من أجل التوضيح والتصحيح ، وليس من أجل التجريح والتشويه والتخريب وزرع بدور الفتنة بين صفوف الأمة، فمن أنتم حتى توزعوا وطنية وصكوك غفران على البشر ..؟!

تفضلوا وبادروا واعملوا وقدموا وأسسوا المؤسسات التي تريدون ، لنرى فعلكم وعملكم وآدائكم ..!!

وقبل أن يوجه الإنسان التهم الخطيرة للغير ، والتي تصل أحياناً إلى تحليل دماء البشر ، فلينظر كل إلى طهارة أصابعه قبل أن يشير بها إلى من يعمل بإخلاص وشفافية وتفانٍ في خدمة الأمة في المدينة ، ويعمل على رفعة شأنها.. إن هذا الذي نعيشه من البعض يمكن تصنيفه في خانات ممارسة هواية قذف الناس بالقاذورات وكيل التهم التخوينية لهم ، والتي تخرج الناس عن ملتهم وعقيدتهم ، ويقال في ذلك إنما هو لحشف وسوء كيل ، وساء هذا الفعل سبيلاً ، فبمعزل عن قناعتنا الشخصية وقناعة البعض من عدمها في مثل هذه الأعمال الفنية والثقافية وعرضها في المراكز والمساجد ، إلا أن ذلك يجب أن يدرج في خانات الإجتهاد في العمل والبرامج التي تقبل تعدد الرؤى والأوجه ، ولا يمكن لها أن تندرج في خانات لا تليق بالناقد المخلص ولا بالمراكز والمؤسسات والعاملين فيها ، ولا تليق بقدسية قضايا أمتنا العادلة، ويجب الإحتكام دوماً للغة العقل والإحترام المتبادل ، دون إفراط ولا تفريط ، والنظر للنصف الممتلئ من الكأس، وتفسير الأمور من بعين حسنة ، ومن منظور بعيد عن تبني عقلية المؤامرة ،والتقليل من شأن الآخرين ..!!

مراكزنا التربوية ومؤسساتنا الفاعلة في برلين تتعرض للأذى الممنهج...!!

مقالات ذات صلة