اخبار مخيم البداوي

عبد العال || حق العودة ليس للبيع أو الشراء أو التوزيع أو المبادلة

أدلى القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، وضمن برنامج ساعة حوار على قناة ” فلسطين اليوم” الفضائية جملة من المواقف السياسية الهامة والتي جاء فيه في حوار يستعرض لجولات كيري الأخيرة وتداعياتها على قضية حق العودة وصف عبد العال حركة التكتم.. والتسريبات لمقترحات كيري بالقول : نحن الآن في مرحلة التأهب لشيء ما جرى بلورته في عملية التفاوض، قد يبررها البعض كما تعودنا بأنه ليس اتفاقا، وربما للتقليل من خطورته قد يسمى ورقة عمل أو إطار مؤقت للحل أو اتفاق قادم، ولا شك أن هناك غاية من هذا الموضوع باعتبار أنها مسائل حساسة لا يستطيع أحد أن يقدمها بشكل فجائي، لأنها ستكون صادمة للواقع الفلسطيني، وجرى التعاطي معها بالترويض وبالملينات منذ فترة طويلة، وهناك قضايا تشكل نسف للأساس المبني عليها المشروع الوطني الفلسطيني. وطعن بالمشروعية التاريخية للكفاح الوطني والتحرري لشعبنا وأمتنا، كالتي تتعلق بيهودية الدولة، وكأننا لسنا أمام صراع أو حتى لم يكن كذلك، وكأن هذه الأرض هي أرض بني إسرائيل وليست فلسطين، وهي تبني للرواية الصهيونية وإلغاء بلسان الضحية وبشكل رسمي للرواية الفلسطينية. وبعدها تضع فلسطينيي 48 والشتات الفلسطيني أمام واقع جديد يقضي على حق تقرير المصير وحق العودة. وأضاف محذرا من مغبة التسليم بأن رواية نقيضة قد انتصرت والفلسطينية قد رفعت الراية البيضاء. كماعرض رفض الجبهة الشعبية للمفاوضات ومخاطرها الأخرى التي باتت تتحدث علنا عن مسألة جواز القيام بما يسمى بالتبادلية لضرب الأساس الجغرافي الذي قامت عليه فكرة الدولة والاستقلال والسيادة وخط الرابع من حزيران وفق البرنامج المرحلي. وقد أكد الرفيق عبد العال أن الاستمرار بالنظر إلى القضية الفلسطينة بوصفها مسأله أمنية تبرر إبقاء الاستيطان والمستوطنين وتحت ذريعة الحروب القابلة للدفاع عنه في وادي عربه ومنصات رصد ورادارات أمنية وغيرها وهذا يعني عدم وجود سيادة واستقلال وأننا لسنا أمام دولة فلسطينية .

وكشف الرفيق عبد العال الهبوط المستمر في التعاطي بالمسألة الأهم المتعلقة بقضية اللاجئين وحق العودة والتي جرى قبول البحث بمبدأ يتنافى مع القرارات الدولية ذات الصلة منذ مقترحات كلينتون إلى مقترحات كيري، وسأل ماذا يعني تجزئة وتصنيف للاجئين؟ عبر الحديث عن عودة فردية وإنسانية وجمع شمل في الضفة الغربية وقسم يوطّن في الأراضي التي يقيم عليها، وقسم يختار دولة ثالثة، فهذا يعتبر ضرب للقرار 194 ولمبدأ حق الشعوب بتقرير المصير، كما أكد أن المعلومات التي تم تسريبها خطيرة جدا، ومفادها أن هناك دول ستساهم في حل قضية اللاجئين !!! وأردفت ولكن ليس على أساس العودة ! وان هذه اللغة تسهم في توليد مشاعر القلق على الحياة والمستقبل لدى اللاجئين وإن تضحياتهم تجرى المساومة عليها، وتضعهم أمام حصيلة مرة بأن حلمهم بالعودة إلى فلسطين موضوع قابل للبيع والشراء والمبادلة، والمأساة هي أن القضية الأُم تتحول اليوم إلى قضية صناديق للتعويض، والتي تثير جدلا في التسابق بين أطراف عدة للتساؤل السمج والبغيض: هل هذه التعويضات للدول المضيفة أم للاجئين؟ وبين هذا وذاك يجري تصفية لقضية اللاجئين.

