المقالات

اشواك الحقيقة || نزار محمود

بقلم: د. نزار محمود

تربينا على المجاملة وفهمنا عكسها بجاحة وقباحة واستفزازاً.

يصعب علينا نقد الآخرين لنا، لا بل حتى مخالفتهم آراءنا… إننا ضحية قيم وعادات تربوية دفعتنا الى المداهنة والنفاق وازدواج الشخصية.

مفهوم اللياقة والادب لدينا مغلوط، وأصول الرفض والقبول عندنا معتلة وترانا نستغيب ونمنم على بعضنا في حتمية اجتماعية لا مفر منها.

تربينا على طاعة وقيم عمياء ولم ندرك معانيها، وعندما سر ى في عروقنا تمرد الشباب والصبا اختلت فينا الموازين، فتوترنا تارة ولجمنا الأفواه تارة أخرى.

اطمرونا بمواعظ مثالية وبقيم خيالية وجدت مستقرها في عقولنا الباطنة ورسمت لنا “أنانا” العليا، لكنهم لم يدركوا أن للإنسان غرائزه وميوله وخصوصياته وحاجاته الحيوانية الاخرى في “أناه” السفلى، فخرجوا بكائن هجين ظاهره غير باطنه الا من رحم ربي!

نحن الشرقيون، نستسهل الكذب في غالبيتنا، نكذب لكي نحصل على شيء ما، ونكذب لكي نتجاوز موقفاً حرجاً، ونكذب لكي لا يقال عنا أننا لا نعرف أو لا نقدر ، ونكذب لأننا نريد التميز والتفوق وجلب الأنظار وهكذا!

لا أريد القول أن الأقوام الأخرى لا تكذب أبداً، لكنها تكذب أقل منا، وتحترم صادقها أكثر منا، وتعيش مع نفسها والآخرين بشفافية محسوسة وملموسة أكثر منا.

إنها مسألة عادات وقيم وعلاقات خوف وهيمنة ونفاق نشأنا وتربينا عليها وعشنا معها!

علينا أن نعمل على أن لا يكبر أبناؤنا وهم يخافون الصدق في المواقف المحرجة وأن نحبهم ونحترمهم وندعمهم ونقف الى جانبهم بصورة أكبر عندما يصدقون القول والعمل.

لقد كنى محمد بالصادق الأمين فاختاره الله نبياً ورسولاً، وكفى به قدوة لنا في التربية والسلوك!

برلين، ٢/١/٢٠١٩

مقالات ذات صلة