عالم التكنولوجيا

FBI تجري تجارب للقرصنة الإلكترونية

ربما يتعين عليك أن تصبح قرصاناً في بعض الأحيان للإيقاع بأحد المتسللين لاختراق حساباتك الإلكترونية، بحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن تايمز“، ولكن عندما يقدم مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI على عملية القرصنة لأغراض حماية أمنية سيبرانية، يسود القلق بأوساط جماعات الحريات المدنية.

القرصنة بأمر قضائي

فقد كشف FBI مؤخراً عن المشاركة في هجوم تجريبي على أجهزة كمبيوتر من خلال شبكة بوت نت وزرع إشارة لتتبع أنشطة البرنامج الخبيث المعروف باسم “الكوبرا المخيفة” Joanap، في محاولة للحصول على إجابات لأسئلة جديدة في مجال الأمن السيبراني.

وتكمن المشكلة، كما يقول المدافعون عن الحريات المدنية، هي أن FBI قام بتجميع عناوين بروتوكول الإنترنت IP والمعلومات “الإضافية” من أجهزة الكمبيوتر التي تم تجربة اختبار فيروس Joanap.

ويقول أندرو كروكر، كبير المحامين في مؤسسة Electronic Frontier Foundation: “إن الصلاحيات التي يستخدمها FBI في هذه التجربة تعد جائرة بطبيعتها، لأن توجيه كمبيوتر شخص ما إلى أشياء كهذه يمنح FBI نطاقاً واسعاً جداً، وهو ما يعد أمرا مثيرا للقلق”.

حصل المحققون التابعون لـFBI وسلاح الجو الأميركي على أوامر من المحكمة بالموافقة على تلك الإجراءات. وقالوا إن الإجراءات كانت ضرورية لتعطيل شبكة بوت نت، التي أغرقت شبكة الإنترنت بسبب أجهزة الكمبيوتر المصابة ببرامج Joanap الخبيثة. وتعطي هذه البرامج الخبيثة الهاكرز القدرة على السيطرة على أجهزة الكمبيوتر، ويمكن استخدامها لارتكاب جرائم الاحتيال وغيرها من الجرائم.

إجراء أمني ضروري

ويدافع نيكولا حنا، المحامي العام الأميركي في كاليفورنيا، عن تجارب وتكتيكات المحققين الفيدراليين، قائلاً إنه تم السماح لهم رسمياً برصد وتحديد أجهزة الكمبيوتر، التي كانت مصابة وتسببت في نشر البوت نت، هي مجموعة ضخمة (يبلغ تعدادها بالآلاف وقد يصل للملايين) من الأجهزة التي تم اختراقها عن طريق الإنترنت كل واحد منها يسمى بوت وتخدم تلقائياً بوت نت رئيسي، يسيطر عليه الهاكر.

سلاح ذو حدين

ويقول محللون في مجال الأمن السيبراني إن اختراق FBI لأجهزة الكومبيوتر المصابة بالبرنامج الخبيث هو سيف ذو حدين، مما يمنح السلطات أداة جديدة لمكافحة الجريمة في عالم رقمي متزايد، ولكنه يكشف أيضاً عن ملفات حساسة بالغة الخصوصية لا علاقة لها بتطبيق القانون. ويقول آخرون إنها منطقة مجهولة غامضة وتثير الكثير من التساؤلات، ولا يمكن للمحاكم أن تتعامل معها بمفردها.

ويرى جوليان سانشيز، الباحث البارز في معهد Cato: “إنه حتى إذا كان هناك حاجة للحصول على هذه المعلومات، فإن القيام بعملية قرصنة هي طريقة تدخل فظيعة لتحقيق مثل هذه الغاية، فلا يعد تصرف مثالي أن ترتكب نفس الجرم ضد الضحية عن طريق الاختراق واقتحام خصوصيته مرة أخرى.”

القاعدة 41

وأكد محققو FBI أن القرصنة التجريبية تمت بموجب تعديل في عام 2016 على قانون الإجراءات الجنائية الفيدرالية، والمعروف باسم “القاعدة 41”. ويسمح التعديل للحكومة الأميركية باستخدام برامج القرصنة على أجهزة الكمبيوتر للحصول على أدلة.

وتستخدم “القاعدة 41” إلى حد كبير في الجرائم المالية وحالات استغلال الأطفال في المواد الإباحية، حيث يستخدم المجرمون أنظمة وأجهزة لإخفاء عناوين IP أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. ويحتاج المحققون الفيدراليون فقط إلى الحصول على إذن من القاضي للحصول على مذكرة التفتيش.

تحذير المستخدمين

وذكرت وزارة العدل مؤخراً أنها ستقوم بإخطار المستخدمين المتأثرين بإجراءات Joanap الخاصة بأجهزتهم، من قيام مزودي خدمات الإنترنت الخاصة بهم بإرسال إخطارات شخصية إلى أجهزة الكمبيوتر، بخاصة تلك الأجهزة التي لا يتم حمايتها بجهاز التوجيه أو جدار الحماية.

وتلقي السلطات الأميركية باللوم على متسللين كوريين شماليين في إطلاق شبكة البوت نت. كما أن وزارة العدل الأميركية وجهت اتهامات في العام الماضي ضد بارك جين هيوك، وهو مواطن كوري شمالي متهم بتزعم مجموعة هاكرز، تحت رعاية حكومة بيونغ يانغ، قامت بشن هجوم على شركة Sony Pictures Entertainment.

المصدر: وكالات – جمال نازي

مقالات ذات صلة