المقالات

غزة حرة ما راح تركع ..

*غَزَّةُ حُرَّةٌ مَا رَاح تُرْكِعُ .. إِنَّ شَارُونْ أَبُو الاِسْتِيطَانُ وَمُهَنْدِسُهِ لَمْ يُغَادِرْ غَزَّةَ طَوَاعِيَّةً .. بَلْ هَرَبَ تَحْتَ ضَرَبَاتِ المُقَاوَمَةِ الَّتِي أَوْجَعَتْهُ .. وَلِذَلِكَ غَزَّةُ حُرَّةُ مُحَرِّرَةِ…!! *

وِجْهَةٌ نَطَرْنَا فِيمَا يردده البعض بأنن قِطَاعُ غَزَّةَ يَعِيشُ اِحْتِلَالًا مُخْتَلِفًا عَنْ الاِحْتِلَالِ الَّذِي تَعِيشُهُ الضِّفَّةَ.!!

د. احمد محيسن – برلين 2019/01/13

لقد قالها الرئيس محمود عباس المنتهية مدة رئاسته منذ أكثر من عقد من الزمن .. بأنه والسلطة يعيشون تحت بساطير الإحتلال .. وما يحدث من إجتياحات يومية للبيرة ورام الله .. إنما هو جزء من هذا الواقع المذل والمهين والمقبول به من هذه السلطة …!!

واقع الذل والهوان في الضفة المحتلة وحسب تصريحات محمود عباس ورجال السلطة .. هو الواقع الذي يعيشه شعبنا في الضفة ويلامسه كل لحظة .. ولا يمكن أن يقبل به شعب يعيش تحت

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

الإحتلال .. وانطلق بثورة مسلحة وقدم الشهداء على درب التحرير الكامل .. وعمل منذ مئة عام بكل السبل المُقاوِمة على الخلاص من هذا المحتل .. وهذا ما تفتقده الضفة المحتلة هذه الأيام بقرار من هذه السلطة في انسلاخ عن الذات وتنكر لتاريخ الثورة والشهداء …!!

إن هذا الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في الضفة الغربية .. هو واقع عربدة المحتل ومستوطنيه .. واجتياحات متواصلة لكل المدن والقرى الفلسطينية .. بما فيها منزل محمود عباس ومن معه ممن يدير شؤون السلطة وأجهزتها.. وقائمة ممارسة الإحتلال العدوانية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا تطول .. ولا يجد هذا الواقع من السلطة حتى اعتراضاً مقاوماً جاداً على ذلك .. وهم يقرون بالصوت والصورة بأن السلطة في الضفة هي بلا سلطة …!!

ولكن شعبنا في الضفة يعيش سلطة الظلم المتسلط المتجبر على أبناء شعبنا.. وتمارسها السلطة جهاراً نهاراً ضد أهلنا .. بالإستدعاءات والإعتقالات والمضايقات لشبابنا وشاباتنا .. والإقتحامات لبيوت أبناء شعبنا وترويع الأطفال والنساء والإعتداء عليهم .. ومطاردة للمقاومة وملاحقتها بكل الوسائل والإمكانيات .. ومحاصرة ومنع وجود المقاومة في الضفة قاطبة بكل السبل .. بإقرار وإصرار رئيس السلطة محمود عباس .. متنكراً بذلك لإرادة شعبنا في التحرير الكامل .. ولشرعية المقاومة .. وللقوانين والشرائع السماوية والأرضية والمواثيق الدولية .. في حق الشعوب التي تعيش تحت الإحتلال بمقاومة المحتل الغاصب ودحره بكل السبل …!!

إن قانون مقاومة المحتل عملت به كل الشعوب التي كانت تحت الإحتلال .. والمشاهد والأمثلة على ذلك ما زالت موجودة ويشهد التاريخ عليها .. إلا في قاموس ومفهوم وعقيدة السلطة الفلسطينية منزوعة السلطة بقيادة محمود عباس كما يقر بنفسه بذلك .. فالمقاومة للمحتل هي محرمة عنده .. بل وتتصدر سلم المحرمات عند سلطة محمود عباس .. وهذا الواقع هو الواقع الذي تعنيه السلطة بالتمكين في الضفة .. تلك هي مشاهد التمكين الذي يتحدث عنه محمود عباس وعزام الأحمد وغيرهم .. ويريدون إسقاطه على غزة .. هكذا هو التمكين الذي هو بمعناه الحقيقي وكما يعرفونه ويقصدونه بعيداً عن التغليف ويريده محمود عباس .. والذي يعني الإستسلام للإحتلال والتخلي عن سلاح المقاومة والإكتفاء بسلاح فردي للشرطة والأجهزة الأمنية كما هو في الضفة .. والقبول بعيشة المذلة والمهانة التي تعيشها رام الله .. وهذا ما لا يمكن أن يحصل في غزة الحرة المحررة ويقبل به شعبنا في غزة المقاومة .. غزة التي صمدت ثلاث حروب عدوانية طاحنة أمام قوات الإحتلال العدوانية .. التي لم تحقق أهدافها الإجرامية .. وبائت كلها بالفلشل …!!

إنه بمفهوم الشعوب الحرة التي تتذوق طعم حلاوة التحرير .. فإن غزة محررة من سطوة وعربدة الإحتلال وجنوده وشرطته ومستوطنيه اليومية .. التي يمارسونها في الضفة المحتلة متى وأين وكيفما يشاؤون …!!

وإن غزة محررة من وجود الإستيطان والمستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت واقتلاع الأشجار وحرق المحاصيل وتدنيس المقدسات .. ونرى غزة تتنفس الحرية وهي تبدع في تطوير سبل المقاومة للإحتلال …!!

وغزة تسطر حرية أبناءها في تحركهم اليومي الطبيعي كبشر في القطاع متى يشاؤون وكيفما يريدون .. دون وجود حواجز التفتيش والذل من الإحتلال .. الطيارة منها والثابتة …!!

إن شعبنا الفلسطيني وأحرار أمتنا والعالم .. يقرون بأن غزة حرة. محررة .. ولكنها محاصرة .. والحصار لا يعني بتاتاً الإحتلال .. وهناك أمثلة في العالم على ذلك ..!!

نتمنى أن نشهد الضفة وهي تتخلص من التكلس الذي أصاب مفاصلها وأصبحت بلا مخالب وبلا أسنان وأنياب .. ونتمنى أن تنفض الضفة ما سقط من غبار على موائدها .. لكي تتصاعد انتفاضة شعبنا ضد المحتل .. ولكي يفكر الإحتلال الف مرة قبل أن يجتاح البيرة ورام الله وينكل بأبناء شعبنا .. ليت الضفة تشهر البطاقة الحمراء في وجه التنسيق الأمني وأركانه ومعاونيه .. وتفتح الطريق امام المقاومة .. ولربما يختار شعبنا يوماً الوصول بمقاومته للعصيان المدني المرتقب ..!!

إن شارون أبو الإستيطان ومهندسه لم يغادر غزة طواعية وبمحض إرادته .. وأخذ بمغادرته لها يجر خلفه ذيول الهزيمة والخيبة .. تحت ضربات المقاومة التي أوجعته ودفع الإحتلال بها ثمن احتلاله لغزة .. ولذلك غزة حرة محررة …!!

ننتظر من مخلصي أبناء شعبنا وأمتنا وجبات تستنهض همم أبناء شعبنا في التمرد على التنسيق الأمني وأدواته .. وتصاعد المقاومة ضد الإحتلال …!!

مقالات ذات صلة