المقالات

ما يسمى بمؤتمر السلام في البحرين .. إنما هو مؤتمر استكمال الحرب المعلنة على قضية فلسطين .. !!

ما أسموه “بمؤتمر السلام” المزمع عقده في البحرين في حزيران المقبل .. تجاهل وإهمال وبغياب كلي للفلسطينيين .. من الداعي والراعي الأمريكي .. وذلك على مستوى السلطة والمنظمة والفصائل .. باعتراف محمد اشتية رئيس وزراء حكومة عباس حيث قال وهنا نقتبس ..” اشتية أضاف مخاطبا الصحفيين وهنا نقتبس .. “يؤكد مجلس الوزراء أنه لم يُستشر حول هذه الورشة المذكورة لا من ناحية المدخلات أو المخرجات أو التوقيت” في إشارة إلى المؤتمر الذي أعلنته الولايات المتحدة أمس الأحد” .. انتهى الإقتباس …!!

وكذلك بهذا الشأن نقتبس أيضاً ما قاله صائب عريقات …”قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان “لم تتم استشارة الجانب الفلسطيني من قبل أي طرف حول الاجتماع المزمع عقده في العاصمة البحرينية المنامة”… إنتهى الإقتباس ..!!

يحاول البعض أن يلملم ما تبقى من ماء وجه السلطة بالقول بأنهم رفضوا المشاركة في مؤتمر البحرين .. نقول لهم نرد عليكم بما خرج من أفواهكم .. وحتى لو تمت دعوة السلطة للمشاركة مثلهم مثل أي مدعو آخر .. فهذا أيضاً يشكل إهانة .. لأن صاحب الشأن يدعو ولا يدعى .. وفِي مثل حالتنا كفلسطينيين نرزح تحت نير الإحتلال .. تتم الدعوة على أرض المعركة في مواجهة الإحتلال حتى يغرب …!!

إن ما أسموه “بمؤتمر السلام” .. إنما هو مؤتمر استكمال الحرب المعلنة على قضية فلسطين .. دون أن تواجه مواجهة حقيقية من الرسمية الفلسطينية .. ولم تعد تفاصيل المشهد تنطلي على شعبنا .. فمن ناحية يتم الرفض والإدانة لفظياً .. بينما على الأرض وبالفعل يتم تقويض كل ما يردع الإحتلال ويقاومه .. وتتم معاقبة شعبنا وتشديد الحصار عليه …!!

* “مؤتمر السلام” كما أسموه .. هو خيط من حزمة خيوط صفقة وصفاقة القرن .. ويكشف مدى الإستخفاف الأمريكي والدولي بهذه السلطة الفلسطينية وبقيادتها .. وهم لا يعتبرونها ولا يقيمون لها وزناً بتاتاً .. في المقابل تكون دولة الإحتلال حاضرة ومشاركة وتحدد الأجندة فِي البلد العربي البحرين …!!*

إنه نتاج التوهان السياسي والتخبط الذي تعيشه قيادة شعبنا الرسمية .. وإنه ثمن غالٍ يدفعه شعبنا اليوم من تكلفة فاتورة أوسلو الكارثية .. ومخرجاتها وتبعاتها .. وذلك على كافة الأصعدة .. بداية بالتمسك بمبدأ وعقيدة الحياة مفاوضات .. مروراً بتقديس التنسيق الأمني .. وليس آخراً بالتخلي عن المقاومة ومطاردة المقاومين والزج بهم في السجون …!!

إن الفترة الزمنية التي أضاعوها أبطال مسلسل أوسلو بالحياة مفاوضات لمدة تزيد عن ربع قرن .. هي فترة زمنية ليست بقصيرة .. وهي فترة إنقضت من عمر القضية ومن أعمار أبناء شعبنا .. أضاعوها في مفاوضات عبثية .. إنها دماء ومعاناة وبؤس ونكبة تتجدد .. إنها تكلفة باهظة الثمن يدفعها شعبنا .. نرى آثارها المدمرة واضحة خاصة في الضفة المحتلة .. حيث يتغول الإستيطان وقد تضاعف خمسة أضعاف .. ليصل عدد المستوطنين في الضفة إلى المليون .. والقدس تهود والمقدسات تدنس وتقسم .. وتصادر الأراضي وتهدم البيوت .. ويزج بأحبتنا في السجون والمعتقلات .. وإعدامات ميدانية شبه يومية لأبناء شعبنا .. وسور لعين يبتلع الأرض ويفصل الأخ عن أخيه .. وشجر الزيتون المعمر منذ الآف السنين يقتلع .. وغزة بمليونين من أبناء شعبنا يعيشون الحصار الظالم .. إنها تكلفة باهظة الثمن وما زال مهندسي أوسلو يؤمنون بها .. وهي تكلفة مرتفعة وتفوق كلفة المقاومة والصمود ومواجهة الإحتلال .. وهي الأفعال التي تقصر الطريق وتعيد لنا حقوقنا ولا يفهم المحتل سواها لكي يرحل …!!

د. احمد محيسن -برلين في 2019/05/22

مقالات ذات صلة