المقالات

الحلف الهش بين “إسرائيل” والولايات المتحدة

الحلف الهش بين “إسرائيل” والولايات المتحدة

ألون بينكاس

قال رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، لدولة اسرائيل ما يعتقده حقا في رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لا ما يعتقده في اسرائيل، وفي تأييد الولايات المتحدة السياسي والعسكري لاسرائيل أو في “المسيرة السياسية” أو في ايران. قال ببساطة ووضوح ما يعتقده في رئيس وزراء اسرائيل والى أين يقود اسرائيل. هذا كلام شديد مخيف لم يسبق له مثيل، وهو متصل بكلام رئيس “الشاباك” السابق يوفال ديسكن. إن إسرائيل حليفة لكن نتنياهو مشكوك في حلفه.

لا يهم أن يعتقد رئيس فرنسا ومستشارة المانيا ورئيس الوزراء البريطاني ورئيس مجلس حكماء كوكب كريبتون الشيء نفسه. لكنه رئيس الولايات المتحدة. ولا أهمية ايضا للاشتغال السخيف النفاقي بنوايا الرئيس اوباما أو توقيته. فلم يكن هنا انتقام ولن يكون بل هذا رأي اوباما في نتنياهو. ويحسن الاصغاء لما يقوله رئيس الولايات المتحدة في رئيس وزراء الحليفة اسرائيل وان نفهم المضمون والآثار فهما عميقا.

يعتقد الرئيس مثل وزيري الخارجية والدفاع الداخلين ان اسرائيل تقود نفسها الى عزلة دولية والى كارثة سياسية. وكان رد نتنياهو غاضبا لأنه عبر عن عدم فهم معنى كلام اوباما. “لن ينسحب نتنياهو الى حدود 1967 ولن يُمكّن ايران من امتلاك سلاح ذري”. ولن تُمكّن حكومة نتنياهو الرومان ايضا من احتلال القدس مرة اخرى وستحارب الكتاب الابيض والانتداب البريطاني.

أحرزت اسرائيل في سني وجودها الـ 65 ذخرا استراتيجيا عظيما هو العلاقات بالولايات المتحدة. وهذا حلف ومضاعف للقوة السياسية والامنية ومن أساطين قدرة اسرائيل على الردع منذ سبعينيات القرن الماضي. والولايات المتحدة لا تراه حلفا طبيعيا وتاريخيا بل نشأ رويدا وبالتدريج مع الكثير من الري والتسميد والانتباه لا باعتباره شيئا مفهوما من تلقاء نفسه. ان الاشتراك في القيم والقاعدة الفكرية المتشابهة في نظر الدولتين الى أنفسهما والمصالح الاستراتيجية المشتركة ورعاية العلاقات الامنية والسياسية تقوم على الثقة الأساسية والصدق الأساسي. وقد نجح نتنياهو في غرور وفظاظة في ان يزعزع أساس العلاقات باخراج الثقة والصدق من المعادلة. وقد أعلن نتنياهو منذ كانت المحاضرة المدروسة الوعظية التي حاضرها أمام عدسات تصوير البيت الابيض بالفعل وفي عدم مسؤولية صراع عمل مع رئيس الولايات المتحدة ولم يضيع أية فرصة لمواجهة لا فائدة منها ولا هدف لها.

لا يعني هذا ان نتنياهو ليس محقا في الأساس، بل يعني انه يسلك في تحد وتأليب. ويعني أنه يُعرض للخطر بالفعل حيوية ونوعية الحوار الحميم والصادق والموثوق به في شؤون ذات أهمية استراتيجية كايران أو سورية أو باكستان، في فترة ينتقل فيها مركز اهتمام السياسة الخارجية الأميركية الى الشرق الاقصى، وقد أصبح تعلق الولايات المتحدة بالنفط من الشرق الاوسط يؤول الى الصفر.

ويعرض نتنياهو للخطر نوع الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بتدخله في السياسة الأميركية، لكنه يفعل ذلك في الأساس بهدم الثقة والصدق الذي ينشئه مع البيت الابيض. ان اسرائيل ليست “ذخرا استراتيجيا” للولايات المتحدة كما تتوهم نفسها، وهي في الوقت ذاته ليست “عبئا” كما يصفها منتقدوها والعائبون عليها. ان “الذخر الاستراتيجي” هو الحلف مع الولايات المتحدة وهذا الحلف هو بين دولتين غير متكافئتين. هو، اذاً، حلف غير متكافئ ولهذا يشعر رئيس الولايات المتحدة – الذي انتخبه ائتلاف ناخبين غير معني باسرائيل – بالارتياح في التعبير عن رأيه. ولهذا من المراد ان تصغي الشريكة الصغرى في الحلف وألا تهتاج.

“يديعوت”، 17/1/2013

الأيام، رام الله، 18/1/2013

مقالات ذات صلة