وأوضح الرفيق مروان عبد العال أن السياسة عموما تجري على الأرض وتخضع لممرات إجبارية، والمسألة لا تقع فقط في ما يطرح من أفكار، بل في ما يحدث في القاع الاجتماعي، الذي يخضع بدوره لهندسة متأنية تخلق البيئة القادرة على تقبلها وخاصة عندما تفرض جهات تنطق باسم الضحية ولكن بحلول يضعها الجلاد، والدور الآن هو الضغط على الجانب العربي للضغط على الجانب الفلسطيني، والاستراتيجيات التي وضعت لخلق قاعدة تتقبل هذا الأمر وإيهامهم بأن قضية اللاجئين في طريقها للحل، وبالنسبة للأوضاع في لبنان، مثلا لو عدنا إلى ماضي فإن الحرب الأهلية لعبت دورا مؤثرا على الوجود الفلسطيني، ودفعت البعض منه للهجرة وإبقاء المخيمات تحت حالة من الظلم الاجتماعي والاقتصادي، ليبقى خطر التهجير قائما وبشكل جدي، وعبر اختيار جنسيات خارجية وقد جرى الأمر بشكل موضوعي، وكذلك يوجد خطر مماثل على الفلسطينيين في سوريا، وهناك عدد كبير من الفلسطينيين وضعهم محزن، وهذا الوضع أدى إلى إيجاد حلول فردية كطرق اضطرارية، وأضاف إن الفلسطيني ضحية يتم تحويله إلى فزاعة في الإعلام وغيره نظراً للتحريض الحاصل، وهناك حملات ضد الشعب الفلسطيني لتمرير مشروع تصفية قضية اللاجئين، وافتعال أزمة بين التجمعات الفلسطينية ومحيطها، وهناك تقاطع يصل إلى نقطة محددة، وهو تذويب وتهجير وتوطين اللاجئين الفلسطينيين. ونحن أمام حصيلة تاريخية مفادها تصفية الحقوق الوطنية وذبح القضية وليس حلها حلا عادلا، وكأن هناك إقرارا بأن هذا العجز عن أي خيار بديل وأن الواقع الحالي هو قدر تاريخي على الشعب الفلسطيني وهذا خطأ، وهناك حقيقة فلسطينية لا أحد يستطيع تجاوزها، وإعادة إنتاج النكبة وإعادة تشتيت الفلسطيني، وهذا لا يعني إلا إعادة إنتاج فلسطينيته ولا ينهي الصراع أبدا.

وفي الإجابة عن سؤال حول منهج المفاوضات وحول نجاح كيري، أجاب: فقط نجح باحتلال الكلام، بنسف وتقسيم ومرحلة البرنامج الوطني، إذن نحن عمليا قوضنا حتى قرارات الشرعية الدولية وأخرجناها من التداول، فعلى كل إنسان فلسطيني أن يستبق مبدأ قف وفكر ويسأل” هل المفاوضات تعطينا حقوقنا أم لا؟ وهل ما لم نأخذه بالمفاوضات سنأخذه ب

تمديد المفاوضات؟

يجب علينا طرح خياراتنا، نعم وهو خيار الشعب الفلسطيني، صاحب المصلحة الحقيقية بالقضية، وليقل الشعب كلمته لأنه صاحب القرار، وختم حديثه قائلا: إن المسألة تحتاج إلى حدث إبداعي يقلب المعادلة، ويضع الجميع أمام مسؤولية المراجعة والاستشراف لحماية وجودنا وحلمنا وقضيتنا أن نستفيد بكل عناصر القوة نجمعها ونوحدها ونجددها وبشرط أن لا نبددها.

الجمعة, 07 فبراير 2014 17:33
موقع مخيم الرشيدية

مقالات ذات صلة