المقالات

الشهيد الشيخ ربيع أبو خشب في ذكرى استشهاده

في 23/1/2019

إنتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ ربيع أبو خشب بعد صراعٍ شديد مع مرضٍ خبيث، برز فجأةً بعد كلمة ألقاها في احتفال حاشد لحركة فتح في مخيم الرشيدية، أمام قاعة الشهيد أبو الهول، وكان ذلك اليوم حاراً، إلاَّ أنَّ الساحة غصَّت بالحضور.

كلمتُه كانت جامعة، ومانعة، وهادفة، وكانت نابعة من وجدانه، ومن حرصه على شعبه، وعلى قضيته فالهموم الفلسطينية الإسلامية، والوطنية، والاجتماعية كانت شغله الشاغل، وكان يتألم وهو يرى الاعوجاج أو الانحراف ينخر في الواقع المجتمعي، ويتفاعل مع الحدث، وينفعل، وكلامه ينبع دائماً من تلافيف دماغه، ومن شغاف قلبه، ومن جوهر قناعاته التي تربى عليها في المعاهد الدينية، وفي الحلقات الحوارية الفتحاوية والسياسية.

نستذكره في الذكرى السنوية العاشرة لأنه كان مستقيماً وخلوقاً، واعداً ومعطاء، يمتلك من المعرفة والالمام بالامور الفقهية، والسيرة النبوية ما جعله منبرياً مقنعاً، ومحيطاً بالقضايا المطروحة.

تميَّز بحضوره ووعيه، وبحكمته، وبأسلوبه الدمث والقريب إلى القلب، ومن يجالسه يرتاحُ له، ويعشقه رغماً عنه.

كنا نتمنى لو كان بيننا في هذه السنوات الصعبة حتى يكون عاملاً مساعداً في النهوض، والتقارب، والتفاهم، لكن قضاء الله وقدره كان فوق الجميع. غادر الدنيا إلى جنان الخلد مطمئناً. ترك زوجةً مصوناً صالحةً حفظته في حياته وبعد مماته. زرع نبتةً طيبة عطرة قبل مماته فأينعتْ واثمرتْ بين يدي أمٍّ وفيةٍ، التي تعتزُّ بأنه ابن الشيخ ربيع، وهو الفتى يسمع الجميع يتحدث عنه، علماً أنه لم يسعدْهُ الحظُّ أن يرتاح في أحضانه كباقي الأطفال، لأنه كان طفلاً صغيراً، واليوم أصبح يشقُّ طريقه لأحياء اسم أبيه في ميادين العلم، والابداع، والسلوك الاخلاقي والاجتماعي.

لشيخنا الفاضل ربيع أبو خشب الرحمة وجنان الخلد، ولذويه من بعده الصبر والسلوان.

الشهيد الشيخ ربيع أبو خشب
الشهيد الشيخ ربيع أبو خشب

وانها لثورة حتى النصر

عضو المجلس الثوري لحركة فتح

الحاج رفعت شناعة

مقالات ذات صلة