المقالات

أين نكون من كل ما يجري ويحاك ضد قضيتنا وشعبنا ..؟!

لم يكن المشهد الفلسطيني بكل تفاصيله يوماً أوضح مما نرى ونسمع .. وأوضح ما فيه هو هاذان الفسطاطين المتوازيين الذين لا يمكن لهما على أي حال أن يلتقيان …!!

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

هناك مشهد الضفة الغربية المحتلة .. التي تستباح من الإحتلال على مدار الساعة .. ويبطش بشعبنا فيها جيش عدوانه وشرطته وأجهزته وقطعان المستوطنين .. ويتمادى الإحتلال في ذلك .. لأنه لا يدفع الثمن .. وتماديه يتم على مسمع ومرأى سلطة تجثم على صدور شعبنا عنوة .. وتقدس التنسيق الأمني مع الإحتلال .. وهي التي لا تحرك ساكناً دفاعاً عن أبناء شعبنا .. لا بل وتمنع مقاومة الإحتلال …!!

وهناك مشهد مليونين من أبناء شعبنا في قطاع غزة المحرر .. يعيشون الحصار المزدوج منذ 13 عاماً وعقاباً من السلطة .. وما زالوا هناك يقاومون الإحتلال بكل السبل ويبدعون في تصديهم للإحتلال .. وصنعوا بمقاومتهم توازن الرعب مع المحتل الغاصب …!!

وهناك مشهد الإعتقالات وهدم البيوت والحواجز والإذلال والتهويد للقدس ومصادرة الأراضي والإستيطان وسور الفصل والإعدامات الميدانية .. وتغييب المقاومة …!!

وهناك مشهد الإستعداد والتحضير والتخطيط والإبداع والتطوير لفصول المقاومة .. وأيضاً مشهد الإستشهاد في غزة وأنت تقاوم .. مشهد ” نموت واقفين ولن نركع ” هو في غزة .. كما قال الشهيد القائد أبو علي إياد …!!

وهناك مشهد ملاحقة المقاومة من أجهزة السلطة .. ومنعها والزج بالمناضلين وحرائر فلسطين في مسالخ بيت لحم وزنازين أجهزة السلطة التي صنعها دايتون .. .!!

وهناك مشهد العمل والكد والجد على تجييش شعبنا وحشد طاقاته وإمكانياته وتطوير سبل المقاومة وتصدي المقاومين للإحتلال في غزة …!!

وهناك مشهد عربدة قطعان المستوطنين وقوات الإحتلال في الضفة الغربية دون مقاومة تذكر …!!

وهناك مشهد أن تعيش بكرامة وعزة على أرضك المحررة حتى وأنت محاصراً .. هو مشهد أن تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها …!!

وهناك المشهد المذل والمهين وأنت تستجدي الإحتلال في الضفة الغربية .. وهناك مشهد أن تكون رقماً صعباً مقاوماً للإحتلال وتصنع الأجندة في غزة .. .!!

وهناك مشهد الحواجز الثابتة والطيارة في الضفة الغربية المذلة لشعبنا .. وهناك مشهد تنفس العزة والكرامة في غزة رغم ضيق العيش والحصار والعقاب …!!

وهناك السواد الأعظم من أبناء شعبنا وأمتنا .. يقفون بكل قوة خلف مقاومة الإحتلال .. ويؤمنون برحيل الإحتلال من خلال المقاومة .. والتمسك بالثوابت حتى التحرير والعودة …!!

وهناك قلة قليلة .. تؤمن بالتنسيق الأمني مع الإحتلال والحياة مفاوضات .. ومحاطة بجوقة من الشركاء والمنتفعين والسحيجة التي تصفق لهم .. ومصحوبة بحفنة من المرتزقة .. ومنهم هؤلاء فرق الذباب الإلكتروني المنتشرة على سبل التواصل الإجتماعي بأسمائها المتعددة .. الذين يتقنون التشبيح والتدليس والبلطجة .. أساتذة معاهد التزوير والتلفيق وقلب الحقائق .. ولا تملك إلا أن تتقيأ وانت تستمع لأكاذيبهم وافتراءاتهم وفتاويهم .. أو تتابع ما يفعلون من أفعال مشينة ومعيبة .. وهم يعملون على تخريب الوعي الإنساني .. وزيرعون بذور الفتنة بين صفوف أبناء شعبنا …!!

فهم يعملون على تشويه كل فعل مقاوم للمحتل وأعوانه .. ويشككون بكل فعل جماهيري شعبي يستنهض الهمم نصرة لقضيتنا ولشعبنا .. ويكشف عجز وقلة حياة وزيف أبطال تقديس التنسيق الأمني …!!

هؤلاء الذين طبع الله على قلوبهم .. وأمرهم أصبح مفضوحاً .. نرجسيبن وباطنيين بلا ضمير إنساني سوي .. هم المدافعين عن قيادة فاقدة للصلاحية والشرعية .. قيادة تقر على لسان رئيس السلطة بأنهم يعيشون تحت بساطير الإحتلال .. وقد وصفه الشهيد الراحل ياسر عرفات أبو عمار ” كرزاي فلسطين ” .. قيادة تعمل على تدمير مؤسسات شعبنا تدميراً ممنهجاً .. وتلغي من قواميسها كلمة تحرير وكلمة وطنية .. قيادة إقصائية فاسدة .. قيادة منتفعة مستبدة ظالمة .. قيادة تكبل يد المقاومة ضد الإحتلال وتعتقل مناضلي شعبنا .. قيادة تعاقب شعبها وتبطش به .. وقيادة تصف شعبها ” بالجواسيس” .. فعن أي قيادة يتم الحديث ..؟!

وهناك من يلتزم الصمت جراء ممارسة هذه القيادة وتنسيقها الأمني المقدس .. وذلك لأسباب متعددة منها مثلاً وليس حصراً .. الخوف من بطش السلطة .. ومنها العوز والحاجة .. ومنها ارتباطات عائلية أسرية .. ومنها مصلحة ذاتية مادية وجهوية …!!

وهناك من أبناء شعبنا وأمتنا من يضحون ويصرون على أن يكونوا في جانب الحق والمقاومة .. ويقفوا بكل ما أوتوا من قوة وعزم ضد النفاق والظلم .. ويدافعون عن قضايا الوطن ونضال شعبنا .. وعن التمسك بالثوابت وبالتحرير والعودة .. كل في موقعه وأماكن تواجده وإمكانياته .. ويجهرون بقول كلمتهم في وجه الظالمين .. مهما بلغ حجم التضحية والثمن …!!

فأين نكون من كل ما يجري ويحاك ضد قضيتنا وشعبنا ..؟!

د. احمد محيسن – برلين في 2019/01/30

مقالات ذات صلة